ملكية دستورية مع استقرار واستمرار

منى الغصين

TT

بكل صراحة، لا اتطلع لكل هذه الاحتفالات الخاصة باليوبيل الذهبي لاعتلاء الملكة اليزابيث الثانية العرش لأنها ستؤدي الى مشاكل وتعطيل الطرق بسبب الاحتفالات والمسيرات المتعددة. ولكن ولدهشتي اصبحت مهتما بالاحتفالات. وبدأت اشعر انها حقا مناسبة تاريخية.

بريطانيا هي البلد الوحيد في العالم الذي يمكنه تنظيم مثل هذه الاحتفالات المثيرة. كانت العربة الملكية الذهبية اكثر من رائعة. وكان المناخ في لندن ساحرا. وكان الجميع ودودين.

اما حفل البوب فقد كان ممتازا واعتقد ايضا ان الالعاب النارية في نهاية الحفل كانت ساحرة. حتى الملكة كانت سعيدة وهي تشاهد الالعاب.

لست من انصار الملكية، ولكن في مثل هذه المناسبات، يمكن للمرء ان يقدر الشعور بالاستمرارية والاستقرار التي يمكن لنظام ملكي دستوري ان يقدمه.

* احتفال خاص مع أصحابي الملكيين

* كلما قررت قضاء عطلة نهاية الاسبوع في الريف ساءت الاحوال الجوية، ولا اعرف السبب وراء ذلك. ربما الصدفة السيئة وبما ان صاحبة الجلالة الملكة اليزابيث نسيت دعوتي الى حفلتها في قصر بكنغهام قررت اقامة حفلي الملكي الخاص مع اصدقائي الملكيين. ولذا قرر صديق ملكي استئجار ميني باص لنقلنا الى «واتر سايد». احب هذا المطعم. المناخ والطعام والجو العام في غاية الروعة.

وكان طلبي الاول فطر بري مع الحلزون قدمت على فطيرة خفيفة مع الطماطم. كانت رائعة. وطلب اثنان من الحاضرين قائمة الاطعمة المفضلة لذلك اليوم، التي تشمل الووبستر (جراد البحر) ثم يتبعه كبد الاوز. وهو ليس بجودة مثل كبد الاوز في مطعم انابيل ولكنه كان رائعا.

وكان طبقي الرئيسي هو حمام محش بطير الفري، اما صديقي الملكي، الذي سيظل مجهولا، فقد طلب طبق البط الشهي جدا. وبالنسبة للحلوى كانت لدينا مجموعة من الاختيارات، ولا بد من القول ان كلا منها كانت احلى من الأخرى. اما ابنتي ثريا التي اضطررت الى التوسل اليها لكي تنظم الى هذه المجموعة من الكبار، فقد استمتعت بالطعام الذي كان رائعا اذا وضعنا في الاعتبار انها لاتأكل الا البيتسا والهامبورغر.

والمعروف ان «ووتر سايد إن» المطل على النهر، يشتهر بطعامه الذي يطهيه أحد الاخوان رو اللذين يملكان مجموعة من اشهر المطاعم في بريطانيا. ويجب القول انهما يستحقان تلك السمعة. وكان العاملون ودودين والطعام رائعا.

* زيارة قصر كليفدن تناسب احتفالات الجلوس

* في اطار الاحتفالات الملكية، ما هو افضل من زيارة كليفدن، ربما تسأل ما هو كليفدن. كليفدن قصر شيده في القرن السادس عشر دوق بكنغهام. واكتسب سمعة سيئة في القرن الماضي بفضيحة بورفيومو. وكان بورفيومو وزيرا للحرب وكان على علاقة بكريستيان كييلر التي كانت على علاقة هي الاخرى بملحق يعمل في السفارة الروسية. على اي حال ولاختصار القصة، كانت عائلة استور التي تملك هذا المكان تقيم مثل هذه الحفلات الصاخبة في عطلة نهاية الاسبوع. وفي واحدة من هذه الاحتفالات التقى الوزير بالمرأة التي تسببت في سقوطه.

على اي حال قررنا أخذ قارب كليفدن من «ووترسايد ان» والتوجه الى كليفدن، وهي رحلة تستمر حوالي الساعة، ولكنها رائعة ويمكن استئجار القارب من كليفدن وشرب الشاي في القصر.

وعقب الوصول الى كليفدن، وافقت بغباء على السير الى القصر بدلا من السيارة لم تكن فكرة جيدة، ولاسيما انني كنت ارتدي حذاء بكعب عال، وبالطبع هطلت الامطار. وبعدما وصلت الى القصر كنت غارقة في مياه الامطار. ومن اغرب التقاليد في بلاد التقاليد، انه لا يمكنك شرب الشاي في القصر الا بترتيب مسبق. ولحسن الحظ كنت قد رتبت الامر من قبل. وجلسنا في غرفة المكتبة وشربنا شايا خفيفا. ولكن المناخ كان لطيفا ومتطابقا مع احتفالات اليوبيل. وذهبنا وشاهدنا بعض الاجنحة في الطابق العلوي وهي في غاية الروعة. كان يوما رائعا.