المصمم اللبناني عبد محفوظ يحول أحلام العرائس إلى واقع في عرضه «الحالمة 2»

TT

جمع المصمم اللبناني عبد محفوظ في عرض الازياء الذي قدمه أخيرا لفساتين الزفاف بفندق الفينيسيا في بيروت، سحر الف ليلة وليلة مع حيوية الخمسينات ونجح، حسب تعليقات محللي موضات الأزياء، في اعطاء كل ثوب خصوصيته وفرادة ميزته عن غيره من الاثواب، وإن كانت البوتقة التي انبثقت منها الافكار واحدة.

جاء عرض «الحالمة 2» كما سماه المصمم، حلم يقظة جميل يداعب العيون والقلوب معاً، خصوصاً مع التطريز المتقن الذي كان متناسقاً مع روح العرض بشكل بدا معه وكأن نجوم السماء سقطت برضاها لتستقر على اثواب عرائس محفوظ. كما بدا واضحاً للعيان دقة المصمم ولمساته الخاصة المنعكسة على التصميمات من قمة الرأس حتى اخمص القدمين في التطريز الدقيق المستوحى من الطبيعة في خطوطه وتموجاته. وهكذا تحولت العارضات ليلة العرض الى اطياف أثيرية بأثوابهن المبتكرة والخفيفة كالنسمات بسبب استخدام المصمم للأقمشة الطبيعية من حرير او اورغنزا اضافة الى التول. ورغم اعتماد عبد محفوظ اللون الابيض عنواناً لتصاميمه الا انه لم يتقيد بالتقليد المتبع في هذه المناسبات ففاجأ الحاضرين برؤيته المختلفة للعرائس عبر تصاميم استوحاها من التراث اللبناني المخلوط بنفحة غربية اعطته مظهراً جديداً.

فلم يقدم المصمم ثوباً اعتيادياً بل جعل ثوب الزفاف من قطعتين سواء تنورة وسترة، او بلوزة وبنطلون وبلوزة، اضافة الى فساتين ضيقة تلفّ الجسد تضنّ بنفسها ان تبتعد عنه الا اسفل الثوب، او فساتين واسعة لتعطي من ترتديها رومانسية حالمة. فجاء كل ثوب من الاثواب الـ 25 المقدمة غاية في الابتكار والروعة.

اما الطرحات فحدث عنها ولا حرج اذ، اضافة الى الطرحة التقليدية، اعتمد المصمم طرحات مربوطة على الرأس كالعصبيات المستخدمة ايام الخمسينات وبأشكال مختلفة، كما قدم طرحات مستوحاة من التراث اللبناني يعلوها طرطور (لباس رأس تقليدي لبناني) لا يتنافر ابداً مع الشكل العام للعروس، ولم يستخدم التاج الا مرة واحدة فقط.

وكان عبد محفوظ استهل عرض الازياء بتصميم هو عبارة عن «اوفرول» (بنطلون ضيق من قماش خفيف ناعم) ينحسر عند الجانبين ليكشف عن مفاتن ساقي العروس وإن بخجل. ولم يتورع المصمم عن اضافة ذيل الفستان التقليدي الى هذا التصميم واردفه بطرحة مبتكرة ردَت الى الوراء كذيل الفرس، الامر الذي اعطاه صفة غير تقليدية تشي بشخصية العروس التي تقرر ارتداءه في ليلة زفافها.

وفي نهاية العرض، وكأنما ليؤكد المصمم على الاصالة اللبنانية التي استوحى منها تصاميمه، جاء ثوب الزفاف الاخير غاية في الروعة بألوانه المتماوجة بين الازرق والبني والبني الفاتح بلون الجلد (اللحمي) مع طرحة بنفس اللون ينضح بالتراث اللبناني في كل تفاصيله مع شبكة للرأس تدلت منها قطع مجوهرات انيقة، فكان عن حق مسك الختام وجوهرة العرض لمن تحب اقامة عرس تراثي يمتاز بالاناقة والفرادة في الوقت عينه.

=