رجال لبنان يتباهون برؤوسهم الحليقة ويفتخرون بالشيب

TT

تروج حالياً في لبنان ظاهرة الرؤوس الحليقة لدى الرجال بحيث صاروا يقصدون مزين الشعر ليس لقصّ شعرهم بل لحلقه كلياً كما القول الدارج في لبنان.

وفيما يقوم قسم منهم بذلك تيمناً بنجوم السينما امثال بروس ويليس او ابطال الرياضة وكرة القدم امثال روبرتو كارلوس ورينالدو، فإن شريحة اخرى تعتبر الرأس الحليق وجهاً من وجوه النظافة ووسيلة من وسائل الراحة النفسية التي يتبعونها في حياتهم اليومية.

ويوضح المزين الرجالي فادي البنّي بأنه هو نفسه يحلق رأسه لأن ذلك يزوده بإحساس بالنشاط وسهولة العيش. ويرى ان اصحاب الشعر الخفيف هم عادة الذين يلجأون الى هذه الظاهرة ومن الناحية العملية لا تستلزم الوقت الطويل لتصفيفها او لاستعمال المنشف الكهربائي الضاغط عليها. وبينما يفضّل نجوم الفن والسياسة الحفاظ على شكلهم الخارجي كما هو من اجل الانطباع العام لدى جمهورهم فإن آخرين في هذين المجالين لجأوا الى حلق رأسهم منذ فترة طويلة امثال المخرج التلفزيوني طوني قهوجي والفنان عبد الكريم الشعار فيما بقي نائب بيروت السابق تمام سلام الوحيد على الساحة السياسية مميزاً بالرأس الحليق.

وبدوره يؤكد المزين النسائي عبدو كميد، الذي صبغ جزءاً من شعره بالرمادي، انه في ظل الموضة الحالية بات نصف اصدقائه بشعر بلاتيني او ابيض، وهما اللونان الرائجان حاليا في هذا المضمار في اوروبا. الا انه اشار من ناحية اخرى بأن هذه التقليعة لا تجذب الرجال من هم فوق الاربعين لأنها تشعرهم بالقلق وبتقدمهم في السن.

واشهر من يقدم على صبغ شعره الفنان يوري مرقدي، الذي يبدو مستعداً ليطل على جمهوره كل فترة بشكل مختلف.

اما المزين حسين عزيزي، فيعتبر ان تغيير لون الشعر وفق آخر صيحات الموضة العالمية هو ملازم لمن يعمل في هذا المجال، لأنه بذلك يشجع الزبائن على المغامرة والتخلي عن المظهر المألوف لا سيما ان الرجال غالبا يترددون بعكس النساء فهن يقبلن على اي تغيير باندفاع اكبر.

حتى حلاقة الذقن تقلّصت بدورها فصارت اقل انتشاراً اذ تدرج حالياً موضة تعرف بالـ«ذقن السبعة ايام» بحيث يمتنع صاحبها عن حلقها فيقوم بتخفيفها مرّة في الاسبوع فتبقى على حالها. ولا يتوانى بعض الشبان من القيام بقصّات غريبة تشبه قصّة رينالدو، التي خاض بها آخر مباراتين في كأس العالم لكرة القدم وتتمثل بترك المنطقة الامامية من الرأس مغطاة «بكمشة» شعر فيما يتم حلق القسم الآخر منه. وابقى قسم منهم شعره او قصّه على طريقة المارينز (القوات البحرية الاميركية)، وهما موضتان راجتا في السنوات الماضية.

وصار اطلاق الشعر المبعثر على طريقة الهيبيز صرعة بالية قلما تشاهد من يعتمدها اذ اخذت منحى آخر فصارت تقتصر على اشخاص يعيشون في عزلة عن غيرهم او يرغبون في الظهور بشكل خارج عن المألوف والموضة.