وفاء الحركة .. امرأة ملونة تصمم المجوهرات التي تعكس خيالها

المصممة اللبنانية لا تتزين بما هو شائع وتعتمد على جيدها ومعصمها للترويج لمصوغاتها ومجوهراتها

TT

«امرأة ملونة» هي وفاء الحركة، هكذا تصف نفسها، وهكذا تصفها طلتها وازياؤها وتصاميمها في عالم المجوهرات، حيث يطغى على اعمالها مهرجان قوس قزح. تترجم خطوطه باستخدام الاحجار الكريمة الزاهية.

ووفاء الحركة درست الصيدلية، لكن الهواية لديها غلبت التحصيل العلمي، فاقتحمت عالم المجوهرات واطلعت على تقنياته وخاضت في مناجم جماليات احجاره ومعادنه الثمينة.

الا ان وفاء ابقت هذه الهواية في حيزها الضيق كأنها تستمتع بها على طريقتها وتغذيها بمزيد من المعرفة حتى حان الوقت لتحول الهواية احترافاً من خلال صالة في فندق «الموفنبيك» تعرض فيها ما تتخيله من تصاميم.

وتقول وفاء الحركة لـ«الشرق الأوسط»: «لأن تصميم المجوهرات فن راق، فهو لا يتم بكبسة زر، او جلوس خلف طاولة مع مجموعة اوراق، وانما ينبع من الخيال. فأنا اتخيل القطعة ليلاً، واسجل ملاحظاتي، وفي اليوم التالي اقصد الرسام واطلب اليه تنفيذ ما احلم به، فيرسم مراراً وتكراراً ليحقق لي حلمي».

ولم تكن وفاء تدرك ان خوض هذا المجال يتطلب جرأة واقتراحاً، فوضع الاحجار المعادن الثمينة في قطعة ليس امراً اعتباطياً، لأنه مكلف. واذا لم تستهو القطعة الزبائن، فالخسارة حينها ليست بسيطة، وقد نبهها كبار المصممين الى جرأتها في تنفيذ مجوهرات غير مألوفة او رائجة بالمعنى التجاري. الا انها لم تغير في اسلوبها.

وحين بدأت تشارك في المعارض العالمية اكتشفت «ان لهذا الاسلوب في تصميم المجوهرات مستقبلاً ما، يحتاج منها الى وضع اسس عملية، فما تعبت من اجله وانجزت طوال 15 عاماً الكثير منه، لم يعد يكتفي بحيز الهواية، فكانت صالة العرض في الموفنبيك».

ووفاء الحركة تذكر بابتسامة كيف روجت لمجوهراتها بنفسها. فلم تكن بحاجة الى حملات اعلانية. اذ يكفي ان تكون في مجتمع ما، لتلفت النظر الى ما تتزين به، لا سيما انها حتى قبل ان تصمم كانت تعمد الى توصية الصائغ على قطع تتدخل في تصميمها، فلا تتزين بما هو شائع، وتتلقى اسئلة عن مصدر هذه المجوهرات. ليكون جوابها انها من تصميمها، وبالتالي يتحول الاعجاب الى طلبات لتنفيذ مثل هذه القطع بسعادة، لأن الامر يتعدى البيع بشكله التجاري البحت.

وتشير وفاء الحركة الى انها لن تغرق في صالة العرض وتستغني عن خيالها للاستمتاع بما تنجز من تصاميم، ذلك لأن لها مفهومها الخاص في هذا المضمار، فهي تقول: «لقد انحسر المفهوم القديم لاقتناء المجوهرات القائم على انها «زينة وخزينة»، اليوم هي للزينة بالدرجة الاولى. لذا لا أحب ان اعطي تصاميمي لتجار المجوهرات بغية بيعها، وانما احب ان اتعرف الى الزبونة التي ترغب باقتنائها فأتواصل معها واساعدها في اختيار ما يناسبها، فالمرأة الجدية المظهر لا يمكن ان تختار ما تختاره المرأة المثيرة بملامحها وتصرفاتها. والمرأة ذات الملامح الطفولية لها مجوهرات تليق بها، وهكذا دواليك. فشخصية المرأة لها الاولوية في الاختيار. وحين تجد الزبونة لدي ما يناسبها ويسعدها، اشعر بالاكتفاء والفرح».

وتحب حركة بطبيعتها كل ما يشير الى الفرح، لا سيما اللون الزهري، تشعر انه يلائمها. لكن في تصاميمها مكانة للكلاسيكي مع اضافات عصرية تزيده اناقة. اما الاحجار المفضلة لديها، فهي الماس بجميع الوانه، تليه الاحجار الكريمة بتدرجاتها من الازرق الى الزهري والفوشيا والاخضر والاصفر». ولأن لكل زبونة قدراتها على الشراء يمكن اعتماد الاحجار شبه الكريمة، ومنها الفيروز الذي تتصاعد اسهمه.

ولا تكرر وفاء ما سبق ان صممته من مجوهرات، لكنها تسعى الى تصميم قطع يمكن التزيين بها كعقد او سوار او حزام.

وتقول ان مجوهراتها ليست اكسسواراً عابراً بل هي قطع اساسية تعتمدها المرأة في مظهرها وطلتها وتكمل اناقتها لتضيف اليها بحيث لا يمكن الاستغناء عنها.

ولا تكتفي وفاء في صالتها بتصاميمها وانما ستعرض مجوهرات اختارتها بحرص ودقة من مختلف عواصم العالم حيث قصدت المعارض العالمية.

اما عن طريقة العرض فهي مبتكرة، إذ استخدمت تماثيل عارضات بغاية الاناقة لتبرز المجوهرات في تكامل يبرز جمالها، وذلك في ديكور يلائم بألوانه وموسيقاه مكان الصالة على شاطئ البحر يتلاءم ووهج المجوهرات المعروضة، كما يسهل على وفاء الحركة البقاء في اطار لقاءاتها الاجتماعية على هامش عملها حتى لا تغرق خلف مكتب وتفقد شيئا من الوانها المستمدة من علاقاتها وصداقاتها.

=