أزياء إيلي صعب.. مغامرة ملونة بالرسوم الزيتية

TT

قبيل عرض ازياء ايلي صعب كانت الاسئلة تدور في رأسي حول الجديد الذي يمكن لهذا المصمم ان يقدمه بعد كل هذا الابداع والابتكار. ماذا اكثر؟ اذ قدم على مدار سنوات تصاميم جعلته في مصاف كبار مصممي الأزياء العالميين، وجعلت معظم الملكات والنجمات يقصدنه. لكن مع كل ذلك، فان ايلي قادر دائماً على استنباط الجديد والمبتكر دائما.

في تمام الساعة السادسة من احدى امسيات اسبوع الخياطة الراقية، كان حوالي 500 شخص من فعاليات سياسية واجتماعية واعلامية بارزة على موعد مع مجموعة ايلي صعب لربيع وصيف 2003 في صالة العرض بشارع ريفولي عند الدائرة الاولى بباريس حيث اعتاد صعب على تقديم عروضه.

ضيوف ايلي كانوا كثراً، وتقاطروا من بيروت ولندن وقطر والكويت. ابرز الحاضرات السيدة نازك الحريري التي تواظب على حضور عروضه، والاميرة هيلين دو يوغو سلافيا والكونتسية كارلوس مونتفيردي وعقيلة السفير اللبناني في فرنسا ايليزيه علم وصاحب دار دو غريزوغونو للمجوهرات والساعات فواز غرويوزي. وفي تمام الساعة السادسة، خفتت الأضواء وعلت الموسيقى، وشخصت الانظار نحو المنصة لتبدأ رحلة هذا الجمهور الغفير في عالم التطريز البراق والرسوم والاقمشة المشعة. واذا بالعارضة تطل بأنسامبل مؤلف من بنطلون من الزيبرلين باللون الابيض مع بلوزة منسابة من الكريب جورجيت ومطبعة. ولعل ايلي اراد افتتاح العرض بزي ابيض، ليبشر بصيف مشرق ناصع البياض. تلا هذا الانسامبل، فستان يندرج في نفس الطراز، من الكريب جورجيت ايضاً مع جاكيت من الزيبرلين ومطبع بنفس الرسوم التي طبع بها الانسامبل. كل من حضر عرض ايلي صعب لهذا الموسم، خرج بانطباع أن ايلي ـ ومن خلال هذه المجموعة ـ ادخل نمطاً جديداً في اسلوبه. تجلى بالفساتين القصيرة التي ادرجها للمرة الاولى. والجديد ايضاً تلك الفساتين الموردة من الكريب ذي الطراز الاسباني أنها تأتي قصيرة من الامام (فوق الركبة) وطويلة من الخلف. جديد ايلي صعب، تجلى ايضاً بالرسوم الزيتية ـ التي استعملها للمرة الاولى ـ وطبعت معظم الازياء، ورأيناها مرسومة باليد على قماش الجورجيت، كما لُوّنت الازهار بالاحمر في فستان رائع من الدانتيل الذهبي ومطرز بأكمله بالاخضر المعتق.. والازهار الحمراء التي زينته تكاد تنطق. عرض ايلي صعب لهذا الصيف كان اشبه بالبستان المزهر في اوج الربيع، لشدة طغيان الزهور والالوان الفرحة. ثم ان كل فستان ينافس الآخر بالجمال والابتكار، اذ ما من قطعة تشبه الاخرى، تماماً كما الازهار تجمعها روح واحدة جميلة، لكن لكل زهرة رونقها الخاص من الفساتين ايضاً، ـ ولن اقول الجميلة، لأنه يصعب على اي كان تمييز الاجمل ضمن هذه المجموعة ـ ذاك الفستان الطويل الذي طرز بأكمله بالبيات من مختلف الالوان، وآخر ضمن الاسلوب عينه لكن مع فتحات تبرز السيقان. لا شك ان ابرز عامل استمد منه ايلي صعب تبلور شهرته هو اتقانه للتطريز. وعرضاً بعد عرض تتبلور حرفة التطريز ـ التي يتمتع بها ـ لتصبح وكأنها رسوم على الجسم. هذه المجموعة تبشر حقاً بصيف مشرق زاه بالالوان الفرحة التي تتخللها، ومنها الابيض والبنفسجي والفيروزي والاخضر والاصفر والفستقي.. بالاضافة طبعاً الى الذهبي الذي لا تخلو مجموعة لصعب منه. والجميل مزج الالوان مع بعضها البعض في زي واحد، كذاك الفستان الذي لون بالاحمر والبرتقالي والاخضر والاصفر والفيروزي. اجمالاً، الفساتين الملونة بالرسوم الزيتية هي التي شهدت مزج مختلف الالوان. سيطرة الالوان الفرحة لا تعني غياب اللون الاسود الذي يعشقه ايلي. ومن ضمن 48 فستاناً رأينا ثلاثة فساتين باللون الاسود، منها واحد من الدانتيل مع معطف من الموسلين مزدان برسوم لباقات ازهار.

الفرق بين هذه المجموعة ومجموعة الصيف الماضي ان الاخيرة كان للاكسسوار فيها ـ لا سيما الاحزمة ذات الاسلوب الشرقي ـ حضور بارز. اما هذه المجموعة، فالرسوم الزيتية والاقمشة المطبعة هي العنصر الابرز.

الجديد الذي قدمه ايلي خلال هذا العرض لم يقتصر على الازياء انما امتد ايضاً الى اطار العرض. فالمنصة اتت من المرايا وخلفها شاشة «فيديو» على طول الحائط تعكس الازياء التي تمر على المنصة. ويذكر انها فكرة نراها للمرة الاولى في عروض الازياء. عروس هذا الصيف، ستصيبها الحيرة، اي فستان تختار من ضمن الاربعة التي رأيناها. والجميل ان لكل فستان لوناً، فالاول من الدانتيل البيج ومطرز، والثاني ابيض ذي ياقة V ومكشوف الظهر، والثالث مطرز بالفضي. اما مسك الختام فكان فستاناً مطرزاً بأكمله بالذهبي.

اجمل ما في عروض ايلي صعب ان اية سيدة تحضر العرض، تشعر أن بامكانها ان ترتدي اياً من الفساتين التي تمر على المنصة. واجمل ما في ايلي ان كل هذا النجاح لم يسرق قدراً من تواضعه.