أسبوع الموضة في باريس .. صباح الخير أيها الكشكش مساء الخير أيها الفراء

TT

طوال الاسبوع الماضي، حفيت اقدام أنيقات العاصمة الفرنسية، وعشرات الصحافيين من الداخل والخارج، وهم يلاحقون المواعيد المتسارعة لموسم عروض الازياء الجاهزة لخريف 2003 وشتاء 2004 في باريس. الذين يذهبون الى تلك المواعيد لرؤية العارضات الشهيرات عادوا خائبين. لم تكن هناك اسماء معروفة على المنصات، بل افواج من المبتدئات اللواتي لا تتوقف مدن اوروبا الشرقية التي انفتحت على العالم عن ضخهن.

وهؤلاء العارضات صغيرات السن عموما، شقراوات، يحملن اوشاما على جلودهن، ويعانين من سوء التغذية.

ذهب زمن كلوديا وسيندي ونعومي وليندا وكارلا، وجاء زمن سفيتلانا وجلاديس واولجا وتاتيانا. ولا عزاء للباحثين عن النجوم ذات الوجوه الصبوحة وقامات الريم.

اما الذين يذهبون للتفرج على الجديد من الازياء، فقد فوجئوا بخلطة عجيبة من الاقمشة والالوان، بحيث يصح القول ان موضة الشتاء المقبل تتلخص في المثل المصري الشائع: «سمك لبن تمر هندي». مع هذا، جاءت البشرى من ديور وشانيل وجوتييه بأن التنورة المتناهية القصر قد عادت عودة مظفرة، ومعها عادت الكشاكش الكثيرة في ازيال الفساتين والاكمام، وعاد كذلك الفراء الباذخ الملون بألوان قوس قزح (برتقالي واصفر وبنفسجي) ليحط على المعاطف ويجعل منها اشبه بالخيم المتنقلة.

واذا كان البريطاني جون جاليانو (المصمم الاول لدى ديور) قد مارس هوايته المفضلة، مرة اخرى، في العبث بقيافة النساء وماكياجهن، وقام بتحويل البنات الحبوبات الى مهرجي سيرك، فإن مصممين آخرين حافظوا على تلك الصورة الرفيعة للسيدة الانيقة، وشاهدنا ثيابا تفتح النفس وتبهج القلب، في عروض لوي فويتون، وشانيل ولانفان وجيفنشي. وخارج صالات العرض، حاول بعض المدافعين عن الحيوانات ان يحتجوا على استخدام الفراء بكثرة في عروض الازياء، لكن اصواتهم ضاعت في البرية، خصوصا ان الفراء ذا الالوان الفوسفورية الصارخة الذي شاهدناه على منصات العرض كان يدفع الى الاعتقاد بأنه صناعي. هل رأى احدكم ثعلبا بنفسجيا أو دبا برتقاليا من قبل؟