روبير أبي نادر يستلهم القرن الثامن عشر في تصاميمه

TT

عاد مصمم الأزياء اللبناني روبير ابي نادر الى القرن الثامن عشر بطريقة معاصرة في مجموعته الجديدة، ذلك ان عشقه للمظهر الأنيق الذي تنبض به تلك الحقبة جعله يمزج الكورسيه الجلد مع البلاستيك ليبتكر الكورساج المشدود على جسد المرأة بطريقة غريبة ومثيرة.

حتى ان روبير نحت رسومه على هذا النوع من الجلد ليعطيه بصمة زادت من جماله وغرابته.

ولم يمنع هذا المزيج القاسي روبير من استخدام الأقمشة الشفافة المتطايرة بألوانها التي لا ترتكز الى قاعدة ولا تعتمد موضة طاغية لهذا الموسم، ولف بها اجساد العارضات بحشمة تفتح بوابة الخيال على مصراعيها، اذ تمايلن على انغام موسيقى شرقية مستوحاة من فيلم «فرعون» ومناسبة تماماً للعرض الباريسي الذي دام 40 دقيقة في اطار عروض الأزياء والراقية لربيع وصيف 2003.

ولعل المفارقة التي ميزت تصاميم روبير ابي نادر تجلت في استنباط الصخب من الخطوط الهادئة واللعب بالألوان والأقمشة لنسج تناقض جمالي مثير. ولعب المصمم على الألوان، فلم يوفر اي منها ولكن بخصوصية تجعل الزهر بين انامله مقترناً به وليس لوناً حيادياً مأخوذاً الى القماش للتصميم فقط. ولعل تقنية ابي نادر للتلاعب بتدرجات اللون ساهمت في هذه الخصوصية، لا سيما ان القسم الأكثر من ازياء المجموعة صنع بأقمشة يعود تاريخها الى ما قبل ثلاثمائة عام، واستهلك الشغل فيها آلافاً من ساعات العمل لانجاز التطريز والرسم على القماش وتنفيذ مواضيع الفكرة التاريخية التي عنونت العرض مما جعل هذا الشغل اكبر بكثير من تنفيذ التصميم بحد ذاته. ولم يحل استرجاع التاريخ دون الابقاء على اللمسة الشرقية في الأزياء ربما بالغريزة الفطرية لأبي نادر الذي ابقى على مفهوم الغلالة والوشاح واستعمل الأحمر بمختلف درجاته وفق رؤية شرقية قديمة بطريقة انيقة وجذابة. اما الأزرق فقد زين به ابي نادر خشبة العرض لهدوئه المشغول وفق اسلوب «باتش ورك» patch Work وبقي اللون الأسود سيد الموقف، ولابراز اهميته كلون لا غنى لأناقة الزي عنه، مزجه بحبوب من الكريستال الخالص، فتوهجت به العارضات في القاعة الباريسية.

اما فساتين الأعراس الأربعة التي وضع فيها ابي نادر خلاصة اسراره في عالم الأناقة والجمال، فكل واحد منها حكى حكايته الحالمة بطريقة مختلفة. ولعل براعة المصمم القادر على تجاوز كل خيال في احلامه تتجسد في هذه الفساتين التي لا تشبه ايا من تصاميمه ولا يشبه الواحد منها الآخر، مما يجعل اي محاولة لاختيار الأجمل فاشلة مسبقاً.

ولم يكتف ابي نادر بالفستان، وانما سعى من خلال الاكسسوار الى تكامل عرضه. وتميز هذا الاكسسوار بحبات الكريستال الخالصة لفساتين الأعراس حتى بدت وكأنها مجوهرات انيقة لا تقاوم.