خالد المصري مصمم لبناني يستوحي من الحقبة العباسية لمجموعته لصيف 2003

TT

يعتبر خالد المصري المصمم اللبناني «اضافة مختلفة» على خارطة مصممي الازياء في بلاده.. فاليوم، وفي ظل التشابه السائد في عالم الازياء نجد من يذهب نحو زاوية مختلفة ليستلهم ويبتكر، ومن يعود الى التراث وكنوزه لينهل منه. أما المصري فعرف تحديدا بتصاميمه ذات الطابع التراثي العربي.

منذ حوالي عامين اطلق المصري من بيروت مجموعته الاولى تحت عنوان «أبجد هوّز»، لما حملته من خطوط مستوحاة من الخط العربي. فكانت بداية جذبت اليه الانظار سريعاً نظراً للتفرد والابتكار الذي تخلل هذه المجموعة اذ رأينا عباءات وازياء ذات طراز عربي. ومع انه لم يمض على وجود المصري في بيروت سوى اربع سنوات الا ان عمره في عالم التصميم يبلغ 12 عاماً. وقد درس وعمل في ميلانو. ورغم النجاح الذي حققه هناك الا انه لم يشعر بانتمائه للبيئة الاوروبية فاتجه ليستثمر موهبته في وطنه.

ورحلة المصري مع التصميم بدأت من الهندسة المعمارية لأنه لم يستطع فرض موهبته (تصميم الازياء) على اهله، فوجد ان ثمة قواسم مشتركة ما بين الهندسة المعمارية وتصميم الازياء فلجأ اليها... بعد ذلك توجه الى ايطاليا ـ بلد الفن والعمارة ـ لدراستها. ومع ذلك فإن الهندسة المعمارية «لم تشف غليله» فعاد واتجه نحو شغفه الاول، تصميم الازياء. ولصقل هذه الموهبة اختار معهد InstitutdeSecoli في ميلانو. واثر التخرج وجهته معلمته للعمل لدى مصمم معاطف فرو ما منحه ملكات واساسا متينا للابحار في هذه المهنة. ثم عمل لدى دار ازياء ايطالية. وبعد ان نضجت موهبته واكتسب من ايطاليا ما يريده قرر العودة الى بيروت ليفتتح داراً خاصة به. ولأنه اراد انطلاقة مميزة ومختلفة اختار العودة الى التراث، المهمل من قبل كثيرين مع انه غني وفريد. ولتقديم مادة من عمق التراث العربي تجول المصري في تونس والمغرب ليتعرف على حضارة المغرب العربي، فأتت «أبجد هوّز» حاملة بصمات من مختلف الاقطار العربية. وبعد النجاح الذي حصدته هذه المجموعة، صمم المصري على ان تكون مجموعته الثانية اوسع انتشارا وان يتعرف الغرب على تراث أمته، فقدم من باريس وخلال «اسبوع الخياطة الراقية» مجموعته لصيف 2003، التي تضمنت 21 قطعة مستوحاة من الحقبة العباسية. وعرض فساتين و«انسمبلات» تحمل خطوطاً عباسية وفارسية سواء من حيث التصميم او الاكسسوار الذي تخللها. فرأى جمهور الموضة سلاسل ضخمة من النحاس ولاحظ استعمالا ملفتا لاحجار الفيروز.

وحتى عروس المصري اتت شبيهة بنساء الف ليلة وليلة. وفي مجموعته هذه لجأ خالد الى الرسوم الزيتية المستوحاة من الرسومات الفارسية ما اضاف لمسة مميزة على تصاميمه. وسيطرت الالوان الدافئة على هذه المجموعة من الاصفر الى الفيروزي والفوشيا. وبمجموعته هذه استطاع المصري لفت انتباه العين الغربية نحوه. وقد حضر العرض اساتذة من غرفة نقابة الخياطة الراقية الفرنسية واشادوا بالهوية التي تحملها تصاميم المصري سواء من حيث القصة او المواد الجديدة التي استعملها.