إيلي صعب يحيي ليلة «من ألف ليلة وليلة» من خلال أزياء مستوحاة من حوريات الشرق

TT

من ليالي «الف ليلة وليلة» استوحى فجال عالم الاساطير وبلاد ملوك الجن والسلاطين ودخل قصورهم فرأى الحوريات بأجمل ازياء السندس والحرير. لخريف وشتاء 2003 ـ 2004 اختار دفء الشرق وروعته ليقدم مجموعة تحمل طابعا. هو ايلي صعب الذي اصبح اخيراً «عضواً مدعواً» في الغرفة النقابية الفرنسية للخياطة الراقية، وبذلك يكون اول مصمم لبناني يحمل هذه الصفة. من المركز المتحد للفنون الجميلة عند شارع ريفولي ـ خلال «اسبوع الخياطة الراقية» ـ وسط حضور ذي مستوى رفيع جداً ناهز الـ400 شخص، انطلقت مجموعة تضمنت 61 زياً صفقت لها كل من الاميرة ايزابيلا بورميو والاميرة ايرادونو ستانبورغ والاميرة مارتا ماغالوف... ابرز الحاضرات. عرض ايلي صعب ـ هذا ـ طغى عليه الطابع الشرقي من الالف الى الياء. فانسدلت الستائر المخملية الداكنة عند اول المنصة لتتبدل الوانها (بفعل الاضاءة) طوال العرض ما بين الاحمر والذهبي والبني. وعلى الايقاعات الشرقية، لا سيما موسيقى المغرب العربي: الراي، تبخترت اجمل العارضات بأزياء من العصور السالفة... حتى بدون كحوريات السلاطين العثمانيين ونساء شهريار.

في هذا العرض اختار ايلي ان يتفوق في كل شيء... من الازياء والاكسسوارات وتنظيم العرض... الى العارضات. فلم يرض الا ان ترسو ازياؤه على اجمل الاجياد. فرأينا البجعة السوداء نعومي كامبل ليتنافس جمالها وجمال ما ترتدي. والى جانب الجمال الاسود اطل الجمال الابيض لتسحرنا كارولينا كوركوفا بشقار ذهبي. تنافست التصاميم الواحدة والستون بالجمال والاناقة. وتخللتها 5 فساتين عرس وعدد من انسمبلات البنطلون والبوستييه التي يبرع ايلي في تصميمها.

«ازياء الف ليلة وليلة» هو العنوان الابرز لهذا العرض الشرقي السمات الذي اعاد الى الاذهان ليالي العصور الاموية والعباسية. غلب على الازياء التطريز التي يتخذ شكل الارابيسك: ابرز طراز في الهندسة العربية، فضلاً عن قصة العباءة والقفطان التي اتخذتها بعض الفساتين. وبدفء شمس وارض الشرق اصطبغت الازياء فرأينا الذهبي والبني والنبيذي والبرونزي والاخضر، ومن مياه الشرق الدافئة سطع الازرق والفيروزي. من الفساتين الرائعة ذاك الفستان الفيروزي من الموسلين الحريري الذي اطلت به نعومي كامبل وحمل تطريزاً لأشكال هندسية من الارابيسك شعت باللون الفضي. ولمنح تصاميمه مزيداً من الفخامة ادرج ايلي خيط الذهب في معظم الفسياتين. وايلي العاشق للأنوثة يتفانى في ابرازها بكل ما اوتي من وسائل. وما اكثر من فستان يندسل منه ذيل طويل يزيد القدّ رشاقة ومياسة، مما يضفي المزيد من الانوثة والرقة. ولسيدة تتطلّع الى المزيد من الرقة والاناقة ما عليها الا ان تختار من ضمن الفساتين ذا الذيل الطويل التي رأيناه في هذه المجموعة: منذ مدة وايلي يتعمد قصّة الأكمام الطويلة ـ التي تلامس الكامل ـ في فساتينه. كالفستان الذي تألقت به الملكة رانيا العبد الله في الحفل الخيري الذي نظمته في قصر فرساي في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، ولاقى استحساناً عريضاً من المجتمع العالمي والصحافة العالمية على حد سواء. في هذه التشكيلة رأينا اكثر من فستان من الموسلين الحريري ذي اكمام طويلة ذات تكسيرات. ومن الازياء اللافتة ذلك الفستان القصير من الدانتيل الذهبي المطرز مع قفطان (رقيق كالشال) من الموسلين الحريري تتماوج ألوانه ما بين الأخضر والفيروزي.

كما يلفت الانتباه فستان يتخذ شكل عباءة من الموسلين الحريري مطبّع ويتراوح لونه بين مختلف درجات الاحمر مطرز بمختلف الاشكال الهندسية ومزدان بأحجار شواروفسكي البراقة. وانسياب ورقة الموسلين والدانتيل لم يمنع ايلي من استعمال الجلد والفراء. فرأينا فستاناً من التول باللون البني مزدانا بقطع اقمشة جلدية مع سترة من الجلة والاستركان. ولشتاء دافئ خصنا ايلي بالتويد والكشمير، كما ارفق بعض الفساتين بالمعاطف مما ضاعفها أناقة. وكما سبق ان ذكرت فان ايلي يبرع في تصميم انسامبل البنطلون مع البوستييه ويظهره في أناقة لا توصف، مما يجعله ملائماً لكبرى الحفلات لشتاء 2004. رأينا بنطلون من الموسلين الحريري مع سترة من الجلد بلون البرونز المائل للفضي. كما رأينا بنطلون وبوستييه من الموسلين الحريري بلون «البيج المذهب» مع «جيليه» مع حزام معدني بارز. يذكر ان استعمال السلاسل المعدنية كان لافتاً. وبعد 56 زياً للسهرة، والايقاعات تصدح بالموسيقى فتذكرنا بالزفة، يشع بالذهبي اول فستان عرس في هذه المجموعة. وأتى من الزيبرلين ودرابيه (مكسر) ومحاك على طريقة قماش البروكار، أما الطرحة فمن التول وتتخللها اكمام مطرزة بالدانتيل. والذهبي طغى ايضاً على الفستان الثاني من الغيبور وخيط الذهب ومزدان بأحجار شواروفسكي. ومن ثم اطلت نعومي كامبل بفستان رائع من «دانتيل كاليه» ـ افخر انواع الدانتيل ـ تداخل فيه اللونان البيج والمزهر مما عكس تدرجات فضية. ولعروس تتطلع الى اطلالة شرقية مبتكرة قدم اليها فستانا بقصة عباءة ـ قفطانا من الكريب الحريري باللون الفيروزي ومطرز بالذهبي المعتق. كما يناسب هذا الفستان ليلة الحناء التي تسبق العرس. واختتم العرض بفستان من التول بلون البيج المذهب ومطرز بخيط الذهب. وبأناقة الابيض والاسود وبابتسامة عريضة، شاكرة الحضور العريض، اطل ايلي صعب... الذي تفوق على نفسه في هذا العرض.