ثقافة الأحذية: على قدر نعلك مد رجليك

TT

نختار عادة الاحذية التي ننتعلها بناء على عدة اعتبارات ثقافية واجتماعية وصحية، وكذا بناء على ذوقنا وشخصيتنا، اضافة الى تأثير المناخ والبيئة.. وهذه مجتمعة تشكل ما يسمى بـ «ثقافة الاحذية».

وقد اثبتت الدراسات والابحاث في ميدان علم النفس ان احذية الاشخاص تنم عن شخصيتهم، وان اختيارهم لنوعية احذيتهم يرتبط بشكل كبير بمتغيرات نفسية، وان كل نمط ونوع من الاحذية قد تعرف منه الحالة النفسية والاجتماعية للاشخاص.

ولأن لكل فصل احذية خاصة، فإن فصل الصيف له احذية خاصة ومميزة اكثر من باقي الفصول تلائم الانشطة التي تتخلله من اسفار ورحلات ونزهات. وهذه الاحذية او ما يعرف بـ «الصندل» تكون عادة مصنوعة من جلد ذي سمك رفيع وتتشكل بحيث تسمح لاجزاء كبيرة من القدم بالظهور مما يجعلها مريحة اكثر في ظل الجو الحار الصيفي سواء الرجالية منها او النسائية.

واغلب الاحذية الخاصة بالنساء تكون ذات كعب متوسط الطول او قصير كي تريح القدم اكثر في المشي والتنزه، وتتميز احذية الصيف كذلك بالالوان الزاهية والمثيرة، خصوصا النسائية منها وتزين بخيوط وزخارف وعقيق تضفي على الالوان سحر وجمال فصل الصيف. ويبقى نصيب الصغار من تشكيلات الاحذية الصيفية كبيرا، حيث تتنافس المصانع على تقديم انواع مختلفة لجذب زبائنها من الصغار عن طريق اضفاء رسومات والوان على تشكيلات الاحذية.

كذلك لكل مناسبة احذية خاصة، فما يناسب بداية اليوم والظهيرة يختلف عما يناسب السهرات الليلية. كما ان ما يناسب الحفلات العائلية والخاصة غير ما يليق بالاستقبالات الرسمية، ولأن الموضة تلعب دورا كبيرا في اختيارنا للاحذية، فإن تعاقب السنوات يجعل لكل سنة او موسم نمطا دارجا من الاحذية.

وتتنافس دور الازياء والموضة والمصانع على ابتكار كل جديد لكل مجتمع ولكل طبقة فيه، وهو ما يفسر تبعية ثقافية الاحذية في مجتمعنا للغرب، حيث اننا نقتني احذيتنا تبعا لما هو دارج وقادم من دور العرض والموضة بالغرب، بل ان الاحذية التقليدية لم تسلم من هذه التبعية ومن صرعات الموضة، فعلى سبيل المثال «البلغة» و«الشربيل» المغربيان طرأ عليهما تغيير كبير سنة وراء اخرى.