عروض الأزياء «عرض عضلات» شعاره فساتين السهرة والأعراس

TT

تحتل عروض الازياء وبكثافة المنصات والقاعات الفخمة في الفنادق اللبنانية الكبرى، بعدما كانت قد عرفت حقبة راكدة قبل فترة وجيزة.

وتستقطب بيروت منذ حوالي العامين بين كل عرض ازياء وآخر عرضاً ثالثاً، وكأن العروض المحلية والعربية لا تجد لها مقومات فنية وتقنية وبشرية إلا في العاصمة اللبنانية.

وموجة عروض الازياء الاخيرة شملت اسماء معروفة في هذا المجال كما استوعبت مصممي ازياء جدداً لم تلمع اسماؤهم بعد في عالم الموضة. ورغم ان تكاليف العرض الواحد تفوق الثلاثين الف دولار، الا ان ادارات الفنادق والمجمعات السياحية تؤكد كثافة الحجوز لديها للصالات الخاصة بهذه العروض.

ويأتي فندق «فينيسيا» ومركز «البيال» وسط بيروت في طليعة الاماكن التي تستهوي مصممي الازياء لعرض اعمالهم. وغالباً ما يتم استخدام عارضات من لبنان ليتبخترن على خشبة العرض بفساتين من نوع Haute Couture وSportchic والكلاسيكي بخصورهن النحيلة وكذلك فساتين الاعراس.

وازدهار العروض فتح المجال واسعاً امام عارضات ازياء من خارج لبنان، وتحديداً من روما واوكرانيا. اما راتب العارضة منهن فيتراوح ما بين الـ100 والـ500 دولار، للعرض الواحد، حسب الجنسية والخبرة والسمعة في عالم الازياء.

وفي خضم غزو عروض الازياء ليالي بيروت الملاح يتبادر الى الاذهان سؤال عن مدى اهمية هذه العروض لأصحابها وعما اذا كانت تدر عليهم بالمقابل ارباحاً مادية معنوية.

ويتفق المصممون على ان عرض الازياء يشكل وجهاً من وجوه الاستمرارية والحضور على الساحة، فيما يتفرد البعض كالمصمم عبد محفوظ في القول «انها ظاهرة مؤقتة يعتمدها البعض من باب الغيرة وعرض العضلات وليس الخبرة»، ويشير محفوظ الى ان الساحة تتسع للجميع، ولكن في النهاية لن يبقى الا من يتمتع بالموهبة ويملك مقومات الاستمرار من خلال خصوصية في التصميم، بحيث يطرح اسمه بتلقائية حين يتطرق الحديث الى عالم الموضة والازياء».

ويؤكد محفوظ الذي يعتبر نفسه السباق في اقامة عروض الازياء المتخصصة في لبنان منذ عام 1999 ان الـFashion Show لا يعوض التكاليف التي يتكبدها صاحبه، كما ان سوق الازياء يعاني من تضخم وتنافس بين المصممين مما يدفع البعض للهروب الى خارج لبنان.

المصممة ميراي داغر من ناحيتها ترى ان عرض الازياء هو بمثابة اثبات وجود للمصمم، وان اقامة واحد او اثنين في العام الواحد يكفيان كإطلالة اعلامية واعلانية له. وفيما يرى البعض ان تكاليف العرض الواحد لا تفوق الخمسين الف دولار فإن شريعة اخرى تؤكد ان كلفتها تتجاوز الثلاثمائة الف دولار.

وتواظب وجوه معروفة في المجتمع من نجوم فن واعلام وغيرهم على حضور عروض الازياء، ويغلب العنصر النسائي على جمهور العرض كما حصل مثلاً في امسية المصمم نقولا جبران والذي حضرته المطربة اصالة. اما في الغرب فتتم دعوة نجوم معروفين في عالم السينما والتلفزيون مقابل اجر رسمي يدفع لهم، وهي طريقة حديثة في تسويق العرض وجذب الزبائن لمجرد معرفتهم بوجود اسماء شهيرة فيه.

ويؤكد مصمم الازياء زهير مراد على اهمية عرض الازياء، كونه نافذة يطل منها المصمم على الاعلام ليعرّف عن منتوجه، واشار الى ان بعض المصممين يلجأون الى عرض فساتين خارجة عن المألوف لتحويل الانتباه الى طريقة الماكياج او الاكسسوار المستعمل في العرض او الى الاسلوب الذي يتميز به المصمم. واوضح مراد ان المصمم من دون العرض هو تماماً كالرسام من دون لوحة.

وتتباهى سيدات المجتمع عادة بعدد الدعوات المرسلة اليهن لحضور عرض ازياء او اكثر وتتعمد بعضهن ارتداء ازياء لافتة والتزين باكسسوارات خارجة عن المألوف لتصبح الواحدة منهن محور العرض ونجمته، وهكذا يتخلل الحفل عرض من نوع آخر.

اما المهتمات حقيقة بشراء اعمال احد المصممين فتقوم بزيارته مرة اخرى لتتمكن من رؤية تصاميمه في عرض خاص تستطيع خلاله اختيار الثوب الذي يلائمها.

وتشهد فساتين الاعراس رواجاً ملحوظاً بين عروض الازياء في لبنان، وغالباً ما تستقطب هذه الفساتين العرائس غير اللبنانيات، ولا سيما في بلدان الخليج.

وعدا العروض الفردية، بدأت تنشط مهرجانات الموضة التي تتضمن ازياء لعدة مصممين، تعرض في وقت واحد وتعرض بالـ Fashion Moll، حيث باستطاعة السيدة الاطلاع على عدد كبير ومتنوع من التصاميم المختلفة.

ويصف مصمم الازياء اللبناني فيكان عرض الازياء كالنص الذي يترافق مع صورة ما، ليعرف عنها ويشير الى ان المردود الايجابي الذي يحمله عادة هو الحفاظ على استمرارية المصمم ليس اكثر.