اللبنانيان محفوظ ومراد يطلقان تصاميمهما «النخبوية» الجديدة بين باريس وروما بخيوط الذهب

TT

بكل موضوعية فإن زهير مراد في مجموعته لخريف ـ شتاء 2003 ـ 2004 حقق قفزة نوعية وقدم تشكيلة تفوق ما سبق وقدمه. اولى الاستنتاجات على هذه المجموعة انها صبت تماماً في اطار الخياطة الراقية، اذ جميع التصاميم التي عرضت هي لفساتين طويلة من الاقمشة الفاخرة التي تعرف بـ«أقمشة الخياطة الراقية» كالكريب والموسلين والدانتيل التي طرزت بشكل متقن. كما برزت اقمشة الساتان المطبعة ـ موضة هذه الفترة ـ اضافة الى المخمل المطبع. المجموعة خلت من التايورات والفساتين القصيرة، كانت قليلة كما رأينا بعض انسمبلات البنطلون و«البوستيه». الالوان التي سيطرت هي الزهري ومشتقاته كالبنفسجي بمختلف درجاته اضافة الى الالوان النارية كالاحمر والبرتقالي. التطريز لم يقتصر على «الشك» بحبات «البيات» والخرز انما بعض الفساتين طرزت بورود صغيرة صنعت من القماش. أبرز ما يلفت في هذه المجموعة السخاء في البذخ على الاقمشة اذ اتت ذات مستوى رفيع جداً. كما تداخل الجلد مع بعض التصاميم لاسيما في الفساتين ذات الطابع «البري او الوحشي» المصنوعة من القماش الذي يحمل نقشة النمر.

وبما ان اقمشة «الخياطة الراقية» بانسيابها ورقتها تعكس دائماً صورة المرأة الحالمة فذلك اختار لها زهير عنوان «انعكاس السحر». فالمرأة المختالة بهذه الازياء لا بد ان تنعكس سحراً وجاذبية على من حولها فزهير اجتهد ليبرزها بأبهى حلة.

الخيار امام سيدة شتاء 2004 كان واسعاً اذ قدم لها 42 فستاناً كما خص عروس هذا الموسم بخمسة فساتين. الزهو والاشراق ابرز مرادف لهذه التشكيلة وعلى الرغم من انها خاصة بفصل الغيوم والامطار الا ان الالوان الداكنة واللون الاسود كان وجودها نادراً، فإلى جانب الزهري اشرق الذهبي. تنوع القصات كان ملفتاً اذ رأينا فساتين طويلة واخرى ذات طول غير متناسق، وللـ«كورساج» حصة ملفتة نظراً للجمال الذي يضفيه على القد. من خلال هذه المجموعة اطلق زهير مجموعته الاولى للازياء الرجالية فقدم 10 تصاميم الا انها لم تأت بمستوى الازياء النسائية. اذ اتت «صرعة» جداً تخللها الكثير من الجلد والسلاسل الفضية. وستتضمن مجموعته لربيع صيف 2004 التي سيعرضها في باريس ضمن «اسبوع الخياطة الراقية» خلال الشهر الجاري تصاميم رجالية (بمعظمها) ايضاً.

فساتين العرس اتت جميلة ويبقى الاكثر تميزاً تلك الفساتين:

ـ فستان طرز بالذهبي، قصته انيقة جداً اذ تبرز جمال القد والتطريز بالذهبي جعل الفستان يشّع وحقاً ستطل العروس متلألئة به.

ـ الفستان الآخر: ابيض ومطرز بالابيض، ذو اكمام مطرزة والصدر والظهر تتخللهما شرائط اشبه بتلك التي تتخلل «الكورساج». اما الفساتين الثلاث الاخرى، فتخللها واحد مطرز بالفضي وآخر بطرحة مطرزة بالورود. وآخر بسيط، تطريزه قليل والطرحة من التول وخالية من التطريز. اما الفستان الاخير فمطرز بشكل دقيق لكن قصة الصدر غير ملائمة كثيراً لفساتين الاعراس. يواظب زهير مراد على تقديم عروضه في باريس ضمن «اسبوع الخياطة الراقية» منذ يوليو (تموز) من العام 2001. ويفترض ان يقدم عرضه السادس على المنصات الباريسية في الثاني والعشرين من الشهر الجاري. يذكر ان زهير مراد كان قد نال في العام 2000 جائزة «الكشتبان الذهبي» من غرفة نقابة المصممين الايطاليين كأفضل مصمم ازياء عالمي.

ويطل مرة جديدة عبد محفوظ من روما، حيث سيتنافس في 28 الجاري مع اشهر دور الازياء العالمية بتقديم احدث ابتكاراته. ورهانه خصوصية التنوع كمحور رئيسي لمجموعته.

وكان محفوظ قد بدأ مغامرته مع تصميم الازياء كهواية، الا انه سرعان ما ترك شهادته الجامعية في الهندسة الكهربائية ليتخصص في فساتين الاعراس التي توالت مع ثلاث مجموعات تحمل عنوان "الحالمة" آخرها العام الماضي، حيث سجل بصمة كسرت التقليد لطلة العروس بحداثة وفرادة، مودعاًَ هذا الاختصاص الى شمولية اسفرت عن دخوله معترك التصميم في معاقله الاوروبية وبعد بيروت كانت ميلانو وروما ثم دبي وابو ظبي.

ويلبي محفوظ في عرضه هذا دعوة اللجنة المسؤولة عن عروض ازياء «اسبوع موضة روما لربيع 2004». ومفاجأة الاسبوع كما ذكر بيان اللجنة هو دعوة سبعة من المخرجين العالميين، وبينهم بعض عمالقة السينما الايطالية، كذلك سيصار الى توظيف السياسة لاستعادة المدينة التاريخية الاضواء كمصدرة للموضة. اما المفاجأة الاكبر للاسبوع، فهي ابتكار فكرة جديدة عبر اعطاء فرصة للمساجين في تنفيذ بعض التصاميم. ويفترض ان تنقل القناة الاولى الايطالية هذا الحدث على الهواء مباشرة، اضافة الى فيلم قصير من الرسوم المتحركة يدور حول الموضة، مستخدماً احدث وسائل التكنولوجيا السينمائية وهو الاول من نوعه في هذا المجال.

وفيما يتعلق يتوظيف السياسة لاعطاء المهرجان المزيد من الزخم، دعت غرفة الموضة رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني للقاء مصممي الازياء المشاركين لهذا العام.

اما عبد محفوظ الذي اعد بدوره مفاجأة مستوحاة من حقبة غنية بتصاميم «الازياء النخبوية» ابان صراع الافكار الذي شهده النصف الاخير من القرن الماضي، فقد اوضح لـ«الشرق الأوسط» «ان الوان مجموعته البالغ عددها 40 فستاناً، خمسة منها للاعراس، ستكون شفافة مائية متدرجة، تبعث كل الاحساس بالانتعاش والصفاء. والخامات المستخدمة في التصاميم رفيعة وراقية، تنوعت طرق التعامل معها، فالشغل اليدوي الدقيق والمتقن ترافق مع لمسات تقنية حديثة، ونجحت في احداث جسر جمالي بين الكلاسيك والتطور».

ويضيف محفوظ: «ان تنويع الاسلوب هو المعادلة الاصعب التي نجح في انجازها من خلال مجموعته هذه، فقد جاءت وفية لبحثه عن الابتكار في فساتين السهرة والمناسبات اضافة الى لمسات وايحاءات تعكس خبرة وتنم عن حس فني مرهف».