الفاشيا ثيرابي: علاج يستهدف عضلات الوجه ليخفف من تجاعيد الوجه

TT

الوجه هو واجهتنا للعالم، وهو المرآة التي تعكس ما يختلج بداخلنا من مشاعر الفرح أو الغضب أو التوتر، كما انه وسيلتنا لقراءة مشاعر الآخر من سعادة، غضب أو حزن أو غيرها. لكن حسب الخبراء والتجارب، فإن هذه المشاعر التي ترتسم على وجوهنا لها تأثيرات سلبية كثيرة علينا، فهي، مثلا، تحفر بصماتها غير المرغوب فيها على وجوههنا فتُُعجل ظهور علامات الشيخوخة. وقد يبدأ الأمر بمجرد خطوط تعبيرية حول الفم والعينين سرعان ما تتحول إلى أخاديد محفورة بين العينين وعلى الجبين نتيجة تصلب عضلات الوجه. المشكلة هي أن البعض قد يتعود على تعابير التوترهذه مثل التقطيب، لدرجة انها قد تصبح سمة من سمات وجهه، ولا يلاحظها لمدة 20 الى 30 سنة. وعندما ينتبه لها، بعد فوات الآوان، يلجأ إلى بعض الحلول السريعة مثل عمليات التجميل أو «البوتوكس» أو غيرها من الطرق التي يحاول من خلالها التلاعب على الزمن، وإصلاح ما أفسده الدهر أو ما أفسدته بعض العادات غير السليمة. مارتا تريانتا، وهي خبيرة متخصصة في الفاشيا ثيرابي والعلاج الطبيعي بلندن تقول إن هناك حلولا أخرى يمكن اتباعها من شأنها أن تخفف من تصلب العضلات، بحيث ترخيها فتأخذ مكانها الطبيعي في الوجه، مما يضفي عليه نضارة وشبابا مع مرور الوقت، وذلك بالعمل على الانسجة الرابطة التي تدعم العضلات بأنامل الأصابع، وتقول: «إن هذا النوع من التدليك الخفيف جدا، يعرف بالعلاج الرباطي أو الفاشيا ثيرابي والهدف منه هو خلق مساحة على البشرة تعطي فرصة للعضلات حتى ترتخي وترتاح، فتصبح اكثر مرونة، كما يصبح هناك توازن في الوجه وتناسق في الجلد». علاج الفاشيا ثيرابي يعمل على الوجه ثم على الجسم كله. بالنسبة للوجه فإن مارتا تركز على تحريك عظمة الفك عن طريق اربع عضلات رئيسية في كل جانب، لأنه اذا كانت تلك العضلات غير متناسقة، فحتما سيكون هناك توتر في الوجه، ومشاكل في المضغ او احتكاك الاسنان، مما يجعل عضلات اخرى تقوم بحركات فوق طاقتها للتعويض، وهو الامر غير المرغوب فيه. وتشرح مارتا: «ان الجلد ينقسم الى طبقتين، الطبقة الاولى يطلق عليها اسم الفاشيا (البشرة) وهي الطبقة الخارجية المكونة من خلايا الجلد نفسها. والطبقة الثانية يطلق عليها اسم الادمة مكونة من انسجة رابطة، هي مجموعة من الروابط والشعيرات الدموية التي تحمل الاوكسجين، فضلا على المواد التي تغذي خلايا الجلد. وتوتر الادمة، حسب قولها، يؤدي الى تضييق المناطق المحيطة بالشعيرات الدموية مما يمنع تدفق الدم الى خلايا الجلد. ولا تقتصر المضاعفات هنا على صعوبة حصولها على المواد المغذية، بل أيضا على صعوبة تخلصها من النفايات والسموم التي يجب أن يفرزها الجلد، لا سيما أن هذه الخلايا هي التي تنتج الياف الكولاجين، الذي يعطي البشرة مرونة، والمادة الأساسية الجيلاتنية التي تعبئ منطقة الالياف. وما نصفه بأنه شيخوخة الجلد هو في الاساس تصلب الجيلاتين الخاص بالمادة الاساسية. ومن دون هذه المواد، أي الكولاجين والجيلاتين، يصبح جلد الوجه اقل مرونة ويبدو ذابلا يفتقد الحيوية، كما تظهر الخطوط والتجاعيد بسرعة أكبر. والأدهى من ذلك ان تصلب الانسجة الرابطة يمكن ان «يلصق» الجلد بالطبقات التحتية المحيطة بالعضلات او العظم».

ما يقوم به التدليك أو الفاشيا ثيرابي هو العمل على تحريك عضلات الوجه مما يجعل المادة الاساسية سائلة مرة اخرى، فيرتاح الوجه، ويستعيد حيويته ومرونته، ويكتسب تألقا وجمالا. فمن المعروف أن الوجه عندما يكون مرتاحا وتشع منه تعابير لطيفة بعيدة كل البعد عن تعابير الغضب أو السخط والتذمر، يرسل إشارات إيجابية يلاحظها الطرف الآخر ويتجاوب معها بالمثل. وهذا ما يجب تذكره دائما، فتدريب الوجه على الاسترخاء، وعدم السقوط في فخ التعابير التي لا داعي لها مهم، فمثلا نلاحظ أن بعض السيدات عندما يركزن على شيء ما سواء في العمل أو في الاجتماعات او غيرها يُقطِبن جبينهن، لأنهن تعوَدن لا شعوريا ومنذ الصغر على التقطيب عندما يهتممن بموضوع، أو عندما يستمتعن بسماع شيء معين. ومهما كانت الاسباب فالمهم هو إدراك مساوئ هذه العادات المترسبة، على الصحة والجمال وتفاديها. وتجدر الإشارة إلى ان علاج الفاشيا ثيرابي يحتاج إلى ست حصص تشعر بعدها المرأة بتغيير ملموس، والقول هنا ما زال لمارتا تريانتا.