نجاح حفلات الزفاف يعتمد على التفاصيل الدقيقة والتحضيرات المدروسة

TT

الاحتفال بيوم الزفاف تقليد مغرق في القدم، يختلف من مكان إلى آخر، ومن زمن إلى آخر. في البلدان العربية، كانت الأعراس قديما عبارة عن احتفال فولكلوري ومناسبة لاجتماع الأهل والأقارب، وبالتالي كانت السمة الغالبة عليها هي الدفء والتآلف، حيث يلتف الأهل والجيران حول العروس لمساعدتها ومشاركتها سعادتها، بل إن بعضهم كان يتولى تحضير وجبات طعام لأهل العروس لأنهم يكونون مشغولين بالتحضيرات. وكانت عادة إقامة الأفراح في البيوت تتميز بالكثير من الحميمية والتقارب الأسري والإنساني. لكن، وللأسف، تضاءلت الكثير من العادات الجميلة أو اختفت لتحل محلها عادات جديدة، أغلبها مستورد ودخيل على ثقافتنا وقليل منها جميل وممتع. فالتطورات التي شهدتها الحياة عموما، والازدهار الاقتصادي، خصوصا، جعلها تفقد الكثير من خصوصيتها، لا سيما أن العديد من الناس باتوا يقيمون حفلات الأعراس في الفنادق أو صالات الأفراح، مما أدى إلى اختفاء الحميمية، وظهور تقليد جديد يقوم على روح الاستعراض والتباهي، وسيطرة النزعة التجارية، بل إن أهل الفرح، أنفسهم، تحولوا إلى مجرد ضيوف في هذا اليوم، بعد أن ألقوا بمسؤولية تحضير حفلاتهم على عاتق شركات تنظيم الحفلات والأعراس، حتى يُجنِبوا أنفسهم التوترات والضغوطات التي تصاحب هذه الاستعدادات والتحضيرات، ويضمنوا عرسا يواكب الموضة ويظل محفورا في الذاكرة في الوقت ذاته. فلا أحد ينكر أنه رغم كونه يوما لا يتعدى الـ 24 ساعة ، الا انه يتطلب مئات الساعات لتحضيره ليأتي تنفيذه على قدر الحلم. وقد تخصصت هذه الشركات في تنظيم حفلات العرس من الألف إلى الياء، فهي تقوم بعدة جلسات مع العروسين وأهاليهم للتعرف على إمكانياتهم وتصورهم للحفل، ثم تباشر العمل على ضوء هذه المعطيات. وحتى لا يتفاجأ أحد من أصحاب العرس بأي شيء، فإن منظمي هذه الحفلات يستعينون بكاتالوغات تتضمن كل مستلزمات العرس بدءاً من فستان العروس وماكياجها مروراً بتنسيق الزهور واختيار السيارة وصولاً الى صالة الفندق، وعرضها على العرسان حتى يختاروا منها ما يناسبهم. البداية تكون بمعرفة عدد المدعوين، واختيار لائحة الطعام، وتحديد ديكور الصالة، وما إذا كانت ستقام في فندق او في بيت الأسرة، ويطول الامر أيضا الاضاءة والموسيقى وقالب الكعك، وتنتهي بالزفة. فالشركة تقوم بكل التفاصيل باستثناء بعض الخصوصيات التي ترى أنها من حق العروسين والأهل فقط، مثل اختيار فستان الزفاف أو تسريحة الشعر والماكياج. ويبقى معروفاً ان اتمام الاعراس يتطلب ميزانية ضخمة لمن يريد الاستعانة بهذه الشركات، كونها تقوم بإعداد سيناريوهات وديكورات خارجة عن المألوف، أغلبها مستورد، وقليل منها تطوير لعادات قديمة.