فكرة إنسانية تولد داخل سجن النساء تتحول إلى مشروع تجاري ناجح

TT

هي حقائب ناعمة عليها شغل يدوي وتطريز جميل، بدأت بفكرة انسانية محضة، لكنها نجحت كمشروع تجاري بفضل صديقتين هما سارة بيضون وسارة نحولي.

درست سارة بيضون علم الاجتماع في بيروت. وكان موضوع البحث لشهادة الماجستير هو الدعارة، مما تطلب منها زيارات ميدانية الى سجن النساء في لبنان. وعندما انتهى بحثها شعرت بالرغبة في مساعدة السجينات. فطلبت من احدى السجينات ان تطرز على قطعة قماش مقابل اجر حتى تعطيها فرصة جديدة لكسب عيشها بعرق جبينها. وسرعان ما طورت سارة الفكرة بتحويل هذه الاعمال إلى حقائب لاقت اعجاباً من قبل الاصدقاء والمعارف الذين أقبلوا على شرائها. وفي هذا الوقت انضمت اليها سارة نحولي التي درست ادارة الاعمال في سويسرا، ومعا قامتا بعرض مجموعة ناجحة في ديسمبر (كانون الاول) 2000 في احد المعارض البيروتية.

وكان من الطبيعي أن يصبح السجن محطة اسبوعية لكل من بيضون ونحولي لمتابعة سيْر اعمال السجينات اللواتي وجدن في هذا العمل اكثر من مجرد مردود مالي يساعدهن على تسديد بدل أتعاب المحامين، أو تقديم يد العون لعائلاتهن بل أيضا إعادة تأهيلهن لمرحلة ما بعد السجن. اللافت هو ان المشروع بدأ من دون دراسة مسبقة، لكن عزيمة كل المشاركات فيه ساعدت على نجاحه واستمراره. فكل امرأة تتولى قطعة بعينها، حتى لا تتشابه مع أخرى، وها هن بعد اربعة اعوام من العمل في الحقائب ينتقلن من نجاح إلى آخر.

تجدر الإشارة إلى أن مؤسستي هذا المشروع الإنساني، تعود صداقتهما الى الطفولة، وبدأتا مشروعهما في موقف سيارات لمدة ثلاث سنوات، قبل ان تنتقلا منذ عام فقط الى شقة في منطقة الاشرفية. فهما لم تتسرعا في فتح محلهما، الا بعد ان تأكدتا ان عملهما ناجح ومستمر».

تقول سارة بيضون:«لم نعتقد اننا سنصل الى ما وصلنا له اليوم لاننا بدأنا بخطى حثيثة. وكان الشك يراودنا كثيراً، فالتزمنا الحذر في كل مرحلة». ويرجع سبب نجاحهما ايضاً الى وجود 80 امرأة يعملن تحت اشرافهن.

ولا يقتصر ما يقدمنه من إبداعات على الحقائب فحسب، بل يشمل ايضاً الصنادل والاعمال اليدوية وهدايا تذكارية للاطفال ووسادات وحقائب للبحر وغيرها. وكل هذه الاعمال تتميز بالتطريز والكروشيه باشكال وموديلات مختلفة مع تركيز واضح وقوي على الزهور والورود. .

وقد أصبحت هذه الحقائب تباع اليوم في أماكن عدة من العالم، منها جدة ، المدينة، الخبر، لندن، ميامي ولوس انجلوس.