من الأولى بالأريحية.. مجوهراتكن أم أطفالكن؟

TT

منى الغصين دائما يحيرني فهم استعداد بعض الامهات لدفع آلاف الدولارات لشراء الملابس والمجوهرات، بينما يبخلن الى ابعد الحدود عندما يتعلق الأمر باستئجار مربية للاعتناء باطفالهن. واذكر أنني عندما حملت بطفلي الاول قضيت الاشهر الستة الاولى من الحمل في مقابلة مربيات الاطفال. وظن جميع من حولي، سواء عائلتي او اصدقائي بأني اعقِد الامور زيادة عن الحد. اذ ان هناك الكثير من المربيات، فلماذا يصعب علي اختيار واحدة من بينهن؟

ببساطة، لم اكن ابحث عن مربية.. والسلام، للاعتناء بأعز ما املك في هذا العالم. وانا اعرف ان هناك كثيرا من المربيات، خاصة في العالم العربي، الآتيات من البلدان المكتظة بالسكان اللواتي يسعين وراء العمل كمربيات في البلدان النفطية الغنية. ولا اعترض او انتقد هاتيك النسوة اللواتي يتركن اطفالهن للعناية باطفال الآخرين سعيا وراء الانفاق على عائلاتهن. وقد يتصف اولئك بالطيبة الشديدة وتحمل المسؤولية، ولكني اعتقد أن الاعتناء بمولود جديد يتطلب امورا اكثر من مجرد ارضاعه وتغيير «حفاظاته» وملاعبته. ومن وجهة نظري فإن اي شخص قادر على توفير الرعاية الصحية والجسدية لطفل من الاطفال، غير ان هذا الطفل يحتاج الى بيئة من حوله تفضي الى توسعة افقه وتمكينه من انضاج اقصى قدراته الكامنة فيه. ولهذا فان مربية امية غير متعلمة، بقطع النظر عن حنانها وطيبتها، تفتقد المؤهلات والتدريب اللازم لتعليم الطفل.

ورغم علمي مسبقا باني سأتلقى الكثير من النقد على ما سأقوله تاليا، اعتقد ان معظم النساء في العالم العربي اللواتي يستأجرن مربيات لسن من النساء العاملات، ولهذا فانهن يمتلكن الوقت الكافي للاعتناء باطفالهن. ولا اقصد بذلك القول، انه لا ينبغي استئجار مربية اطفال بالاساس، بل اقول ان استئجار مربية متعلمة ودفع اجر اعلى لها استثمار افضل من انفاق النقود على فستان آخر باهظ الثمن.

وقد انفقت مربية ابنتي سنوات طويلة معنا، حتى اصبحت ابنتي في عمر يمكنها من الاستغناء عن مربية. كما كانت هذه المربية متعلمة ومتدربة على الاعتناء بالاطفال. علاوة على ذلك، كانت تنفق ساعات طويلة في اللعب مع ثريا العابا ممتعة وتعليمية. ومنها تعلمت ابنتي اشياء، اقول بصراحة اني كنت عاجزة عن تعليمها اياها بنفسي، مثل الرسم والفنون والاشغال اليدوية وتصميم الفساتين.

اما فترات العصر، وفي اي مكان نكون فيه من العالم كانت ابنتي تقضيها في زيارة المتاحف والمواقع التاريخية مع مربيتها. وحتى رحلاتنا الى الشواطئ كانت بالنسبة لابنتي تعليمية ايضا، اذ كانت مربيتها توضح لها كيف تندفع الامواج، وتحدثها عن الحياة البحرية.

فضلا عن ذلك، لم نكن نعتبر مربيتنا خادمة عندنا، ولكن فردا آخر من العائلة، يلعب دورا مهما في مساعدتنا على توفير افضل بيئة ممكنة لطفلتنا. وكانت مربيتنا في المقابل تستوعب آدابنا الاجتماعية، وتتفهم تقاليدنا وثقافتنا، وبهذا كانت قادرة على الاجابة على اسئلة ابنتي عن معرفة واقتدار. وكنت اشعر حينها انني ان كنت عاجزة عن الثقة في او احترام الشخص الذي سأدفع له للاعتناء بطفلتي، كيف يمكنني ترك طفلتي معه؟ فماذا تعتقدين؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ رأي حول نادي السيدات في أبوظبي ذهبت لزيارة نادي السيدات الجديد في ابو ظبي الذي افتتح مؤخرا، ووجدته رائعا دون شك. فهناك قاعات ضخمة لحفلات الزفاف، واجنحة خاصة بالعروس لتغيير ملابسها، ووضع الماكياج على وجهها. كما ان هناك بركة سباحة كبيرة والعديد من اماكن التشمس. وهناك جسر ممدود يفضي مباشرة الى الاماكن المخصصة للنساء على الشاطئ. وثمة غرف مجهزة بافضل المعدات الرياضية. ويتوفر كل ما تحتاجه النساء. غير ان المحزن في الامر غياب العنصر الاهم لنجاح اي ناد.. الناس. ويبدو ان السبب في ذلك رسوم الاشتراك الباهظة في هذا النادي التي تبلغ 5 آلاف درهم في السنة، الى جانب 800 درهم عن اي طفل ومربية. وبالنسبة لي، فإن قلة وجود الناس في ناد بالغ الجمال كهذا يحوله الى مكان عقيم، والانس والمعنى الذي يضفيه الناس على اي مكان أهمُ من جمال بنيانه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أقراص تصد الدهون من الأفخاذ والخصور لست طبيبة او عالمة او ادعي خبرة خاصة ازاء كيفية عمل الجسم البشري، ولكني مندهشة من كثرة كتب الحميات الغذائية التي وضعها اشخاص غير مؤهلين في هذا الموضوع. اما نحن، عامة الناس، فإننا في الواقع اما نشتري هذه الكتب او نتبع حميات غذائية اخرى.

ويبدو لي منطقيا ان خفض كمية الغذاء المستهلكة يوميا، وبذل طاقة اعلى في المشي او ممارسة الرياضات، تفضي الى فقدان الوزن. ولا اعتقد بوجود حميات غذائية او حبوب لتخسيس الوزن تصنع الأعاجيب. كما لا اؤمن ان من الصحي لاجسامنا اتباع بعض الحميات الغذائية الشائعة التي تحرم الجسم في كثير من الاحيان مما يحتاجه من المواد الغذائية التي يحتاجها.

مع ذلك، وحسب دراسة اخيرة، فان آخر الاكتشافات في عالم التغذية وهو حامض «كونجوجيتد لينوليك»، حامض دهني يتواجد طبيعيا في الكثير من الاطعمة التي تحتوي الدهون مثل لحم البقر او منتجات الالبان، يلعب دورا اساسيا في مساعدة الجسم على حرق الدهون. ولا يسرع هذا الحامض في تقليل الوزن، ولكنه يقلص من كمية الدهن في الاماكن المحيطة بالافخاذ والخصور.

وتفيد النظرية الاخيرة في اننا لا نحصل على كفايتنا من هذا الحامض، خاصة ان كنا نتبع حمية غذائية تجنبنا تناول الدهنيات. وحسب الدراسة فان الاشخاص الذين تناولوا اقراص هذه الحوامض على طول اشهر ثلاثة، انخفضت نسبة الدهون في اجسامهم من 15 الى 20 بالمائة.

وتتوفر هذه الاقراص في الصيدليات الآن، ويزعم المصنعون ان تناول قرصين يوميا منها يساعد في حرق دهون الجسم. اما انا فأعتقد ان هذا امر قد يكون مبالغا فيه، ولكن من يدري فربما اجربه يوما ما.