المطبوعات الجريئة.. قمة التناقض المتناغم لكن جرعات خفيفة منها تكفي

TT

لعل العديد منا يتفق أننا بحكم جغرافيتنا أكثر حظا من الغرب، فعلى الأقل نحن نستمتع بالشمس مدة أطول. فالصيف يعني بالنسبة لنا أشعة ذهبية ومتوهجة لعدة شهور من دون غيوم أو تقلبات جوية كما هو الحال في الغرب، وخاصة بريطانيا، حيث قد يعيش المرء كل فصول السنة في يوم واحد. ولهذا السبب بالذات فإننا سنستمتع بالعديد من قطع هذا الموسم ونستفيد منها أكثر، خاصة أنها تناسب بشرتنا وبيئتنا بقصاتها الهفهافة وألوانها المتوهجة. فبينما قد يبدأ البعض في أوروبا بالعودة إلى الألوان الحيادية أو الداكنة، فإننا في الشرق، سنستمتع بألوان قوس قزح لعدة أشهر قادمة، خاصة أنها ألوان مناسبة لأجواء الشمس والبحر والإجازات، كما أنها ستمتد إلى الخريف بل وحتى الشتاء إذا ما نسقت مع ألوان داكنة، الأمر الذي يجعلها استثمارا جيدا. والجدير بالذكر أن الألوان الصارخة إلى حد التضارب وذات النقوشات الجريئة، التي تصدرت موضة موسمي الربيع والصيف هذا العام، والتي ما زالت حاضرة على الساحة بشكل لافت ومدهش، ليست موضة جديدة كما يعتقد البعض، ذلك أن العديد من المصممين الكبار بنوا عليها اسماءهم وامبراطورياتهم التي ما زال يشار إليها بالبنان، مثل دار ميسوني التي تحتفل بعامها الخمسين هذا العام، والتي تعرف بنقوشاتها الهندسية أكثر من أي شيء آخر. كما لا ننسى إيميليو بوتشي الذي يكاد ينافس رسامين كبار أمثال فان غوغ وغيره من حيث إبداعه النقوشات الكبيرة ولعبه بالألوان الصاخبة، وارتدت له جاكلين كيندي الكثير من تصاميمه، مما يؤكد أن هذه الموضة لا تتعارض مع الكلاسيكية. أما المصمم بول سميث، فجعل من الخطوط المتعددة الألوان ماركته المسجلة في كل ما ينتجه مؤخرا، إضافة إلى أن الثنائي البريطاني كليمنس ريبيرو أثار الاهتمام ونال شهرته عندما طرح تشكيلة متكاملة من الكاشمير المقلم بألوان قزحية، مما أكسبه اهتمام خبراء الموضة رغم أنه كان موجودا على الساحة منذ عدة سنوات قبل ذلك.

الجديد هذا الموسم أن المصممين والمرأة الغربية، التي كانت حتى عهد قريب تخاف من الألوان الصارخة وتبتعد عنها قدر الإمكان، أصبحت تقبل عليها بنهم، سواء في التصاميم الخاصة بالنهار أو بالمساء، ومن دون التخفيف من قوتها، فكلما كانت قوية وملفتة، قامت بالغرض المنشود، خاصة إذا كانت المرأة التي نتكلم عنها نجمة أو مشروع نجمة تريد إثارة الانتباه. لكن إذا كانت شخصيتك وأسلوب حياتك لا يتحملان جرأة هذه النقوشات الهندسية وزحمة الألوان القزحية فيمكنك الاكتفاء بقطعة واحدة منها، مثلا «توب» أو «إيشارب» أو حقيبة يد. ولا تنسي أن هذه الألوان تناسب سحنتك الشرقية السمراء، لأنها تضيئها ومن تم تعطيك مظهرا شابا يشع بالنضارة والحيوية.