قرار رسمي من عواصم الموضة: القبعة إكسسوار أساسي في المواسم القادمة

لماذا لا تقبل المرأة العربية عليها مع أنها يمكن أن تناسب بيئتها؟

TT

قد تختلف كل عاصمة موضة عن الأخرى من حيث التصاميم، والألوان والأقمشة واللمسات الفنية وغيرها من الأمور التي تميز كل مصمم عن الآخر، وثقافة كل بلد عن الآخر، وإن تقلصت هذه الفروقات بشكل كبير في السنوات الأخيرة إلى حد أن الكثير منها كان متشابها وكأن المصممين يقومون باجتماعات سرية لا نعرف عنها شيئا يتفقون فيها، أو بالأحرى يتآمرون، على المستهلك. فرغم بعض الاختلافات، فإن القاسم المشترك في معظم عواصم الموضة، إن لم نقل كلها، من تورنتو، إلى اسبانيا ولندن، وميلانو وباريس، وغيرها، هي الاكسسوارات التي كانت صارخة، وبعد الأحزمة، والأحذية والحقائب، جاء دور القبعات. والسر في هذا الأمر أن إبداع الازياء أصبح صناعة تدخل فيها عدة عناصر أهمها أن تكون تجارية. فقد تعتقد بعض المتتبعات للموضة أن عروض الأزياء الموسمية هي الميدان الذي يستعرض فيه المصممون إبداعاتهم، والحقيقة أنه تجري قبل هذه العروض «الاستعراضية» عروضا تجارية هي الأهم بالنسبة لهم يحضرها المشترون فقط، ويختارون منها ما يناسب المحلات التي يمثلونها، لا سيما المحلات الأميركية، التي تفضل أن تعرف وتختار قبل الوقت، التصاميم التي تروق لها، دولتشي أند غابانا يرسل تصاميمه لموسمي الربيع والصيف قبل شهر يناير (كانون الأول) في حين لا تصل هذه التصاميم إلى السوق الأوروبية إلا قبيل شهر مارس (اذار). أما العروض التي نراها على صفحات المجلات وشاشات التفزيون، فهي مخصصة للصحافة في المقام الأول، وللإثارة والاستعراض. الإثارة تكون من خلال إضافة لمسات قد يكون بعضها مجنونا أو مبالغا فيه، أو رائعا. والاستعراض يكون من قبل المصمم الذي يعتبر هذه المناسبة فرصته لإبراز قدرته على الابتكار، من خلال بروش أو دبابيس ضخمة تزين ياقة جاكيت، أو جانب من تنورة، أو حزام بقماش جديد، أو بلون ونقوشات غريبة تُحول زيا بسيطا إلى زي في منتهى الحيوية، كما يلجأون إلى أسلوب ماكياج درامي، وتسريحات شعر لا يمكن أن نراها في أرض الواقع إلا إذا كنا قد انتقلنا إلى بلاطات القرن السادس عشر او الثامن عشر وهكذا. اللافت هذا الموسم هو حضور القبعة في معظم العروض، صحيح أنها موجهة لموسم الصيف، وبالتالي تأخذ دورا جماليا ووقائيا من أشعة الشمس الحارقة والمؤذية، إلا أننا لاحظنا وجودها أيضا في موسمي الخريف والشتاء، أيضا لنفس الأسباب والأغراض (الوقاية هنا من لسع البرد)، مما يعني أنها أصبحت رسميا اكسسوارا شعبيا للمواسم القادمة التي تسود فيها موضة المرأة «الليدي» بأناقتها الأرستقراطية الهادئة. بالنسبة للكثيرات من مثيلاتي، فإن القبعة كانت مقتصرة، حتى عهد قريب، على الطبقات المالكة والأرستقراطية أو على الطبقات المتدنية. قبعات الطبقة الأولى تتميز بالفخامة أحيانا، أو بالغرابة التي تثير الضحك والاستهجان، أحيانا أخرى، لكن لأنها غالبا ما تكون على رؤوس جميلات من المجمتع المخملي، فإننا نفكر مليا قبل أن ننفجر بالضحك، أو ندلي بأي انتقاد، خوفا من أن نعطي الانطباع بأننا لا نفهم في الأناقة ونتهم بالجهل. أما قبعات الطبقات المتدنية فهي بسيطة (مثل قبعة موزعي الجرائد سابقا، وما يعرف بقبعة صبي الخباز حاليا BAKER BOY HAT والبيريه الفرنسي، وكلها قبعات تسلقت سلم الاناقة بعد أن أضاف عليها المصممون لمساتهم الشابة والعصرية، سواء من خلال القماش أو الألوان، من دون ان يغيروا شكلها الأساسي. ولا ننكر أن إقبال نجمات شابات وجميلات أمثال كاثرين زيتا جونز وبينلوبي كروز وكاميرون دياز وغيرهن كان له تأثير كبير على إنعاش هذا الاكسسوار. في الوطن العربي رأينا أيضا جميلات يتزين بها، أمثال ملكة جمال لبنان السابقة، كريستينا صوايا، والفنانتين ماجدة الرومي ونوال الزغبي، إلا أنهن لم ينجحن في جعلها موضة شعبية في العالم العربي. السؤال الذي يدفعنا إلى التساؤل عن أسباب عدم إقبال المرأة العربية عليها، مع أنها يمكن أن تناسب البيئة العربية، حيث ترتفع درجات الحرارة والرطوبة بشكل كبير. هل لأنها لا تتقن ارتداءها أو لأنها لا تعرف كيف تختار المناسب منها؟ قد يعود السبب بكل بساطة إلى أنها تراها صرعة غربية محضة، وبالتالي تشعر بالحرج من ارتدائها. وحتى عندما تلبسها بعض الشابات، فإنهن يظهرن فيها غير واثقات من أنفسهن، ولسان حالهن يريد أن يعتذر عن ارتدائها. مما لا شك فيه أن اختيار القبعة المناسبة، التي تعكس أسلوبنا في الحياة وشخصيتنا، من شأنه أن يضفي الكثير من الأناقة والجاذبية علينا، كما يمكن أن يزيل عشر سنوات من عمرنا، ويضفي علينا التميز الذي نبتغيه، بغض النظر إن كانت موضة مستوردة من الغرب أم لا. ولأنها تشكل بعض الحرج لدى البعض منا، عند ارتدائها، فمن الأفضل أن تخضع عملية اختيارها إلى مقاييس معينة أهمها أن تناسب شخصيتنا، سواء كانت هذه الشخصية سبور، أو رومانسية أو عملية، أو شكل الوجه، لكن الاهم من كل هذا أن نكون مقتنعين بها ونشعر بالثقة والراحة ونحن نرتديها، لأن هذين هما العنصران اللذان سيضفيان علينا التألق والتميز: ـ اختاري قبعة مريحة وغير مثيرة للانتباه بحيث لا تشعرين بالحرج وأنت تلبسينها، ابدئي بتصميم كلاسيكي، كأن تكون «بيريه» أسود، لأن «البيريه» يناسب كل النساء.

ـ لا بأس ان تجربي تصاميم مختلفة منها قبل أن تشتري ما يناسبك منها. فالقبعة العالية، كالتي اشتهرت بها النجمة اودري هيبورن في فيلمها الشهير «إفطار في تيفاني» تناسبك إذا كان وجهك مستديرا، بينما القبعة الصغيرة أو الصوفية، فهي ستناسبك إذا كان وجهك طويلا. ـ بالنسبة للشابات، فإن أفضل الأشكال هي القبعة التي كان يلبسها موزعو الجرائد في الخمسينات والستينات، والذي ظهرت به بطلات فيلم «تشارليز أينجلز» في مناسبات مختلفة. فكاميرون دياز لبسته وشعرها معقوص على شكل شينيون، بينما درو باريمور وشعرها منسدل على الكتف، وفي كلا الحالتين كان شكلها مكملا ورائعا. ـ القبعة المتوهجة بالألوان تكمل زيك إن كانت هذه الأخيرة، بألوان قاتمة أو حيادية، لأنها تضفي عليه ألقا وعلى وجهك نضارة، على شرط أن يكون ماكياجك أيضا طبيعيا، عكس إن كانت القبعة بلون حيادي، فأنت تحتاجين إلى ماكياج مؤثر. وتذكري دائما أن اللعب على التناقض تكون نتيجته دائما التناغم.