العباءة اللبنانية تتألق في ليالي رمضان وتدين بالكثير لنانسي عجرم ومصممات متألقات مثل أمينة الجاسم

TT

مع حلول شهر رمضان يزيد إقبال سيدات المجتمع اللبناني على العباءات التي تعكس البيئة التي ينتمين إليها، فعباءة من المعدن المدقوق تشير إلى أنها من بعلبك، واذا كانت من قماش الساري المطرز فهي من طرابلس، امام اذا كانت من الحرير فهي من العاصمة بيروت. ولا شك أن الجلابية التي ظهرت بها نانسي عجرم في فيديو كليب «اه ونص» أثرت بشكل كبير على صناعة العباءة بشكل عام في لبنان، إذ تم تطويرها من خلال قصات جانبية وارفقت مع تطريز دقيق على الصدر، فشكلت خطاً جديداً في موضة العباءة، يخاطــب الفتــيات قبــل الأمــهات. وتعتبر العباءة زياً مريحاً يحرر المرأة بشكل عام من قيود الفساتين الضيقة والانسامبلات المشددة، او فساتين السهرة المعقدة، إضافة إلى أنها تخفي الكثير من العيوب إذا كانت المرأة تميل إلى البدانة. وقد شهدت العباءة عدة تطورات، وخضعت لعدة تطويرات في التصميم حتى تتماشى مع متطلبات حياة المرأة العصرية ومع خطوط الموضة، وهذا ما نجحت فيه في السنوات الأخيرة. وهي اليوم قطعة أساسية لا تستغني عنها العروس في جهازها، بل تأتي في مقدمة الملابس التي تصطحبها معها من منزل الاهل الى المنزل الزوجي. ترى نانو معوض، التي اشتهرت بتصميم العباءة اللبنانية منذ الثمانينات، ان غالبية عباءات اليوم مستوحاة من بلاد الهند بدفئها مع لمسات عصرية أضفى عليها التطريز أنوثة وجمالا، خاصة أنها تستعمل أيضا الجلد والحرير في التطريزات، إضافة إلى استعمالها أقمشة مستوردة من النجف، مصنوعة من وبر الجمل لمزيد من التطوير والتجديد. وتوضح ان بعض أنواع العباءة تطور واصبح يتألف من قطعتين: قميص طويل (تونيك) يلبس فوق بنطلون على الطريقة الهندية، او بلوزة وبنطلون قصيران وتعرف بـ«بن زعبي» على الطريقة المغربية. وتجدر الإشارة إلى أن السيدة منى الهراوي، زوجة رئيس الجمهورية السابق الياس الهراوي، كانت اول لبنانية ترتدي العباءة في مناسبة رسمية، وكان ذلك في اواخر الثمانينات لتصبح موضة المناسبات العائلية في المجتمع المخملي أيضا.

ويقترن ارتداء العباءة بحلول شهر رمضان المبارك، لا سيما في دعوات الإفطار والسحور. وتشهد بعض هذه المناسبات عرضاً غير مباشر للعباءات المتجددة، كما ان بعض بطاقات الدعوة أصبحت تطلب بلطف من المدعوات ارتداءها في بعض المناسبات.

وترى مصممة العباءات، سمر يمق، ان الاقبال على العباءة والوشاح يزدهر يوماً بعد يوم، من قبل السائحين العرب والاجانب على حد سواء، الأمر الذي أنعش صناعتها في الآونة الأخيرة. وكانت سمر قد قدمت 36 عباءة ارتدتها الفتيات المشاركات في مسابقة ملكة جمال اوروبا التي جرت في لبنان عام 2002 واحتفظن بها كهدية. ومن انواع العباءات المعروفة في لبنان، تلك المطرزة بزهرة «الاويا» وهي مشغولة باليد مع الترصيع بالخرز والحياكة بالشراريب و«شرنقة القز» المصنوعة من قماش المخمل الاسود والقصب الذهبي، و«الصرما» اي المطرزة بالخيوط الذهبية على الطريقة السورية بواسطة ماكينات خاصة. ويبدو أن صورة العباءة الجديدة شجعت الكثير من المصممين على استقاء افكارهم منها، أو اعتمادها في تشكيلاتهم مع تطويرها، وهذا ما فعلته المصممة السعودية، امينة الجاسم التي قدمت عباءات جميلة مع قبعات وحقائب يد، في غاية في الاناقة، أخيرا في اطار اسبوع الموضة العالمي الذي نظمته «لوكس» هذا الموسم في العاصمة اللبنانية، وأكدت جماليات هذا الزي المتجدد الذي يستمد جمالياته من عراقته.