إذا كنت معجبة بأسلوب الـ«البوهو» فعليك بلون الذهب، وإذا كانت الأناقة والتألق سواء في النهار أو المساء هي المراد، فعليك أيضا بالذهب، أما إذا كانت هي إضفاء لمسة تألق ونضارة على شكلك، بصورة عامة، وعلى وجهك بصورة خاصة، فأنت بلا شك تعرفين الجواب. نعم سيدتي، فلمسة منه تكفي لتجعلك متألقة مثل النجمات. والجديد هو أن لون الذهب لم يعد يقتصر على مناسبات المساء والسهرة، فقد دخل قاموس أزياء النهار تحت اسم أسلوب «البوهو» الأنيق، الذي نشرته العارضة كايت موس والنجمة سيينا ميلر، اللتان أصبحتا تلبسان قطعا منه مع بنطلونات الجينز أو تحت كنزة صوفية مفتوحة في النهار أيضا. ورغم أنه لا أحد يمكن أن ينكر ما للذهب من إيحاءات أنثوية قوية وساحرة، إلا أنها لم تكن لتتماشى مع أجواء النهار لولا الموجة الجديدة التي تريد الابتعاد عن كل ما هو عادي، واحتضان كل ما يضفي على المرأة مظهر الابتكار الـ«سبور» والمبهر وهو ما افتقدته طويلا، وكانت تحن إليه، بدليل الإعجاب الشديد بأزياء النجمة السمراء بيونسي، التي ربما قد يكون لها هي الأخرى، إلى جانب نجوم البوب والهيب هوب، الفضل في تسويق جرعة زائدة منه إلى شريحة الصغيرات والشابات. هذا، طبعا، عدا ما جاد به المصممون لهذا الموسم والموسمين المقبلين من قطع في غاية الإثارة والجمال، ليصبح موضة منتشرة في الشارع على اختلاف الأعمار والطبقات. فمما لا شك فيه أنه نجح في تكسير القوالب المتعارف عليها، ولم يعد يُفرِق بين الليل والنهار، ولا بين تلميذة في المدرسة أو عاملة في مكتب أو سيدة أعمال، وما كان ينظر إليه باستنكار على أنه نشاز، أصبح قمة الأناقة والتألق. فالحياة، حسب رأي المصممين المؤثرين على الساحة حاليا، أمثال روبرتو كافالي، ودولتشي أند غابانا، ومارك جايكوبس وغيرهم، يجب أن تكون مسرحا لحفلة دائمة ومستمرة نهارا ومساء، وهذا ما حصل بالفعل. فمن كان يتصور أن المخضرم جيورجيو أرماني، الذي أحدث ثورة بتصاميمه البسيطة والمحددة في الثمانينات، التي تخلصت من كل التعقيدات والتفاصيل الكثيرة وكان وراء انتشار الالوان الترابية والطبيعية، يمكن أن يتبنى هذا المظهر، بل ويساعد على نشره؟ فقد جاءت تشكيلته الأخيرة رائعة تضج بالأنوثة وألوان الشمس والذهب وغيرها من ألوان الفرح. والملاحظ من خلال متابعة معظم عروض الأزياء للموسم الحالي والموسمين المقبلين، أن الموضة، إن لم تأخذ طابع الحياة في الخمسينات والزمن الجميل، فهي تأخذ طابع العشرينات بكل ما تحمله من معاني الحياة المترفة، أو إن صح القول اللاهية، كما صوَرها الكاتب «سكوت فيتزجيرالد في رائعته «دي غريت غاتسبي»، وهي الرواية التي تحولت إلى فيلم شهير، من بطولة روبرت ردفورد. التغني بالذهب وجماله، لم يقتصر فيها على الأزياء فحسب، بل وصل الأمر بالبطل، غاتسبي، بأن يصف رنة صوت حبيبته، دايزي، برنة الذهب، اغلى وأجمل شيء بالنسبة له. وما تجدر الإشارة إليه أن الملابس المعدنية البراقة ليست وليدة هذا الموسم، بل ظهرت منذ أكثر من سنة، ويبدو أنها صامدة رغم كل المتغيرات ومستمرة، في الأزياء أو الماكياج على حد سواء. فقد بدأت باستيحاء لتكتسح تدريجيا خزانة المرأة المواكبة للموضة، من خلال قطع تستعمل جرعات خفيفة منه، على شكل كنزة مطرزة من الحواشي، أو جاكيت قصير «بوليرو»، أو إيشارب ناعم، أو حذاء مطرز بالأحجار، وهي قطع يمكن ارتداؤها مع بنطلون جينز في إجازات نهاية الأسبوع، أو لوحدها في المناسبات المهمة، لا سيما إذا كانت على شكل فساتين مقصبة أو من اللاميه أو مطرزة بالذهب والماس. إذا كنت معجبة بهذه الموضة لكنك كنت مترددة في السابق، فهذه هي الفرصة أن تستجمعي شجاعتك وتتبنيها، وتأكدي أنك لن تبدي نشازا، لأن المصممين قرروا وأصدروا حكمهم: تألقي والمعي مثل النجمة على شرط ألا تبالغي وتلبسيها من رأسك إلى أخمص قدميك. فمايكل كورس طرح فساتين واكسسوارات لموسمي الخريف والشتاء تدغدغ الخيال والعين، بينما نفذ معطف الجلد الذهبي (875 جنيها استرلينيا) الذي طرحه دولتشي أند غابانا في السوق بعد أيام من طرحه، واللائحة طويلة.
* كيف تلبسينه بتألق
* إذا كنت شابة لا تستغنين عن بنطلون الجينز في كل المناسبات، فهذه الموضة ملائمة لك، فهي ستزيد مظهرك «السبور» تألقا وأناقة. يكفيك ان تلبسي فوقه «توب» أو قميصول مطرزا بخيوط الذهب أو كنزة مزركشة أو مزينة بالخرز أو العقيق
* فيما يتعلق بالمجوهرات لا تختاري الحل الوسط، واكثري منها خاصة إذا كان زيك بسيطا من حيث القصة والألوان. فكما رأيت في العديد من عروض الأزياء، فإن العقود المتدلية على شكل طبقات متعددة لتزين عنقك تضفي الكثير من البريق والتألق على وجهك وعلى مظهرك ككل. إذا لم تكوني من عشاق الذهب، فاختاري منها تلك التي تكون بدرجات قريبة منه وفيها لمعة، مثلا البني المخلوط مع العنبر، أو المرجاني المخلوط بالأصفر وهكذا، ولا شك أنك ستجدين ما يناسبك ويروق لك في هذا الزخم من الأكسسورات الرائعة المطروحة حاليا في الأسواق
* تذكري أن البرونزي والذهبي يناسب السمراوات، بينما الفضي والرصاصي يناسب ذوات البشرة الفاتحة
* إذا كنت غير متأكدة، أو غير متعودة على موضة الألوان المتوهجة عموما، فيمكنك الاكتفاء بالاكسسوارات، مثلا حقيبة يد صغيرة بلون الذهب أو الفضة، أو حذاء، بل وحتى «بوت» عال يكمل فستانك الهادئ بلونه الأحادي البسيط، ويعطيك مظهرا أكثر جرأة وابتكارا. كما ستجدين في السوق إيشاربات ناعمة جدا يمكن لفها حول عنقك لتعطي زيك الداكن جُرعة «بوتوكس» تزيده شبابا ورونقا
* في النهار اكتفي بفستان أو كنزة مطرزة بحواشي من الذهب أو الفضة أو الأحجار المتلألئة. للمساء اختاري فستانا مستوحى من الأسلوب الإغريقي القديم. وإذا لم يكن مطرزا بالذهب فيمكنك إضافة قطع كبيرة من المجوهرات عليه لأنها تتماشى مع هذا الأسلوب كثيرا.