مهندسات سعوديات يقتحمن سوق التصميم والديكور

المهندسة انعام رملي: تصميماتي مرتبة وأهوى كسر البلاط

TT

دخلت المهندسات السعوديات أخيرا سوق التصميم والديكور في السعودية رغم كل الصعوبات والمعوقات التي اعترضت طريقهن. وتتلخص المعوقات في عدم وجود مكاتب نسائية خاصة بهن لمزاولة مثل هذا العمل وعدم منح تراخيص بذلك.

الا انهن استطعن تجاوز ذلك من خلال العمل في المنازل والاتصال بالراغبات في تصميم ديكورات لمنازلهن دون الحاجة الى الاستعانة بالرجال، حيث لا تستطيع المرأة ان تنقل للمهندس الرجل ماتريده من تصميمات داخل بيتها. وتتابع مهندسة الديكور السعودية انعام محمد رملي جهودا نسائية لانشاء جمعية تضم مهندسات الديكور من جميع مناطق البلاد للاطلاع على احدث التطورات في عالم الديكور والتصميمات المنزلية.

«الشرق الأوسط» التقت المهندسة انعام وأجرت معها الحوار التالي:

* لماذا تسعين إلى إنشاء مكتب نسائي للديكور في السعودية؟

ـ عادة ديكور المنزل يهم المرأة أكثر، وهي أكثر التصاقا بمتطلبات منزلها الفنية، لهذا فكرت باقتحام هذا المجال، خاصة أن السعوديات بطبيعتهن محافظات ويفضلن الاشراف على ديكورات منازلهن، ومن الطبيعي أن يجدن التفهم من بنات جنسهن.

* كيف استطعت أن تجتازي الصعوبات التي واجهتك كمهندسة ديكور سعودية سواء في فتح المكتب أو في فهم دور مهندسة الديكور في المجتمع؟

ـ في بداية عملي واجهتني صعوبات كثيرة استطعت أن أتجاوزها بفضل زوجي وهو مهندس معماري، فقد كنت متخوفة من العمل في هذا المجال رغم طموحي فيه. وتركز الخوف عندي حين تسلمت أول مشروع خاص بفيلا لسيدة سعودية قبل 8 سنوات. وزوجي شجعني ودفعني للتفوق في تصميمي بشهادة الجميع. ثم اعترضت طريقي صعوبة أخرى تتمثل في ترخيص المحل حيث رفض الطلب وقالوا لي لا بد أن يكون مؤسسة مقاولات يعمل بها رجال، وتقومين بإدارتها من المنزل بحيث لا تدخل النساء فقط إلى المؤسسة بل النساء والرجال، فرفضت ذلك لأن هدفي هو النساء فقط وعملي موجه لهن.

* هل تشعرين أن هناك تناقضا بين تخريج دفعات لهندسة الديكور من الاناث في جامعة الملك فيصل بالمنطقة الشرقية وبين عدم السماح لهن بفتح محلات لهندسة الديكور ومزاولة أعمالهن في مجال الهندسة؟

ـ بصراحة نحن نشعر بالتناقض الكبير في ذلك، فالمفروض من الأساس أن لا يفتتحوا هذا المجال ولا يشجعوا على الدخول فيه. وقد تم تخريج دفعات كثيرة. والغريب انه بعد دراستنا 5 سنوات في مجال الديكور ندخل دورة عبارة عن سنة نتعين على أساسها مدرسات تربية فنية. فبعد السهر والدراسة ومشاريع التخرج والجد والأحلام نجد أنفسنا ندرِّس مادة الرسم والتربية الفنية بدون مراعاة للميول والأهواء. بالاضافة إلى انه ليس لنا مجال عمل إلا في القطاع الخاص أما القطاع الحكومي فنفتقده.

* وماذا أضافت المهندسة السعودية للديكور؟

ـ أضافت اهتماما أكبر بالزخرفة والتراث فقد استطاعت المهندسة السعودية أن تحافظ على التراث الذي إذا ما افتقدناه في بيوتنا لا نفتقده في استراحتنا.

* ما ابرز ما يميز تصميمات المهندسة انعام؟

ـ أنا دائما احب أن اخلط بين الموديل الحديث والكلاسيكي، والعب بالالوان، ومثل هذه التصميمات دائما تكون غنية ودالة على الفخامة. وطبعا لا أميل فقط إلى الدمج بين الحديث والكلاسيك الذي يصلح للقصور والأماكن الفسيحة والفلل الكبيرة، بل أيضا إلى التصميمات الحديثة (المودرن) التي أستطيع من خلالها تحقيق تصميمات خرافية و.. جنونية. ويجب أن أقول إن الموديل يحكمه المكان والبيئة، واذا اعترض الزبون على تصميماتي اشرح له الفكرة وأسبابها إلى أن يقتنع بذلك.

* لاحظنا جرأتك في استخدام البلاط المكسر كأرضية للمنزل وغرف الاستقبال فما السبب في ذلك ؟

ـ احب التنوع في البلاط وفي ألوانه، وادخل خامتين مع بعضهما بعضا. فمثلا ادخل الرخام المطفأ مع سيراميك اوبرسلان «الهاي تيك تايلز» المطفي وادخل الألوان مثل الأزرق والألوان الباردة مع الألوان الحارة. وبالإضافة لذلك فأنا افضل التكسير في البلاط، وبالطبع يحتاج إلى أياد عاملة متقنة. أما في غرف النوم فافضل التركوتا لأنه يمتص البرودة وغير قابل للانزلاق وموضة السنة في أرضية غرف النوم الأحمر.

* كيف استطعت الاستفادة من الجبس في تصميماتك؟

ـ الجبس من الأدوات التي يمكن تشكيلها حسب الرغبة بحيث تعمل منه ستائر على الحائط ومناظر بارزة كواجهة المسبح الذي استخدم الرسم عليه، وقد انتشر هذا العام بشكل قوي، واستفدت من ذلك في استخدام الجبس مع الحديد بشكل ملفوف لسلالم المنزل.

* كيف استطعت أن تعطي مساحة اكبر للمنزل باستخدام الرسم؟

ـ الرسم يعتبر فنا قديما. وموجود في الفن الشرقي. وبالإيحاء أستطيع أن أعطي مساحة اكبر للمنزل .كذلك استخدم الرسم في الاحتفاظ بالأثاث كاستخدام عائلي بالإضافة إلى استخدامه كقطعة فنية. واود أن أقول لصاحبة المنزل انه لا داعي لأن تجلبي أثاثا فاخرا، فيمكن الاكتفاء بالرسم سواء على الحائط أو الأثاث مثل الطاولات ليكون مميزا.

* عرف عن تصميماتك منذ 8 سنوات الغاؤك لأبواب المنازل وكذلك اهتمامك بديكورات المطبخ والحمام؟ ـ فعلا معظم البيوت التي صممتها قمت بإلغاء فكرة الباب فيها نهائيا بسبب إيحائي حتى تشعر صاحبة المنزل بحريتها. أما بالنسبة للمطبخ والحمام فإن الاهتمام للأسف بديكوراتهما في السعودية قليل. وبطبعي كأنثى أدرك أن المرأة تقضي فيهما اغلب وقتها.

* طموحاتك كمهندسة ديكور سعودية؟

ـ اطمح إلى إنشاء جمعية سعودية تضم جميع المهندسات السعودية يمكن من خلالها مناقشة مايعترض طريقنا من صعوبات ونتعرف على قضايانا ونتابع كل ما هو جديد في عالم الديكور وننمي مواهبنا، وبصفة شخصية اطمح أن انهي مشاريعي الأربعة التي اشرف عليها بعمل متميز وببصمة ديكورية فنية تسجل لي في أعمالي، والمشاريع الأربعة عبارة عن قصر وثلاث فلل.