..وأحذية بأشكال وألوان

TT

لا يضاهي حب المرأة للموضة إلا جنون اقتناء الأحذية، فإيميلدا ماركوس ليست أول ولا آخر المدمنات عليها. وهذا ما أكدته لنا برامج الواقع التي تتناول حياة الشهيرات، أمثال باريس هيلتون وغيرها، التي نجحت في كشف المستور، هذا إلى جانب ما جاء على لسان العديد من النجمات اللواتي اعترفن في لقاءاتهن الصحافية والتلفزيونية بأنهن يجدن صعوبة كبيرة في مقاومة شراء حذاء جميل، حتى وإن لم يكن مريحا. في أميركا، ولا شك أن العدوى ستنتقل إلى باقي أنحاء العالم قريبا، هناك عيادات تجميل خاصة بالأقدام، باتت تفصلها على مقاس الحذاء وليس العكس. والسبب هو الرغبة في اقتناء حذاء لمانولو بلانيك أو جيمي شو أو لوبوتان وغيرهم من مصممي الأحذية الذي تحولوا إلى نجوم في السنوات الأخيرة. وإذا كانت الأحذية ذات الكعوب المدببة قد أصبحت جزءا لا يتجزأ من أناقة النجمات وجميلات العالم، والحذاء العالي إلى حد الركبة (البوت) أصبح قطعة فنية لصيقة بالأناقة الباريسية، فإن ما لا يعرفه الكثيرين هو أن لندن هي المكان الذي يشهد ابتكار الأحذية، على اختلاف أنواعها رغم الظلم الكبير الذي لحقها من جراء عدم اهتمام المسؤولين والممولين بها. فأوساط الموضة في لندن لا حديث لها حاليا سوى احتضارها كعاصمة للموضة وضرورة إنعاشها بعد تخلي كل براعمها الواعدة عنها وهجرتهم إلى باريس وميلانو. وعودتها القوية هذه السنة بأزياء عملية، بعد أن فهم مصمموها، أخيرا، أن الفكرة من هذا الأسبوع وغيره، هو إبداع تصاميم يمكن تسويقها وليس فقط إحداث الصدمة واستعراض جنونهم الفني، كانت بمثابة الأوكسجين الذي أمدها بروح جديدة. لكن اللافت أنها، ورغم المشاكل الكثيرة التي عانت منها في العقد الأخير، إلا أن مصممي الأحذية ظلوا دائما بمنأى عن هذه المشاكل، خاصة منها المادية. فمانولو بلانيك، نجم الأحذية المدببة يصنع معظم تصاميمه في لندن، وفيها ابتكر اسم «ديكولتييه أصابع القدم» الذي أصبح يميز تصاميمه، وباتريك كوكس، الكندي الأصل، مستقر فيها منذ بداية الثمانينات ويستقي أفكاره من تنوعها وغرابتها (فهو أكثر من صمم لفيفيان ويستوود)، ونفس الأمر يمكن أن يقال عن جيمي شو، الذي ينتج الكثير من تصاميمه في لندن، رغم ان سوقه هي أميركا وآسيا. الازدواجية اللافتة في الأمر هي انه رغم الاتهامات الموجهة للبريطانيين بأنهم لا يتذوقون القطع المترفة عكس الإيطاليين والفرنسيين، إلا أن الكثير من الموضة تولد فيها، كما أنه لا يمكن اتهام البريطاني بأنه ليس مستهلكا جيدا، حتى وإن وصل به الأمر إلى أن يكون ضحية للموضة وصرعاتها المجنونة. المشكلة كما عبر عنها باتريك كوكس، هي « أن لندن، للأسف، لم تعد تجذب المشترين أو وسائل الإعلام كما كانت في السابق، لأنها فقدت بريقها، خاصة بعد هجرة معظم كبار مصمميها إلى دور الأزياء الفرنسية». لكن هذا لن يدفعه إلى الهجرة حتى بعد أن أصبح المدير الفني لدار شارل جوردان الفرنسية العريقة. في أسبوع الموضة الأخيرة اختفت تقريبا الأحذية الغريبة، وحلت محلها أحذية رائعة من حيث الألوان والأشكال، كما أن بعضها عملي للغاية عكس ما كان يطرح من تصاميم ليس لها مكان في الواقع بل في المتاحف لفنيتها العالية وعدم واقعيتها، نتذكر منها حذاء «البلاتفورم» العالي من الأمام والوراء، والذي لم تستطع حتى عارضة متمرسة مثل ناعومي كامبل أن تحافظ فيه على توازنها خلال عرض أزياء لفيفيان ويستوود في أواخر الثمانينات. والطريف في الأمر أن سقطتها تلك كانت من أسباب صعود نجمها في تلك الفترة. والتصاميم التي يجب الانتباه إليها هي تلك التي تتماشى مع الموضة الحالية: أنثوية وعملية بعكوب مختلفة تخاطب كل الأذواق.