عارضو الأزياء العراقيون يرقصون على أنغام الموسيقى وأصوات الرصاص

TT

كان صوت إطلاق النار يختلط بصوت الموسيقى الخفيفة التي تنبعث من مبنى يتدرب فيه عدد من عارضي الازياء العراقيين، الذين بدوا مندمجين في الرقص وغير مبالين بما يجري في الخارج. قالت ضفاف صباح، إحدى العارضات في الدار، انها تمارس هذه المهنة منذ خمس سنوات، لكن الأوضاع التي يعيشها العراق لم تكن مناخا مناسبا لإقامة عروض الأزياء، الأمر الذي جعلها تتوقف لفترة. وتضيف انها الآن وباقي زملائها على أتم الاستعداد لتقديم هذه العروض في أقرب وقت ممكن، خصوصا وانهم لم يتوقفوا يوما عن تدريباتهم حتى في اقسى الظروف. وهذا ما أكده هنري كونري، وهو مدرب عراقي يعمل في هذا المجال منذ عام 1991، بقوله ان اغلب اللوحات التي يقومون بعرضها مستوحاة من التاريخ، ومن تصميم اللوحات الراقصة التي يتطلبها العرض وتتناغم مع الموسيقى، وان تدريبات العارضين مستمرة استعدادا للحياة الجديدة التي ينتظرها العراقيون. تقول فريال الكليدار، المديرة العامة لدار الازياء العراقية التي تأسست منذ حوالي 34 عاما، ان الدار مستعدة الآن لتقديم عروضها وفي كل دول العالم مستعينة بالتاريخ العراقي وتراثه الذي لا ينضب «وهذا ما لمسناه خلال الجولات التي قمنا بها في دول العالم والتي انبهرت لحجم الحضارة التي اخذنا منها الشيء البسيط، وما زالت ينبوعا لا ينضب ابدا لكل باحث وكل فنان ورسام». وحول محاولة استغلال الدار لجعلها دارا استثمارية عالمية وتوجيه ذلك اقتصاديا، قالت فريال ان القطعة التي تقوم الدار بإنتاجها لا يمكن ان تكون تجارية لأنها تكلف مبالغ كبيرة، و«كان همنا منذ البداية ان نقوم بالتعريف بحضارة العراق وتراثه من خلال لوحات وعروض تكون الازياء المادة الرئيسية فيها». وتتابع: «ان ولوج هذا المجال إلى عالم الاقتصاد يتطلب أيادي عاملة كثيرة ومشاغل وتهيئة مستلزمات السياسة التجارية التي نفتقد لها لحد الآن».