فواز غرويوزي.. المبدع الجريء في عالم الساعات والمجوهرات

TT

بين الوقت والحركة علاقة عضوية، متشابكة ومتداخلة، رفعها فواز غرويوزي الى مستوى الابداع المطلق. فحين يجلس هذا المبدع الى طاولة العمل، يصبح ساحرا يحول كل ما يلمسه الى قطع فنية رائعة، وهذا ما ينطبق على آخر إبداعاته التي أعلنت عنها دار «دو غريزوغونو» في جنيف، خلال معرض بال الأخير، باسم «لوكيو ريبيتتزيوني مينوتي» L"Occhio Ripetizione Minuti، التي أقل ما يمكن أن يقال عنها انها تحفة نادرة في عالم الساعات، تتميز بالترف والفنية من جهة، وبالجرأة والتجديد من جهة ثانية. وهذا طبيعي بالنسبة لدار عريقة مثل دار دوغريزوغونو، التي أصبح اسمه رائداً في عالم المجوهرات الراقية، وعَلَما في صناعة الساعات، على الرغم من اعترافه، في وقت سابق، بأنه لم يكن ميّالاً لهذا المجال من التصميم «في تلك الفترة، كنت أكره الساعات، كانت بمثابة مؤشر الى الوقت ليس أكثر... لم تكن تفرق عندي سواء كانت ساعة سواتش أو باتيك فيليب» لكنه مع الوقت تحول إلى مبدع يشار له بالبنان في مجال صناعتها، وتميز أسلوبه في تصميمها بإيقاعات تتراقص على عقارب من التجديد والابتكار أثارت إعجاب محبي الجمال والأناقة، واحترام صناع المنافسين على حد سواء.

الجميل في الدار أنها لا تتوقف عن العطاء ولم تكتف بنجاح واحد، وفي كل مرة كانت تطرح موديلا جديدا لا يقل إبداعا وجمالا عما سبق. فقبل «لوكيو ريبيتتزيوني مينوتي» L"Occhio Ripetizione Minuti. حققت ساعة «لانسترومونتو غراندي» L"instrumento Grande هي الأخرى نجاحاً باهراً. وكان أهم ما ميزها انها جاءت بقَطْعٍ موّحد وبشكل مستطيل، كما أن احجامها وتقبباتها أصبحت شكلا يحتذى به، كذلك فتحتها على حافة العلبة التي تسمح بمشاهدة الحركة والمعيار من زاوية جديدة. إضافة إلى كل من ساعة دوبيو Doppio القابلة للانعكاس مع كرونوغراف وتاريخ كبير وفتحة توقيت مستقل، وساعة «نسترومنتو نوميرو اونو» Instrumento No Uno التي أطلقت في معرض بال العام 2000، وهلم جرا. فدو غريزوغونو نجحت وبقوة غير متوقعة منذ أول ابتكار لها، وفي غضون خمس سنوات فقط، أصبح ابتكار الساعات، بالنسبة لفواز غريوزي طبيعة ثانية. والسر في ذلك، جرأته وتحديه للقواعد والتقاليد المتبعة، إلى جانب مخيلته الواسعة، وإلا ما كان سيتبوأ هذه المكانة الرفيعة في عالم لا يقبل إلا «الزبدة»، وما كانت امبراطوريته ستتسع بهذا الشكل القياسي، في معظم عواصم العالم، بدءا من نيويورك، باريس، لندن، جنيف، إلى هونغ كونغ، بورتو سيرفو، وموسكو، وستتبعها قريباً محلات جديدة في كل من سنغافورة، طوكيو، ساو باولو، وميامي، ولما كانت النجمات وسيدات المجتمع تتسابق على اقتناء قطعة من تحفه الفنية، سواء كانت من الذهب أو من الأحجار الكريمة، أو من الماس الأسود أو مادة الغالوشة، المأخوذة من عالم الأسماك، وغيرها من المواد المترفة والمبتكرة.