أكثر من 11 ألف دعوى في المحاكم المصرية: زوجي خرج ولم يعد

TT

حسب إحصائيات أخيرة لمحكمة الأحوال الشخصية المصرية، هناك أكثر من 11 ألف دعوى هجر أقامتها نساء مصريات ضد أزواج غادروا بيت الزوجية من دون إبداء أسباب أو إطلاق رصاصة الرحمة، بتطليقهن ليستطعن ممارسة حياتهن من جديد. وتمتلئ محاكم الأحوال الشخصية يوميا بقصص مأساوية لهؤلاء النساء، الأمر الذي يدفع إلى التساؤل ما إذا أصبح بعض الرجال عاجزين عن مواجهة المشاكل اليومية، أو تحمل الأعباء المادية والمعنوية إلى درجة أنهم لا يجدون طريقا سوى الهرب والاختفاء؟

«الشرق الأوسط» التقت ببعض النساء اللواتي مررن بهذه التجربة المؤلمة وكانت هذه الحصيلة:

تقول ليلي عباس، 35 سنة: «تزوجت ابن الجيران بعد قصة حب طويلة وأنجبت منه أربعة أولاد، ولكن القدر كان لي بالمرصاد حيث أصبت بمرض خطير في الكبد وتدهورت حالتي الصحية وأثقلت تكاليف العلاج كاهلي. زوجي لم يستطع مواجهة الأمر، ولم يبق معي سوى ستة أشهر بعد تشخيص مرضي، ففي أحد الأيام خرج للعمل ولم يعد. كان هذا منذ ثلاث سنوات». أما سلوى عبد العليم، 32سنة، فتقول إنها تزوجت زواج صالونات، إذ تعرفت على زوجها عن طريق احدى صديقاتها، وبعد الزواج بعام واحد سافر إلى احدي دول الخليج، ولم يعد، وانقطعت أخباره عنها منذ خمس سنوات تقريبا. ويعلق محمود صلاح، أحد المسؤولين عن تقديم الإعانات في أحد البنوك الإسلامية الكبيرة بالقاهرة، ومدير صندوق الزكاة بالبنك، على هذه الظاهرة بقوله إنها «انتشرت منذ سنوات، وهي في تزايد مستمر لصعوبة الحالة الاقتصادية التي نعيشها، فكل يوم تأتي إلينا العديد من النساء لتقديم أوراقهن من أجل الحصول على الإعانة. ويرجع محمود صلاح أسباب هذه الظاهرة إلى الزواج من امرأة أخرى، «فالرجل عندما يتزوج من زوجة ثانية، ينسى زوجته الأولى وأولاده، خصوصا إذا كان عاجزا عن مواجهة متطلبات أولاده المادية، إضافة إلى أن هناك رجالا يسافرون إلى الخارج بحثا عن لقمة العيش، وهناك يتزوجون مرة أخرى تنسيه حياته الماضية، وبالتالي لا يعودون إلى الزوجة الأولى، بل وينسون حتى تطليقها، وهنا المأساة».