نصيحة من خبراء النفس والتربية: دعي طفلك يلعب ويمرح ليبدع

TT

أنصفت دراسة أكاديمية الأطفال، بتأكيدها على أهمية اللعب في تشكيل الطفل نفسياً وبدنياً، وأوضحت أن هناك إجماعاً من المتخصصين وأطباء الصحة النفسية على أهميته القصوى في وضع إطار سوي لشخصية الطفل بدءاً من شهور عمره الأولى. وكما تقول الدراسة التي أجرتها الباحثة إكرام العدوي وحصلت بها على درجة الدكتوراه إن اللعب ميل تلقائي وفطري، وكل ما على الآباء القيام به توجيهه إلى الألعاب المنظمة والمفيدة لنموه، مع عدم إهمال أهمية تعليمه تركيب بعض لعبه بنفسه، وابتداع ألعاب. وقد وصل حماس إكرام للعب إلى درجة المطالبة بإدخاله في المناهج التعليمية، ليضفي عليها طابع الإثارة والمتعة والفائدة وتحبب الطفل في الدارسة. اللعب، حسب رأيها ورأي الخبراء، ليس مجرد وسيلة ترفيه أو تدليل، بل هو وسيلة تدريب على تحمل المسئولية وتحقيق الذات، وتكوين الصداقات، واستكشاف العالم المحيط به. وتقول أن المعلم الجيد هو الذي ينجح في اكتشاف قدرات الطفل الخاصة، وأيضاً نقاط الضعف لديه، وإن كانت هذه المسؤولية تقع أيضا على عاتق الأسرة أولا مساعدته على اكتشاف مواهبه ثم صقلها، ويمكن البدء بكل بساطة بمساعدته على اختيار لعبته، من دون إغفال ترك فسحة من الحرية له في اختيار لعبته المفضلة. دور الآباء يمكن أن يكون شرح مغريات لعبة ما أو تحميسه لها. ويقسم الباحثون اللعب إلى عدة أنواع بحسب طبيعة اللعبة والنشاط الذي تحدثه على النحو التالي:

ألعاب حسية: والمقصود بها الألعاب التي تخاطب حاسة من الحواس، أو عدة حواس في وقت واحد، وتهدف إلى تعريف الطفل على الأشياء لأول مرة مثل الصوت واللون كما في اللعبة المسماة "شخشيخة" التي تصدر أصواتا وتشع ألوانا كثيرة لجذب انتباه الطفل في شهوره الأولى.

ألعاب دراسية: مثل قيام الطفل ببعض المهن وتقمص بعض أدوارا مختلفة، كتمثيل البنت لشخصية الأم (في لعبها بالدمي)، وتمثيل الصبي لمهنة الطبيب أو أحد الأعمال الحرفية أو قيادة قطار أو طائرة.

وفائدة هذا النوع من الألعاب أنه يخرج انفعالات الغضب والخوف من داخل الطفل، ولها فائدة أخرى هي تدريبه على تحمل المسئولية، كما أن هناك نظريات تؤكد قيمة هذه الألعاب في تعليم الطفل أن يلاحظ بيئته ملاحظة حقيقية. لكن بعض العلماء يحذرون من خطورة الألعاب الدرامية والتقليد إذا كان الطفل يعيش في بيئة يكثر فيها الكذب وبعض أشكال الفساد، فيبدأ الصغار في تقليد المحيطين بهم بصورة تذهل حتى الكبار.

الألعاب البنائية: وهي الألعاب التي يصنع خلالها الطفل لعبته لنفسه وبنفسه، معتمداً على بعض الخامات البسيطة من البيئة المحيطة والتي قد يكون بعضها مهملاً، وهذه ألعاب لها قيمة كبيرة في تنمية خيال الطفل وتأكيد الجانب الإيجابي والمبدع من شخصيته.

الألعاب الفنية: مثل استخدام الألوان والأوراق الخاصة بالرسم والتي يتعلق بها الطفل الموهوب، ويمكن أن يصبح الطفل فناناً متمكنا إذا ساعده الأبوان، وأيضاً إذا وجد مساعدة من المدرسة.

الألعاب البدنية: وتشمل الألعاب الرياضية وألعاب الحركة مثل الدراجة للصبي، والقفز بالحبل للإناث، وهي ألعاب من شأنها المساعدة في نمو الجسم وخلق نوع من التوافق الحركي العضلي والذهني للطفل.

ألعاب الذكاء: مثل المكعبات وبعض الألعاب الإلكترونية الحديثة.

أيضاً هناك تقسيم مناخي لبعض الألعاب مثل ألعاب الطائرات الورقية التي يكثر استخدامها في المصايف وعلى الشواطئ الساحلية.

وتشدد الدراسة على ضرورة إطلاق حرية الطفل في اللعب، طالما أن ألعاب الطفل غير ضارة بصحته، أو بإكسابه عادات سيئة مثل بعض الألعاب التي قد تسرب إليه إدمان الميسر، وهي ألعاب باتت منتشرة مع الأسف.

ومن أهم مزايا اللعب إنها تعلم الطفل قيمة التعاون، فمعظم الألعاب تشترط وجود جماعة من الأطفال، مثل المشاركة في الألعاب البنائية، ويتدرب الطفل منها على القيادة عندما يختاره أقرانه قائداً لهم، أو فقط حسن التعامل مع الآخرين وكيفية العمل ضمن فريق، وكلها أمور تنمي شخصيته وتساعده في الكبر.