للرجل نصيب من التدليل والتجميل

TT

احتكرت المرأة سوق الجمال لفترة طويلة، بينما كان أقصى ما يطمح له الرجل لتدليل نفسه وتحسين مظهره زيارة إلى حلاق الحي لقص ذقنه أو شعره، أو إلى ناد رياضي، وإذا ابتسم له الحظ وتوفر في هذا الأخير قسم خاص بالتدليك، فهذا أقصى ما يطمح له من تدليل وما يمكن أن يقبل عليه. لكن شتان بين الأمس واليوم، فما تؤكده الإحصائيات وشهادات شركات التجميل ونوادي الاستجمام أن إقبال الرجل على ما كان مقصورا على المرأة قد زاد بشكل ملحوظ، وليس غريبا أن ينافسها ويتفوق عليها في المستقبل القريب. فقد تم تسجيل ارتفاع لا يقل عن 28% كل سنة في مبيعات المستحضرات الرجالية. وعلى ما يبدو فإن هذه النسبة في تزايد لأن الرجل بدأ يستمتع بهذا الاهتمام ويكتسب جرأة، لم يكن يتصور أنها متوفرة لديه أصلا. فـ72% منهم مثلا اعترفوا أنهم يريدون تنظيف بشرتهم في صالون متخصص بشكل منتظم، ولا يرون غضاضة في ذلك، بينما نسبة أخرى تعترف بأنها تواظب على شراء مستحضرات لترطيب البشرة وتقشيرها وتعتبرها أساسية في روتينهم اليومي والأسبوعي للعناية بأنفسهم. وتعترف بعض الزوجات الخمسينيات أنهن كن يلاحظن في الماضي أن كريمات ترطيب البشرة الخاصة بهن تختفي بسرعة، ولم يكن يخطر ببالهن يوما أن أزواجهن كانوا يستعملونها خلسة، وهم الذين اعترفوا فيما بعد بـ«سرقاتهم» البريئة هاته، بعد أن استجمعوا الشجاعة لشراء كريمات مرطبة خاصة ببشرتهم علنا، وبعد أن اطمأنوا إلى أنهم أصبحوا في مأمن من أن يتهموا بالضعف او النعومة. الطريف انهم فعلا بدأوا ينافسون المرأة في سوق هذه المنتجات، وليس غريبا اننا في يوم من الأيام سنبدأ في سرقة منتجاتهم. فالرجل الأوروبي الآن يقضي حوالي ثلاث ساعات في الاسبوع للاهتمام بمظهره (بما فيه ممارسة التمارين الرياضية)، مقارنة بساعتين للمرأة، كما يصرف حوالي 529 جنيها استرلينيا في العام على هذه المنتجات، حسب إحصائية بريطانية. وكعادتها دائما لبت شركات التجميل هذه الرغبة وتسابقت على طرح منتجات خاصة به مثل مجموعة «كلارينس مان» ClarinsMen وكلينيك سكين سابلايز فور مان Clinique Skin Supplies For Men وغيرها من الشركات. وتجدر الإشارة إلى ان شركة «كلينيك»، وهي من أكثر الماركات التي يقبل عليها الرجل، كونها بدأت بمخاطبته منذ عام 1976، باستعمال لغة بسيطة وذكية. فقد عبأت هذه المستحضرات في عبوات وقارورات رجالية لا تترك المجال لأي أحد بأن يفكر أنها أنثوية أو ناعمة مما شجعه على اقتنائها. وبينما اقتصرت في الماضي على مستحضرات خاصة بالحلاقة ومرطب ولوسيون للتقشير، أصبحت الآن تخصص له حوالي 20 مستحضرا، بما فيها كريم للعيون وكريم للتسمير، والبقية تأتي. وإذا كان الكريمات قد عرفت طريقها إليه منذ سنوات بأسماء رجالية وتصاميم صارمة حتى تستقطبه وتبعد عنه أية إيحاءات أنثوية، إلا أننا لا ننكر أن تخصيص صالونات تجميل ومنتجات لتنظيف البشرة وتقشيرها خاصة به، لم تصبح متاحة له إلا في السنوات الأخيرة. وهذا ما أكدته لنا سوزان هارمزوورث، مؤسسة صالونات «إيسبا» بقولها إن هذه المنتجات «جذبت في السابق بعض الزبائن من الرجال، خصوصا أن المنتجات التي تطرحها الشركة موجهة للنساء والرجال على حد سواء، لكن في السنوات القليلة الأخيرة، لاحظنا تزايدا دراميا من حيث إقبال الجنس الخشن على هذه الصالونات والمنتجعات». ما يشجع الرجل على الإقبال على هذه المنتجعات مثل «إيليميس» Elemis و«إيسبا» Espa أنها تقدم له منتجات متخصصة مثل مجموعة«إيليميس» التي تعرف بـ«هيرو» Hero وهي مجموعة متكاملة تشمل مستحضرات الأروماثيرابي ركبت خصيصا لتنظيف بشرة الرجل وترطيبها وتنشيطها، إضافة إلى مستحضرات أخرى خاصة بالقدمين، والتخلص من الجلد الميت فيهما والعناية بالاظافر وغيرها. أما بالنسبة لـ«إيليميس» Elemis، فتجدر الإشارة إلى أن مجموعتها الرجالية استغرقت سنتين من البحوث والتجارب قبل أن يتم طرحها في السوق على أساس أنها من الجيل الجديد من المستحضرات العصرية، مثل «لاكجيري سكين آيكو فايشيل فور مين» (115 جنيها استرلينيا).

Luxury skin IQ Facial For Men وهو عبارة عن كريم لإيقاف زحف الشيخوخة وإخفاء الخطوط الناتجة عن التعب، الضغوط اليومية وقلة النوم وغيرها من التأثيرات الناتجة عن ضغوط حياة اليومية التلوث، وأسلوب الحياة العصرية على العموم. فما انتبه له الخبراء، حسب قول نويلا غابرييل، مديرة مختبرات تطوير منتجات «إيليميس» أنه من غير المعقول أن تناسب بعض هذه المستحضرات الجنس الخشن والجنس الناعم على حد سواء.

فنوعية بشرة الرجل لا بد وأن تكون مختلفة، لأن نسبة الحساسية لديه أعلى، وكذلك نسبة التعرض للأكزيما الناتجة عن التوتر والضغوط النفسية وداء الصدف، إضافة إلى حاجتها للحلاقة بشكل يومي احيانا الأمر الذي يحفز المسامات ويجعل البشرة، بالتالي تفرز دهونا أكثر. ففي كل مرة يحلق فيها الرجل دقنه، يزيح طبقتين من البشرة، الأمر الذي يجعلها عرضة للحساسية، ويزيد الأمر سوءا عندما يضع مستحضرات عشوائية يدخل فيها الكحول أو الزيوت المعدنية. وتنصح نويلا المرأة التي تريد تقديم زوجها إلى برنامج للعناية بمظهره، لكنها تجد بعض الصعوبة في ذلك، أن تبدأ ببعض الأمور البسيطة على أن تقدمها له بأسماء رجالية حتى لا يتخوف منها أو تصدمه لارتباطها في ذهنه بصور سلبية.

مثلا عوض تشجيعها له لمرافقتها إلى صالون التجميل لتنظيف بشرته، لا بأس أن تقول له إنها جلسة تدليك للبشرة. فالرجل لا يمانع ان يخضع للتدليك، لأنه مرتبط في ذهنه بالتعب وبتشنج العضلات الناتج عن حركات رياضية «رجالية» عنيفة. وتؤكد سوزان أنه بمجرد أن يجربها للمرة الأولى حتى تنمحي من ذهنه كل الصور السلبية المترسخة فيه ويقبل عليها بحماس. من أهم المنتجعات الخاصة بالعناية بالرجل وتدليله بلندن: «دي ريفاينيري» The Refinery يقدم جميع ما يخطر على بال الرجل العصري من عناية، فهذا المنتجع هو المفضل بالنسبة للمشاهير أمثال النجم الإيرلندي بيرس بروسنان، بطل أفلام جيمس بوند، وجوني فوغان، مقدم البرامج البريطاني، وغيرهما من الشخصيات المعروفة. أما إذا كنت تريد منتجعا تقليديا فهناك «جيو. إيف. ترامبر» Geo F. Trumper وهومنتجع كلاسيكي عريق يقع في منطقة «مايفير» الراقية، يعود تاريخه إلى 125 سنة، تقدم فيه معظم الخدمات من بيديكير ومانيكير، إلى حلاقة الوجه وقص الشعر، كما توجد فيه مدرسة لتعليم فن الحلاقة، حيث يتعلم الزبون من الحلاق الطرق السليمة والتقنيات الحديثة للحلاقة حسب نوع البشرة ومشاكلها. ـ «جانتلمانز تونيك» Gentlemen"s Tonic يقع هو الآخر في منطقة مايفير، ويضم محلا للحلاقة، وآخر للعناية بالبشرة والتدليك وغيرها من أمور العناية بالمظهر ككل. الطريف هنا أن كل معالجة تحمل اسم شخصية تاريخية مشهورة.