القبعات الرجالية بين الماضي والحاضر

رمز الوجاهة والروح الرياضية

TT

«القبعات ليس للنساء فحسب» هذا قرار رسمي من مصممي الأزياء والقبعات على حد سواء، كما تفرضه العملية وتؤكده المحاذير الصحية. وهذا ما نلمسه أكثر في أيام الصيف، حيث ترتفع درجات الحرارة، أو في هذه الأيام التي تشهد عدة فعاليات مفتوحة أولها مسابقات خيول «الداربي» وأسكوت. فرغم أن المرأة هي أكثر من ينفق عليها ويغيرها حسب المواسم والمناسبات، وبالتالي ينعش سوقها، إلا أن الرجل أصبح أيضا يولي اهتماما لها خصوصا إذا كانت المناسبة تستدعي ذلك. ولا نعني هنا قبعة «البايسبول» فقط، التي يقبل عليها الشباب كلما أصيبوا بالحيرة أو القلنسوة اللاصقة على ظهر جاكيت، بل على كل أشكالها. سبب هذا التزايد في الإقبال عليها أيضا يرجعه البعض إلى تشجيع المرأة للرجل عليها وتزيينها له، إضافة إلى رغبته في العملية وحاجته للوقاية سواء من حرارة الشمس أو من الأمطار الخفيفة التي قد تفاجئه خلال قيامه بنشاطاته في الهواء الطلق. وكان من البديهي أن ينعكس هذا الإقبال على التصاميم، التي تنوعت ما بين تصاميم قبعة «بنما» الكلاسيكية إلى قبعة رعاة البقر (الكاوبويز) وطبعا قبعات «داربي»، وإن كان الإقبال الأكبر لا زال على قبعة «البايسبول» الرياضية، ربما لأن نسبة الشباب أكبر. وتقول القصة ان الرئيس الراحل كينيدي كان احد اهم اسباب تراجع إقبال الرجل على القبعة عندما قدم خطابه في عام 1961 من دونها. لكن لا يمكن ان نتجاهل أيضا أن السبب يعود إلى انتشار استعمال السيارات للتنقل عوض المشي، وانتفاء حاجته إليها لوقايته من تقلبات الطقس، عدا عن تغير الثقافة الاجتماعية التي تخلت عن الكثير من الرسميات في السنوات الأخيرة، بدءا من البذلة الرسمية في أماكن العمل إلى القبعة. نستثني من هذه المناسبات سباق خيول الداربي وأسكوت الذي تبقى فيه اكسسوارا اساسيا. بل يذهب المراقبون إلى القول بأن بعض الرجال ممن لم يتعودوا عليها أو يشعرون بالخجل من ارتدائها في الأيام العادية، يجدون في هاتين المناسبتين فرصة لإشباع هذه الرغبة من دون حرج. إذا كنت واحدا من هؤلاء وتقتصر معرفتك على القبعات العالية الخاصة بحفلات الزفاف أو بقبعات القش الخاصة بنزهة على البحر، فعليك ان تنتبه إلى أن مسابقات الخيول، وما تعنيه من اجتماعيات، لها إيتيكيت خاص، إذ يفضل أن تكون مصنوعة من القش لتعطي فرصة للتنفس وأيضا للحماية من أشعة الشمس. أما للأيام الباردة، فيفضل اختيار قبعات مصنوعة من اللباد لأنها تعطي الدفء اللازم. أما كيف يمكن ارتداؤها بأناقة العارفين، فسهل وذلك بأن تتأكد من أنها تقسم الجبين إلى جزءين، كما يجب ان تجلس على الرأس بسهولة بمجرد شدها من الوراء. التصميم المناسب مهم جدا، فهو لا يزيد من وجاهة صاحبها فحسب، أو يقيه من مخاطر الأشعة فوق البنفسجية، لكنه ايضا يعكس شخصيته، ويدخل بعض المرح إلى روحه ومظهره، لا سيما وأن التصاميم تحسنت كثيرا، وما كان البعض يتخوف منه في السابق، أدخلت عليه لمسات شابة مثل قبعة «الكاوبويز» التي اصبحت أقل ارتفاعا من الوسط وغيرها من اللمسات العصرية.