سباق الانطلاق إلى العالمية بالجنون والابتكار

إنها لندن، إنه أسبوع الموضة، لكنه ليس أسبوع الموضة الذي يعرض فيه المصممون البريطانيون مرتين كل سنة على غرار باقي العواصم العالمية، بل أسبوع خاص بالطلبة والمتخرجين في هذا المجال من اكثر من 35 جامعة يتنافسون على لقب أحسن مصمم (أو مصممة) متخرج حديثا وعلى 20000 جنيه استرليني لا شك ستساعده على بدء حياته المهنية وإرساء اسمه. فهذا الأسبوع الذي ولد في عام 1991 كبر وتطور وأصبح مطمح كل متخرج يريد أن ينطلق إلى العالمية. فمنه انطلقت اسماء جون غاليانو، فيبي فيلو، ألكسندر ماكوين، ستيلا ماكارتني، جوليان ماكدونالد وكريستوفر بايلي (مصمم دار بيربيري) وكليمنتس ريبيرو وآخرين.

انتهت هذه الفعالية يوم الأربعاء الماضي، بعد أربعة أيام حافلة قدم فيها ما يقارب من 1000 طالب وطالبة إبداعات في عدة مجالات، بدءا من الرسم على النسيج، إلى غزل الصوف مرورا بأزياء نسائية ورجالية وأخرى خاصة بالأطفال، فضلا على فن التسويق وغيرها من الأمور التي تتعلق بصناعة الموضة. الممول للأسبوع هذه السنة كان محلات «ريفر آيرلاند» التي لها حوالي 200 محل مترام في شوارع الموضة البريطانية، مع العلم أنها توفر أكثر من 40 وظيفة لهؤلاء المتخرجين الموهوبين كل سنة. ففريقها الفني المكون غالبا منهم ينتجون أكثر من 15000 تصميم كل سنة تباع في محلاتها. المتابع لهذا الأسبوع لا بد وأن يلاحظ أن الإيحاءات كانت متنوعة، وإن كان أغلبها من الحياة البريطانية، فليزا جينكس مثلا من جامعة نورثهامبتن، استلهمت الصور التي رسمتها على أزيائها من شخصيات تلفزيونية يعرفها أي متابع للمسلسلات، نذكر منهم نجمة الستينات والسبعينات بنيلوبي كيث. كما شمل الأسبوع مجموعات جميلة تشمل فساتين لجينفر بوينر، وتنورات بألوان قوس قزح، وكذلك الأمر بالنسبة لكايتي ميللر. في حين قدمت سونيا ميلز من معهد الفنون ببورتموث، مجموعة شهية خاصة بالاطفال. وطبعا احتراما للتقليد المتعارف عليه في هذه العاصمة والذي يتلخص في مقولة «الجنون فنون» فقد قدم الطلبة تصاميم في منتهى الغرابة والمرح تذكر بجنون غاليانو وماكوين. لكن السؤال هل ما زالت الغرابة تبيع؟ ربما تكون هذه المناسبة الاستثناء الوحيد.