الفضة للنساء والرجال في أعمال المصرية وهاد أحمد

TT

روح شرقية في تصاميم مجددة وخامات طبيعية تدخل فيها قطع من الصخور وأشكال متحجرات الى جانب الكريستال والاحجار الكريمة وقطع نقود قديمة مع منحوتات صغيرة لأحصنة وأسماك وفراشات وورود تشكل مجموعات الحلي الفضية التي تصنعها الفنانة المصرية وهاد احمد، التي استطاعت في مدة قصيرة ان تثبت أقدامها في عالم مشغولات الفضة، فهي تؤمن انها كخامة قادرة على مجاراة خطوط الموضة في الاكسسوارات بكل ما تحتويه من ألوان وتصاميم وأشكال وخامات. والفنانة وهاد احمد كما تصف نفسها «عاشقة للفضة» ومنذ طفولتها، وبخلاف بقية الفتيات في عمرها كانت تفضل ان تلعب بالخامات وتبتدع لنفسها اكسسواراتها الخاصة بدلا من ان تلعب بالدمى. وقد قررت ان تعزز هوايتها هذه بالدراسة لتحصل على ماجستير في صناعة الحلي ومكملات الزي ثم دكتوراه في الاختصاص نفسه وهي حاليا مدرسة في المعهد العالي للفنون التطبيقية قسم الموضة والحلي والاكسسوارات وعضوة في عدة جمعيات فنية منها جمعية أصالة لرعاية الفنون التراثية. وتنظر وهاد الى الفضة كخامة حية ومعاصرة، ففي معرضها الاخير الذي اقيم في المركز الروسي في القاهرة بمناسبة عيد الربيع قدمت مجموعة مشغولات فضية في اشكال مستوحاة من الورود الربيعية واستعملت فيه تشكيلة من الاحجار الكريمة الملونة مثل المرجان الاحمر والكوارتز الوردي والعقيق الاخضر. إضافة إلى عشقها للفضة هناك سبب آخر لا تنكره وهو أن أسعار الذهب ارتفعت بشكل كبير مما يشكل صعوبة مادية في عمل تشكيلات فنية من الذهب مع صعوبة تسويق هذه المنتجات.

في معرضها القادم المقرر في يوليو (تموز) تنوي تقديم مجموعة حلي فضية خاصة للرجال في خطوة جديدة ومجددة، وتضم أحزمة فضية وقداحات وعلب سجائر ودبابيس لربطات العنق، في حين تغيب الخواتم عن المجموعة، فهي «غير مقتنعة بالخواتم للرجال» كما تقول، وسبق لها ان عرضت قبل عدة اعوام في فرنسا تشكيلة تضم أحذية فضية وحقائب للنساء طارقة بذلك بابا جديدا في التعامل مع الفضة لاقى استحسانا جيدا «في كل معرض لي أحرص على تقديم جديد يختلف عما هو موجود في السوق، وقد بدأت منذ فترة بعض محاولات تصميم حلي للرجال وجاء الأوان لعرضها في المعرض القادم، وللعلم فإن تصميم الحلي للرجال أصعب بكثير من تصميم الحلي للنساء لأن الشغل الرجالي يحتاج إلى مجهود أكبر خصوصا لقطع معينة مثل دبوس ربطة العنق». ولا تقتصر علاقة وهاد بالفضة والفن عموما على الحلي فقط، اذ تشارك في تصميم ازياء واكسسوارات لأعمال مسرحية تلفزيونية منها مسرحية «منمنمات تاريخية» التي اخرجتها نضال الاشقر عن نص سعد الله ونوس، الى جانب تجارب تشكيلية مع لوحات مطعمة بقطع من الفضة. وما يشجعها على تقديم المزيد أن الذين يقبلون على تصاميمها من عرب وأجانب يتمتعون بذوق خاص فيما يتعلق بالحلي ذات التصميمات التي تحاول المزج بين الأسلوب الغربي والموتيفات المصرية والشرقية المستوحاة من الزخارف الإسلامية والعربية والفرعونية، لذلك تحرص ان تستوحي أشكال أعمالها من التراث والحضارة الإسلامية والعربية في محاولة تتعدى ارضاء متطلبات السوق بل تسعى، كما تصفها، الى الحفاظ على تراث المصوغات الفضية والمضي معها بجرأة لمنافسة الاسواق العالمية، مع العلم أنه سبق لها ان عرضت اعمالها في نحو 7 معارض، في إيطاليا وفرنسا وألمانيا وأميركا ودبي والسعودية ولبنان لاقت رواجا كبيرا.