هذا يثير الغضب.. وما الحياة غير تعليم؟

منى الغصين

TT

«التعليم لا يعني التخلي عن التقاليد او الثقافة. بل على العكس يعزز ويزيد من فهم المرء لتاريخه» .. ما دفعني لكتابة فقرة ألفت فيها لهذه الحقائق أنني تلقيت قبل ايام رسالة الكترونية اغضبتني وأحزنتني للغاية. فقد حصلت كاتبة الرسالة الشابة على تقدير بلغ 90% في شهادة انهاء الدراسة الثانوية. وكان من الواضح انها في غاية الذكاء اكاديميا، وارادت استكمال دراستها الجامعية ولكن، لسوء الحظ، رفض والداها استمرارها في التعليم لعدم وجود ما يبرر ذلك.

يا إنسان.. من المؤلم ان تحرم من التعليم العالي لأنك امرأة. وللاسف، ما زال البعض يعتبر تعليم المرأة «شراً غربياً».

.. ياللهول، فأبسط ما يقال عن التعليم أنه جزء من التطور. والتعليم هو الذي يجعل اية دولة اكثر ثراء بتقديم الاسس للاختراع والتقدم والابحاث. وهو يجعل من دولة ما اكثر اعتمادا على قدرات شعبها بغض النظر عن الجنس. ومن خلال التعليم حقق العالم التقدم في كل المجالات، من الطب الى صناعة التجميل، من الاتصالات الى السفر، من التسلية الى العلوم، من الزراعة الى الهندسة المعمارية.

ولكن ما زالت أدمغة في العالم العربي تنشر هذا الاحساس بالخوف بخصوص تعليم المرأة انطلاقا من الاعتقاد الخاطئ ان ذلك «سيقضي على الدور التقليدي الذي حدده الرجل لها». او لأن التعليم «سيقضي على الاخلاق». ولا يسعني الا الاعتراف انني دهشت من التصور التقليدي ان المرأة، بغض النظر عن مؤهلاتها، تحتل المرتبة الثانية بالنسبة للرجل في مجال الوظائف. وهذا ليس فقط غير عادل ولكنه رؤية قصيرة النظر للغاية بالنسبة لأي دولة لانها تضعف المواهب المتوفرة، وهو الامر الذي يعني عدم التميز.

مما لاشك فيه ان هناك الكثير من الاخطاء في الغرب، ولكن الامر الذي اعجب به هو الاحتفاء بالمواهب والقدرات.

فزعيم لحزب سياسي يحاول دائما احاطة نفسه بأفضل العقول بدلا من افراد من الدرجة الثالثة. وتسعى الشركات التجارية لتوظيف افضل الخريجين بغض النظر عن جنسهم او عنصرهم او ديانتهم. ولكن في العالم العربي نشعر بالخجل من القدرات سواء بحجة الجنس او، وهو الامر الاسوأ،ء عدم الرغبة في توظيف اي شخص يكون اكثر انتاجية او قدرة من رئيس العمل.

مثل هذا النظرة تؤدي الى اضعاف تقدم الدولة ولاتخدم العالم العربي، ونظرة العالم له. تملك المرأة دورا قيما، وحرمانها من التعليم العالي من منطلق مفاهيم تقليدية خاطئة لهو جهل وخطر.