فرحة العيد تكتمل بكل ما هو جديد

TT

بدأ العد التنازلي للعيد، وتحولت معظم البيوت العربية إلى ما يشبه ورشات عمل تحضر لاستقباله حتى يأتي في أحسن حلة، بدءا من تحضير الحلويات والكعك وتجديد الديكورات الداخلية، إلى تسوق ملابس الأطفال. فالصغار جزء لا يتجزأ من العيد، بل هم بالنسبة لبعض الأسر، أهم ما فيه. ولا يختلف والدان أنه ليس هناك ما يدخل السعادة على قلبهما مثل رؤية طفل ونظرات الفرحة تكاد تقفز من عينيه مثل الزغرودة، يتباهي بملابسه الجديدة تارة، ثم وهو يتلقى «عيديته» ويحسبها تارة اخرى، لينطلق لشراء كل ما طابت له نفس من حلويات او نحو الملاهي. فمهما كبر المرء، واصبح أبا أو جدا، يكون لديه مخزونا من الذكريات الدافئة عن فترة الطفولة والعيد وما يرافقهما من أحاسيس جميلة، يحاولون استعادة بعض من لذتها، أو عيشها من خلال اعين وفرحة فلذات اكبادهم. فكيف إذن يبخلون عليهم، مهما وصل بهم شح الإمكانيات، ورغم جشع بعض التجار واستغلالهم لهذه الاحاسيس وهذه المناسبة أكبر استغلال؟

هذا في الحياة العامة، أما في عالم الأزياء وما نراه في المحلات التجارية، فالأمر لا يختلف كثيرا، وإن كانت اللغة تختلف نوعا ما. فالملاحظ في عروض الأزياء العالمية أنه كلما اراد أي مصمم ان يذوب قلم محررات الموضة، يقوم بإرسال عارضاته مع طفل أو أكثر، ليكون له فعل السحر على كل الحضور، إذ فجأة تعلو محياهم الابتسامات وتختلط شهقاتهم مع تصفيقاتهم. وهذا ما فعله جون بول غوتييه ولورا بياجيوتي ونانيت لابور وغيرهم في عروضهم الأخيرة. أما عن التصاميم نفسها، فهي لم تأت مختلفة كثيرا عن أزياء الكبار، فالتفاصيل الطفولية البريئة قد اختفت تماما، أو تم تخفيفها، كما أن الألوان والأقمشة اصبحت جزءا من موضة الكبار، ربما لأن هؤلاء من يشترون ويختارون انطلاقا من قناعتهم ان مظهر صغارهم يعكس مظهرهم، ومركزهم الاجتماعي والمادي وطبعا ذوقهم. ولأن المصممين يعلمون تماما أنهم لا يخاطبون الصغار بقدر ما يدغدغون كبرياء الكبار، فإنهم يراعون هذه النقطة وينفذونها بحذافيرها. ولا تختلف هذه الثقافة في مناسبة العيد، فهو بالنسبة للبعض مجرد منبر آخر للتباهي أو تدليل الأطفال بشكل مبالغ فيه.

وإذا كانت العقلية السائدة في الأحياء الشعبية ما زالت هي إدخال الفرحة إلى قلوب الصغار بالممكن، غير مبالين، أو ربما لم يسمعوا، بالماركات العالمية، انطلاقا من قناعتهم بان المهم ان تكون الملابس جديدة وتدخل السعادة إلى قلوب الصغار، فإنها في أوساط اخرى تخضع لإملاءات الموضة العالمية، ولا تتنازل عن كونها بأسماء مصممين يفضلهم الآباء والأمهات ويلبسون لهم، بدليل ان كريستيان ديور، كريستيان لاكروا، بلو مارين، لورا بياجيوتي، جون بول غوتييه، وهلم جرا اصبحت لهم نسخا مصغرة تناسب صغارهم، كل ما يختلف فيها هو الحجم وكمية القماش المستعملة. فالإيحاءات البحرية، والإثنية والخمسينية وملابس البحارة كلها كانت حاضرة مثلا هذا الموسم، حتى تتيح لكل افراد الاسرة تبني مظهرا موحدا تكتمل فيه الصورة وتبدو منسجمة مع بعضها البعض. هذا عدا انه اصبحت للأطفال، بعد سن العاشرة، عروضهم الخاصة التي تجري في عواصم الموضة العالمية، كما أصبحت لهم مجلات، على شاكلة مجلة «فوغ» النسائية تتكلم لغتهم، وتطلعهم على آخر مستجدات الموضة، وآخر اخبار المشاهير والنجوم، إضافة إلى ابواب يكتبها من هم في سنهم عن تجاربهم وأحلامهم، الأمر الذي يشير إلى ان هؤلاء الأطفال سيكبرون وتكبر معهم احلامهم وشهيتهم لكل ما هو غال وثمين. لكن لو سألنا اي طفل (أقل من سن العاشرة) عما يفضله، فسنكتشف، لا محالة، انه لا يهتم أو يبالي باسم المصمم بقدر ما يهتم ان تكون ملابسه جديدة بألوان زاهية تضاعف من فرحته في العيد وتجعله يشعر بأن هذه المناسبة له دون سواه. الإيحاءات البحرية

* تعرف هذه الموضة تجديدا كل موسمي ربيع وصيف، هذه المرة لم ينس جون بول غوتييه أن الإجازة تعني الأسرة بكاملها وليس أفرادا بعينهم حتى تأتي الصورة جميلة على شواطئ سانت تروبيز والريفييرا. زي الطفلة هنا يحاكي زي والديها، فهو مكون من تنورة واسعة مع «توب» مقلم مستوحى من موضة البحارة بحواش من الدانتيل فوقه صديري من المخمل.

إيحاءات الطبيعة المتفتحة

* سواء كانت على شكل أزهار أو أوراق شجر، كانت الطبيعة منجما غنيا غرف منهم العديد من المصممين هذه السنة للكبار والصغار على حد سواء. وإذا كان الهدوء المفضل بالنسبة للكبار، فهي كلما كانت زاهية الألوان كلما ادخلت البهجة على الصغار. في تشكيلة «آي بينكو بالينو» جاءت على شكل ورد التوليب، بينما اختارت دونا كاران الوانا هادئة كأرضية لباقات الورد المتنوعة على فساتين من الشيفون والقطن.

إيحاءات إثنية

* ركب هذه الموجة معظم المصممين بدءا من «ميس بلومارين» إلى أغاثا روز دي لابرادا مرورا بجون بول غوتييه. وكما للكبار، فقد استقيت من حضارات بعيدة تغلب عليها الألوان الدافئة والنقوشات الغنية سواء في فساتين الصيف الخفيفة أو في أزياء الشتاء السميكة. هذا الزي مكون من كنزة منقوشة مع «توب» مقلم وتنورة مبطنة منقوشة بورود صغيرة الكشمير والفرو لم يعد حكرا على الأم، فصغيرتها ايضا يمكن ان تستمتع بجمال ودفء هاتين الخامتين، وإن كان الفرو مقصورا على الاصطناعي.

* زي مكون من كنزة من الكشمير بحزام مرح، وتنورة من صوف الكشمير ايضا مع قطعة فرو اصطناعي تلف حول العنق تزيد الزي جمالا وتحمي العنق من لسعات البرد.