عندما تجتمع الإمكانيات والذوق الرفيع.. أنت نجمة بلا منازع

TT

أساليب كثيرة ومتنوعة تمنحنا مساحة واسعة للاختيار وحق معانقة اي موضة تناسب شخصيتنا وذوقنا بلا تحفظ . المشكلة الوحيدة التي قد تواجهها بعض الشابات، هي ضعف الإمكانيات المادية. إذا كنت من هؤلاء ولا تستطيعين اقتناء فستان من رولان موريه أو أوسكار دي لارونتا، أو قطعة مجوهرات فريدة بتوقيع فواز غريوزي أو شانيل، فالبدائل كثيرة وكل ما تحتاجينه هو حس فني وذوق رفيع وذكاء في طريقة التسوق.

أناقة الأسود

* أخيرا حكم المصممون، وسمحوا للون الأسود بالعودة، بعد تكهنات كثيرة باختفائه وموته. فمنذ عرض ميوتشا برادا الذي طغى فيه هذا اللون على أي لون آخر بعد مواسم عدة من الوان الطبيعة المتفتحة والصارخة أحيانا، وهو العرض الذي كان غريبا ومفاجئا حينها، أصبح بين ليلة وضحاها موضة رسمية، رغم أن أحدا لم يكن يتصور أن يعود بهذه السرعة، فدورة الموضة هي عشر سنوات وليس أقل. لكن كما تعرف كل امرأة، فهو لم يختف تماما رغم قرارات المصممين ومحاولاتهم المستميتة إغراءنا بنسيانه. عودته في الحقيقة هي بتشجيع وإيحاء من المرأة التي ظلت وفية لهذا الصديق الذي يمنحها الرشاقة عندما تحتاج إليها، والأناقة السهلة الممتنعة عندما تضيق بها السبل. وهذا يدل على أنه عندما تريد المرأة شيئا تحصل عليه، وأنه بيدها ان تنجح موضة أو تفشلها إذا صمدت فعلا في وجه إملاءات الموضة، أو بالأحرى صرعاتها. الجديد في الأسود اليوم، مقارنة بأسود الأمس، استعمال الاقمشة المترفة التي تم مزجها ببعضها مثل الكاشمير والحرير والمخمل والدانتيل إضافة إلى التفاصيل الدقيقة التي زادته أناقة وجاذبية إلى جانب التصميم المتجدد. في المساء والسهرة، ومنذ أن لبسته النجمة أودري هيبورن في فيلم «إفطار في تيفاني»، والفستان الأسود البسيط هو السيد. الجميل فيه انه حتى إذا كانت كل الحاضرات قد لجأن له، فإن المرأة تتقبل الأمر ومنافسة غريمتها وهي تختال فيه برحابة صدر عكس عندما تلبس فستانا بلون معين وتجد أخرى في نفس اللون. في ما يتعلق بالاكسسوارات استمتعي بها أيضا بهذا اللون، فقط أبدع فيها المصممون وطرحوها بأشكال وتصاميم تتباين بين الحديث والقوطي حيث استعمل فيها العقيق والذهب الأسود واللؤلؤ التاهيتي بل وحتى الماس الأسود. فخامة روسيا القيصرية

* روسيا كانت وجهة العديد من المصممين خلال عروض موسمي الخريف والشتاء الحاليين، بدءا من غاليانو إلى شانيل وكريستيان لاكروا وشيرير إلى جوليان ماكدونالد وجون بول غوتييه مرورا بأوسكار دي لارونتا وديان فون فورتنسبورغ وغيرهم. فالفرو والجلود والأقمشة المقصبة بخيوط الذهب والفضة كانت حاضرة بقوة سواء في التصاميم المستوحاة من ملابس الريف «البوهو» او قبعات القوقاز وألوانهم، أو من أناقة الأميرات وسيدات المجتمع في بيترسبورغ، كما صورتها عدة روايات من الأدب العالمي، أو كما رأيناها في فيلم «دكتور جيفاغو». ولم يبد على أي مصمم انه يعتذر عن هذه الفخامة المبالغ فيها إلى حد ما، فهي بالنسبة لهم تخاطب شريحة مهمة من النساء، شريحة تنحدر من اوروبا الشرقية وتمتلك ثروة تسمح لها أن تفرض رأيها وذوقها، لاسيما أنها أيضا لا تشعر بالحرج من استعراض هذه الثروة والجاه بل وتريد ما يعكسها، سواء بإقبالها على كل ما يحمل اسم مصمم معروف بالخط العريض، أو كل ما يبرق ويجذب الانتباه. أغلبية المصممين يريدون إرضاء زبوناتهم، لذلك جاءت رغبة هذه الشريحة واضحة. لكن إذا كنت لا تميلين إلى المبالغة فإن هذه الموضة رائعة بجرعات خفيفة. وهي بلا شك أزياء ستدخل بعض الدفء على شتائنا وخزانة ملابسنا. في النهار يمكن الاكتفاء بوشاح من الفرو على الأكتاف (من الفرو الصناعي إذا كانت الإمكانيات لا تسمح، على شرط ان يكون بنوعية جيدا حتى لا يبدو رخيصا) أو قبعة مع معطف بياقة عالية وحذاء عال إلى الركبة (بوت) للحصول على هذا المظهر، أما في المساء فمن الممكن بعض المبالغة والاستمتاع بالذهب والأزياء المقصبة والإكثار من الاكسسوارات، وإذا لم تكن لديك الإمكانيات لتعكسي ثراءك، فعلى الأقل يمكنك أن تعكسي جانبك الغجري بفن وجمالية. حتى تتقني هذه الموضة مساءً عليك ان توحي بالترف والفخامة، وليس هناك أفضل من اكسسواراتك لهذا الغرض. معظم دور المجوهرات تلقفت الإيحاءات الروسية والشرق اوروبية وطرحت عدة مجوهرات تتماشى مع هذه الموضة سواء من حيث التصميم أو الأحجار، فاختاريها بدقة وتلاعبي بها حسب ذوقك ومزاجك.

أناقة الألوان

* عودة الأسود لا تعني تراجع الألوان المتوهجة ذات التصاميم الجريئة، فهي ما زالت تعتبر عمودا أساسيا في موضة هذا الموسم. فألوان الشتاء، كما تعرفين، لم تعد تتقيد بدرجات معينة، وانتفت، منذ زمن، الفروقات بين ألوان الصيف والشتاء. فكل شيء جائز في عالم الموضة على شرط ان تتلاعبي بها بذوق وتعكسي من خلالها الجانب المبدع في شخصيتك. ولا تنسي أيضا أن الفروقات بين التفاصيل الخاصة بالنهار وتلك التي تتماشى مع مناسبات السهرة هي الأخرى انتفت وأصبحت خبرا من الماضي. يمكنك حاليا ان تلبسي كنزات صوفية مرصعة بالأحجار والخرز والترتر، أو تنورة من الشيفون في النهار من دون ان يبدو مظهرك نشازا، بل أنت مطالبة بإدخال بعض اللون عليه حتى تتألقي وتضفي على وجهك بعض الضوء الذي يمتصه برد الشتاء. معظم دور الأزياء التي نستعملها كبوصلة لمعرفة آخر المستجدات، مثل بيربيري، ديور، كريستيان لاكروا، أوسكار دي لارونتا، وهلم جرا، استعملوا الوانا بدرجات درامية مثل الأرجواني، والقرمزي والخوخي والأخضر، وحتى الاصفر مع اقمشة المخمل والكريب والشيفون... نعم سيدتي للشتاء، لذا لا تفكري طويلا وتضعي أمامك عوائق غير موجودة، فقط اسبحي في هذا الشلال الرائع من الألوان كلما شعرت بالملل من الأسود أو شعرت بحالة اكتئاب من جو الشتاء الرمادي الكئيب. أما إذا كنت لا تتمتعين بالجرأة المطلوبة، فيمكنك الاكتفاء بالمجوهرات، وما أكثرها وأجمل الوانها، فقد استعملت فيها أحجار الزمرد والتورمالين الوردي الغامق، والياقوت والتانزانيت.. واللائحة طويلة. إذا كنت شابة فنسقيها مع ازيائك المتوهجة بفنية، لا سيما أن التضارب والفوضى يعطيانك إطلالة مبتكرة. أما إذا كنت كلاسيكية فيمكنك تنسيقها مع فستان اسود أو اي لون آخر على شرط ان يكون أحاديا. أناقة الزمن الجميل

* العصر الذهبي للسينما كان أيضا مصدر إلهام للعديد من المصممين لا سيما في ما يتعلق بأزياء السهرة والمساء الناعمة التي تستلهم خطوطها من الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي. فقد نجح المصممون في مزجها باقمشة الشيفون والساتان والحرير وبالتطريزات الخفيفة من الترتر والخرز أو الريش والفرو، التي تتراقص مع انعكاسات الضوء لتضفي على العارضات ألقا وجمالا. وربما تكون العاصمة التي أبدعت اكثر في هذه الموضة هي نيويورك، ربما لجغرافيتها القريبة من هوليوود. فأوسكار دي لارونتا وكارولينا هيريرا تفوقا فيها، لكن هذا لا يعني ان الأوروبيين لم يبرعوا فيها أيضا، فجيورجيو أرماني الذي يغازل النجمات منذ زمن، إلى حد انه يكاد يتخصص في السنوات الأخيرة في الفساتين التي تليق بالسجاد الأحمر في المقام الأول، أي بالحفلات الكبيرة مثل مهرجان «كان» وحفل توزيع جوائز الأوسكار وغيرها، طرحها من الساتان والحرير تعانق الجسم بانسيابية متقنة من شأنها أن تضعف مقاومة أي واحدة تريد ان تتألق حتى وإن لم تكن نجمة بحجم جوليا روبرتس أو بيونسي. الجميل في هذه الأزياء انها في غاية الرومانسية والعصرية في الوقت ذاته، لانها تخلصت من الكشاكش والطيات المعقدة والتفاصيل الكثيرة لتخاطب شرائح أكبر. ما لم تكن فكرة أن يغمرك اللون الذهبي من رأسك إلى أخمص قدميك تروق لك، فيمكنك تطعيمه بقطع اخرى كأن تكتفي بتنورة مع قميص أو بلوزة بلون آخر أو كسر حدته بحزام بلون الشوكولاتة، وتذكري أن اللون الفضي هو الآخر له نفس التأثير.

هذا المظهر لا يحتاج إلى المبالغة في استعمال المجوهرات، بل فقط التركيز على جودتها وجودة أحجارها بدءا من الماس بكل الوانه، إلى الذهب والبلاتين، مثل اقراط الاذن والبروشات والعقود المرصعة بالأحجار الكريمة. إذا كانت لديك مجوهرات ملونة فلا بأس إذا كان يغلب عليها الذهبي، أو الأحجار القريبة من لون الفستان، مثل السيترين أو الألماس إذا كان فضيا، أي الفستان. الكل يرتدي قلادة أو عقدا هذه الأيام، سواء كانت فتاة صغيرة أو امراة ناضجة، فهي مطروحة بألوان وأشكال متنوعة وبأسعار متباينة تخاطب جميع الإمكانيات. لكن في الوقت الذي يمكن فيه للصغيرة ان تختار أي شيء من دون أن تتعرض للنقد إن أخطأت، فهي ما زالت تتعلم، إلا ان الأمر يختلف تماما بالنسبة للمرأة الأكثر نضجا، التي عليها اختيارها بدقة. فالهدف منها هي تأطير وجهك بشكل جذاب وتزيده شبابا، وفي الوقت نفسه أن تصرخ بأنك تتمتعين بذوق رفيع، وربما بإمكانيات مادية كبيرة، إذا تعاملت معها بذكاء.