الحذاء وسيلة راحة بالنسبة للرجل.. ومرآة لمكانته وشخصيته بالنسبة للمرأة

TT

إذا سألت أي امرأة عن أول ما يجذب انتباهها في مظهر الرجل، ويحدد انطباعها عنه، ستجيب بلا تردد: حذاؤه!.. وحسب ما أكدته الكاتبة الأمريكية، ميغان كليري، في كتابها «المقاس المثالي: ماذا يقول حذاؤك عنك»، فإنه، أي الحذاء، لا يعكس مركز الرجل الاجتماعي والمادي أو ذوقه فحسب، بل أيضا قد يبوح ببعض أسرار شخصيته وميوله. أطرف ما جاء في الكتاب تقسيمها الرجال إلى فئات حسب اختيارهم لأشكال وأنواع أحذيتهم، مثلا إذا كنت من النوع الذي يميل إلى الأحذية العالية (البوت) التي كان يلبسها رعاة البقر الأمريكيون (الكاوبويز)، فأنت من النوع المحافظ اجتماعيا، وتعتمد في حياتك على ولاء اصدقائك وإخلاصهم لك، مع ميل إلى استعراض العضلات. أما إذا كنت تميل إلى الأحذية الجلدية الكلاسيكية التي تربط بأشرطة من الأمام، فأنت صريح وتعبر عن آرائك من دون خوف، كما أنك مثابر على العمل وتؤمن بالقيم العائلية. وإذا كنت تميل إلى الأحذية المريحة الشبيهة بالموكاسان، فأنت من النوع التي تفضل راحتك على التزاماتك الاجتماعات، كما انك منفتح وتقبل على كل جديد. وإذا كنت تفضل الأحذية ذات اللون الأسود اللامع الذي يتميز باستدارته من الأمام على الشكل المدبب، فأنت تهتم بكل التفاصيل، لكنك أيضا لا تميل إلى التقاليد والمتعارف عليه، أي أنك تحب التغيير المشروط.

وجاء في الكتاب ايضا انه إذا لم تكن ممن يميلون إلى الأحذية التي تربط بأشرطة، ويفضلون عليها الأحذية التي يسهل ارتداؤها (بتصميم مستوحى من الشبشب)، أو على شكل أحذية الموكاسان، فأنت تأخذ الحياة بعملية وبساطة في آن واحد، كما تحب ان تستمتع بها بدون تعقيدات، انت أيضا من النوع الذي يراقب الامور جيدا ويتوخى التأني قبل أن يحكم عليها، الأمر الذي يجعلك شخصا موثوقا برأيه وبصداقته.

لكن من ناحية الموضة، فإن علاقة الرجل بالحذاء تبقى، في الغالب، علاقة عادية تقوم على اساس العملية والوفاء. العملية لأنه يفضل النوع المريح منها أولا وأخيرا، والوفاء للنوع والشكل الواحد بغض النظر عما إذا كان يخضع لإملاءات الموضة أم لا. بعبارة اخرى، فإن اختياراته لحذائه تقليدية ومحافظة مقارنة بالجنس اللطيف الذي يغير أحذيته كل موسم، بل يشتري العشرات منها، وإن كان يعرف مسبقا انه لن يلبسها كلها. وسبب عدم إقبال الرجل على تغيير نوع احذيته، حسب الخبراء، يعود إلى كسله في المقام الأول، ثم عدم رغبته في التغيير، فهو قد يتسلح ببعض الجرأة في ما يخص ازياؤه، ويجرب بنطلون جينز مع جاكيت كلاسيكي، أو بلايزر في مناسبات نهاية الأسبوع، لكنه يجد صعوبة في تغيير احذيته بشكل جذري. ويضيفون ان هذا ليس غريبا ومتوقعا، فهو قد تعود على الحذاء الأسود الذي يمكن ان يلبسه في كل المناسبات، في العمل في حفلات الزواج وغيرها، وبالتالي لا يجد أي حاجة للتغيير، لكنه بهذا يحرم نفسه من الراحة والأناقة، حسب رأيهم، خصوصا في الوقت الحالي، حيث تتوفر في الأسواق انواع جيدة بأشكال رائعة تتباين بين الكلاسيكي والعصري يمكنه التمتع بها من دون الإخلال بشكله المحافظ أو رغبته في العملية، إضافة إلى ان الموضة جعلت من المسموح له اختيار الوان اخرى لا تقل جمالا عن الأسود، مثل البني بدرجاته، الذي يمكن ان يتماشى مع بذلات غامقة بسهولة.

صحيح ان هناك قواعد ذهبية فيما يخص الأزياء، كأن يلبس بذلة غامقة مع قميص أزرق، وليس مع القميص الابيض، لأنها تبدو في غاية الأناقة، إلا ان حذاء بنيا، من باب التغيير، لا يتناقض معها، بل العكس، فقد يضفي عليا مظهرا عصريا لا سيما إذا كان شابا.