نساء يرحبن بالزوجة الثانية بسبب كثرة المسؤوليات والضغوطات والرجل يؤكد أن القلب لا يسع أكثر من واحدة

TT

بعيدا عن الجمعيات النسائية والمنظمات الدولية، التي ترى في السماح للرجل بالزواج بأكثر من واحدة صورة من صور التمييز ضد المرأة، وبعيدا عن التعصب ضد الزواج الثاني للرجل، كشف استطلاع للرأي اجري مؤخرا على موقع الكتروني وشاركت فيه 8648 امرأة ان 38.8% منهن، لا يمانعن من زواج أزواجهن، ويرين أنه أمر يعود للحرية الشخصية للزوج، مقابل 24% من المشاركات في الاستطلاع، يرفضن الأمر رفضا باتا، وأكدن أن الطلاق في هذه الحالة هو الحل، بينما قالت 4.12% من المشاركات، انهن سيغضبن ويثرن، لكنهن لن يلجأن إلى طلب الطلاق.

الجدير بالذكر أن هذه النتيجة أثارت العديد من الجدل على مواقع الدردشة على الانترنت، وشارك رجال ونساء في طرح السؤال القديم الجديد: هل تقبلين بزواج زوجك مرة اخرى؟ الاجابات تعددت، والطريف في الامر ان سيدات قبلن لقب الزوجة الثانية، شاركن في النقاش، مستغربات ومتسائلات عن اسباب هذه الضجة، ما دام الزوج سيحفظ للزوجة الاولى حقوقها المتفق عليها، ولن تتأثر بزواجه الثاني؟ لكن قليلات فقط يعتقدن ان شخصية الحاج متولي، التي جسدها الفنان نور الشريف منذ عدة سنوات، واثارت جدلا كبيرا وقت عرضها، يمكن ان تتجسد على ارض الواقع كما في المسلسل. فهي قد تكون شخصية واقعية لكن طريقته في التعامل مع زوجاته لا تمت لأرض الواقع بشيء. ويتفق الرجال مع هذا الرأي، إذ أكد أغلبهم ان القلب لا يسع اكثر من واحدة، وان زواج الرجل بأخرى يعني رغبته البحث عن حب يجدد به حياته وزوجة يستعيد معها مشاعر الحب التي ضاعت في زحام مشاكل الابناء وضغوط الحياة، بدليل ان معظم الرجال الذين يتزوجون للمرة الثانية، يشترطون على الزوجة الجديدة عدم الانجاب، وتفرغها التام لخدمتهم، وفي أحيان كثيرة يأخذون عليها عهدا بالاهتمام بنفسها وعدم اهمال اناقتها او مظهرها.

منذ عدة أعوام ظهرت في مصر جمعية نسائية ترأسها سيدة متزوجة تدعى هيام دربك، كان شعارها «اختاري لزوجك زوجة ثانية بنفسك». بالطبع أثارت الجمعية والشعار حفيظة العديد من الناس، لأنه كان غريبا على المجتمع المصري والعربي عموما، الا ان السيدة هيام دافعت عن رأيها بأن الزوج من حقه الزواج من اخرى، اذا كان وقت زوجته لا يسمح بالاهتمام به وبتدليله، ولهذا فهي لا تمانع في اختيار زوجه جديدة لزوجها ان اراد. وعلى الرغم من الصدمة التي احدثها ذلك الرأي، الا ان الطريف انه لاقى استحسان بعض الزوجات اللاتي، كن يعانين من المشاكل الزوجية بسبب عدم وجود وقت لديهن للاهتمام بمطالب الزوج والأولاد وباقي المسؤوليات. وبالفعل نشرت حينها الكثير من القصص التي اكدت صاحباتها عدم ممانعتهن لتلك الدعوة.

سميرة احدى السيدات اللاتي تعرضن لتلك التجربة، أي تجربة الزواج الثاني، تقول: «تزوجت منذ ما يقرب من 13 عاما بعد قصة حب كبيرة، واستمر الحب الى ما بعد الزواج، ولكن ضغوط الحياة ومشاكل الابناء وانشغال كل منا بعمله وطموحاته، باعدت المسافات بيننا، وإن ظلت بيننا مشاعر الصداقة، التي تسمح لنا بالصراحة في الحديث بين الحين والآخر». وتتابع «عندما واتتني فرصة العمل بالخارج، وبراتب خيالي مع إمكانية اصطحاب اسرتي، رفض زوجي ان يرافقني، لأن ذلك كان سيؤثر على مستقبله الوظيفي، ولم أر أي حل يرضي الطرفين، سوى أن يتزوج بأخرى ويتركني أسافر مع الابناء. تقبل عرضي برحابة صدر، ومن دون اية خلافات، والآن تتكرر زيارته لنا في مقر عملي من مرتين إلى ثلاث مرات في العام، ولا يربطني وزوجته، التي لم تنجب حتى الآن، سوى الاحترام المتبادل على الهاتف، بل اني اشاركه في اختيار الهدايا لها عند انتهاء زيارته لنا». قد تكون حالة سميرة حالة شاذة، ولكنها موجودة في الواقع، والعديد من النساء، حسب استطلاع اجرته منذ فترة إحدى المجلات النسائية، يفضلن زواج ازواجهن بأخريات علنا، على الخيانة. رغم أن الأغلبية رفضت كلا الفرضين، لكن إذا كان لا بد فإن الزوج يبقى أحلى المرين، حتى يحافظ الزوج على صورته امامها وأمام الابناء.

الطب النفسي ايضا له رأي حول هذا الموضوع، وهو: لماذا يتكلم الرجل دائما عن التغيير والملل والرغبة في التغيير، وماذا عن المرأة ألا تشعر هي الأخرى بالرغبة في التغيير والتجديد؟ يرد الدكتور هاشم بحري، استاذ الطب النفسي في جامعة الازهر بالقول إن «الرجل يختلف في تكوينه العاطفي والبيولوجي عن المرأة. فهو دائما بحاجة الى التدليل والشعور باهتمام زوجته به، وبأنه ما زال قويا ومرغوبا فيه، كما كان في الماضي، خاصة عندما يصل إلى سن الأربعين». ويضيف: «بعض الرجال يلجأون الى تكوين علاقات عابرة، أو الارتباط بزيجات أخرى لمجرد التمسك بالشباب، إضافة إلى ان الزوجة العربية، بوجه عام، لا تتقن فن الاهتمام بالزوج بعد الانجاب، وتنسى في زحمة المسؤوليات والاهتمام بالابناء، إن الرجل طفل كبير يحتاج إلى الاهتمام كالابناء تماما، وبأنه على رأس قائمة أولوياتها.