أحلم بسرير.. تحفة أشجار النخيل قرب البحر

TT

يقول ويليام شكسبير «النوم فرصة للحلم» وكما يعرف كل العرب فان هذا الكاتب المشهور ما هو الا «الشيخ زبير» في الواقع.. نعم، ادري ان هذه نكتة قديمة، لكن رجائي ان تعذروني فبعد ان حل عيد ميلادي واصبحت اكبر بسنة مما كنت عليه لا اشعر بأني اركز في كل ما اقول.

على كل حال، فان النوم من اهم النشاطات الجسدية للبشر فهو الوقت الذي تتجدد فيه خلايا الجسم والدماغ. اما عن عدد الساعات التي نحتاجها فهي تختلف من شخص الى آخر، وكانت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر تكتفي بخمس ساعات من النوم في اليوم. اما انا اعزائي القراء فاحتاج الى ثماني ساعات على الاقل، ولو لم انم هذا القدر لسبب من الاسباب اظل في مزاج سيء وساخط طيلة الوقت حتى يأتي الليل واخلد الى النوم. ولأهمية النوم البالغة يتحول الحرمان منه الى شكل من اشكال التعذيب، ولو كنت جاسوسة او مجرمة والقي القبض عليَّ فان من يستخدم هذا الشكل من التعذيب معي سيرى اني سانهار بعد حرماني من النوم ليلة واحدة واعترف بكل ما في جعبتي من معلومات.

بعد اشارتنا الى اهمية النوم، فان المكان الذي ننام فيه وما ننام فوقه مسألة شخصية الى حد كبير. وانا بصراحة لم اهتم بمواصفات فرشات الاسرة كثيرا من قبل. فكلما احتجت الى سرير اتوجه ببساطة الى المحلات الكبرى، واتمدد فوق الفرشات المعروضة حتى اعثر على واحدة ارتاح لها. وكنت اعتقد سابقا ان ما يكلف في سرير ما هو اطاره الحديدي او الخشبي، غير اني اكتشف أن نوعية الفرشة امر بالغ الاهمية ايضا. اما سبب معرفتي بكل هذا فهو زيارتي الاخيرة «لمعرض البيت النموذجي»، الذي اصبحت بعد زيارته اكثر معرفة بالفرشات ومواصفاتها، اذ شرح لي احد موظفي المبيعات اللطفاء بتفصيل بالغ واطالة شديدة كل ما يتعلق «بالفرشات الزنبركية». والنقطة المهمة هنا ان الفرشة كلما زاد عداد الزمبركات فيها كلما كانت اريح واكثر قدرة على التحمل وارتفع ثمنها. اما شكل السرير نفسه فانه يعتمد طبعا على ذوق المشتري، وانا شخصيا افضل الاسرة البسيطة جدا، غير اني لا بد ان اعترف باعجابي الشديد بالاسرة ذات الاعمدة الاربعة. كما جربت من بين ما هو معروض السرير المائي الذي لم يعجبني بالمرة، اما اسرة التدليك فقد ذكرتني كثيرا باسرة المستشفيات وبدت لي سخيفة جدا.

وانا في عالم احلامي اتصور نفسي نائمة فوق سرير ذي اعمدة اربعة تنسدل على جانبيه ستائر من الشاش الابيض بقرب البحر، تحفه اشجار النخيل التي يسمع حفيفها في عتمة الليل، وارنو ببصري الى السماء فارى القمر والنجوم واغفو بهدوء، فماذا عنك عزيزي القارئ؟