أحمر شفاه لا يزيله الأكل والشرب.. ولا النوم

منى الغصين

TT

هل يمكنك احصاء المرات التي قرأت فيها عن طفرة جديدة في منتجات الماكياج والتجميل فسارعت بالذهاب إلى السوق للحصول على المنتج السحري الجديد؟

اعتقد أنها مرات عديدة! ولكن ما بالي أنا تؤهلني معرفتي المهنية لتبين أن المسألة ليست اكثر من تسويق ذكي؟ ما بالي أصدق الادعاءات وأخف إلى السوق لشراء المستحضر المعني؟

ومع أن المستحضر ستكون له بعض الخصائص الاضافية، إلا أنه نادراً ما يحقق المعجزات التي يزعمها مسوقوه.

ولذلك عندما ذهبت إلى معرض «بروفشنال بيوتي 2001» بمعرض أولمبيا في غرب لندن تزودت بكثير من الحذر.. كنت أعرف أن كثيراً من الشركات ستكون لطيفة معي، باعتباري صحافية، وستزودني بالعينات المجانية والتأكيدات القاطعة بأن منتجاتهم هي خير ما عرض بالسوق.

وبالفعل امطرني العارضون بالثناء، وأنا أحب الثناء بالمناسبة، ولكنه لا يغريني بالتضحية بالحقيقة، وإلا لتخلى عني قرائي. وبعد ساعات من التجول في المعرض وسماع اطراءات العارضين لمعروضاتهم، تعبت وشعرت ببعض الجوع ورغبت في شيء واحد هو الرجوع إلى منزلي. وبهذه الروح المحبطة زرت الموقع الأخير وهو موقع «لب إنك».

سألت: بم تتميز مستحضراتكم؟

لب انك: لدينا أحمر شفاه يبقى 8 ساعات على الأقل.

أنا: آه.

لب انك: هل ترغبين في تجربة مجانية؟

أنا: لا، حقيقة، هل يمكن اعطائي خدمة الصحافيين؟

لب انك: لن تستغرق المسألة اكثر من دقائق قليلة لوضع الأحمر، وإذا اعجبك فلدينا سعر خاص.

أنا: حسناً إذن.

لب انك: ما هو اللون الذي تفضلين؟

وقبل أن اجيب كانت مجموعة من الناس قد احاطت بي واتفق الرأي أن الفوشيه (أي اللون الزهري البهي) هو الذي يناسبني.

القارئة العزيزة، القارئ العزيز ليس من عادتي الاحتفاظ بطلاء الشفاه اكثر من دقائق معدودات، لأنني إن لم اكن ادخن فأنا أعض قلمي، وإن لم أفعل ذلك فلأنني أتكلم دون انقطاع، ولذلك لم اكن اتوقع أية معجزات من هذه الناحية. ولذلك عندما فرغوا من وضع الطلاء ذهبت لتناول وجبة السوشي مع صديقة لي. وفي النهاية وجدت الطلاء كما هو على شفاهي، وبقي كما هو عندما ذهبت إلى البيت، وبعد الغداء، وبعد أن أزلت كل الماكياج.

في صباح اليوم التالي نظفت أسناني واحمر الشفاه لا يزال هناك. فما كان مني إلا أن اتصلت بالشركة واشتريت المجموعة الأولية مع محدد العيون الذي قالوا ان له نفس الخصائص والدوام! ولذلك استطيع ان أقول ان هذا المنتج ممتاز، ويحتاج فقط إلى وقت لمعرفة كيفية استعماله، التي تتكون من ثلاث مراحل: المرحلة الأولى، تتم فيها تهيئة الشفاه باستخدام محلول يُزال بعد ذلك. والمرحلة الثانية هي استخدام المنتج نفسه وتركه لمدة 30 ثانية، ثم اضافة طبقة جديدة، بعدها تستخدمين «الشاين»، الذي يمكن استخدامه عدة مرات خلال اليوم. وصدقيني لن يزول اللون مطلقاً.

انه فعلاً منتج ممتاز وأنا أوصيك به.

* الرجال.. يصبغون ويغشون صالونات التجميل ويشدون وجوههم.. سراً؟ : هل تتذكرون الضجة الصحافية التي حدثت عندما ادعى البعض ان الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريجان صبغ شعره؟ دار الكثير من الجدل في وسائل الإعلام مع اختصاصيي الشعر الذين ظهر بعضهم على شاشات التلفزيون لعرض لقطات أفلام وصور تثبت انه كان يصبغ شعره بالفعل. ربما يعتقد الشخص من الجدل الواسع والمستمر الذي أثارته هذه القصة ان الأمر يتعلق بالأمن القومي.

وكان البيت الأبيض في ذلك الحين قد اصدر بياناً رسمياً نفى فيه نفياً قاطعاً ان يكون الرئيس الأسبق ريجان قد صبغ شعره.

لا تعدو ان تكون المسألة كلها ضجة لكنها أثبتت كذلك انه رغم المساواة بين الجنسين فإن هناك بعض الجوانب التي تعتبر خاصة بأحد الجنسين. أود ان أقول باختصار هنا ان المعالجة التجميلية للرجال لا تزال تعتبر أمراً غريباً وغير مألوف. وببساطة، فان الرجال «الحقيقيين» لم يلجأوا إلى تغيير سيماهم بشكل زائف. فقط نجوم السينما وعارضو الأزياء والرجال المتأنثون هم الذين «فعلوا مثل هذه الأشياء».

ليس ثمة شك في ان الزمن تغير، فكل أنواع الرجال تقريباً يصبغون شعورهم ويعتنون بأظفارهم ويطلونها لدى المتخصصين في ذلك كما يذهبون إلى جراحي التجميل. انهم لا يتحدثون عن ذلك بصورة علنية لأنه لا يزال هناك تصور بان الرجال لا ينبغي ان يهتموا بمثل هذه الجوانب وان هناك شيئاً غريباً إذا حدث ذلك، غير ان الواقع هو ان ثمة المزيد من الرجال الذين يذهبون إلى عيادات التجميل لإجراء معالجات للوجه، كما زاد عدد الرجال المتخصصين في جراحة التجميل، وزادت أيضاً الزيارات المنتظمة لهذه العيادات من المحامين والمصرفيين والسياسيين وغيرهم الذين يريدون إجراء جراحة تجميلية لتنعيم جباههم وإنقاص حجم البطن أو شد الوجه.

ففي زمن تعتبر فيه الرشاقة وصحة الأجسام جوانب مهمة فإن المسؤولين سيلجأون إلى المعالجات والجراحات التجميلية لضمان البقاء في وظائفهم.

وتعرض غالبية شركات التجميل في الوقت الراهن مجموعة من مرطبات ومساحيق البشرة والأقنعة التجميلية الخاصة بالرجال. وأخيراً أسس الدكتور دانيال سيستر في لندن أخيراً «ادفانتيدج» للاهتمام بالتغيير الذي يحدث في تركيبة بشرة الرجل نتيجة الحلاقة المستمرة، إلى جانب الاهتمام بشعر الوجه والهورمونات. ويقدم د. دانيال بعيادته «ريجوفينيج» في «هارلي ستريت» مجموعة من العلاجات التجميلية مثل حقن «بوتوكس» و«نيوفيل» و«ايفوليوشن»، بالإضافة إلى البرامج الغذائية التي تهدف إلى إنقاص الوزن باستخدام وصفته تعتمد على الأعشاب.

ونسبة لحساسية الرجال في مسألة العلاج التجميلي، فان قسم الاستقبال في العيادة يتعامل بمنتهى السرية مع قاصدي العلاج ويتلقى هؤلاء علاجهم في جو من الخصوصية بحيث لا يراهم حتى الآخرون الذين يقصدون العيادة للأسباب نفسها.