عرض للأزياء التراثية السعودية.. يثير غيرة النساء من الامهات والجدات

TT

لم تكن مفاجأة أن يحظى أول عرض للازياء التراثية في السعودية بحضور نسائي كبير، بل بدا واضحاً، قبيل بدء العرض، أن الجميع كان ينتظر بفارغ الصبر خروج العارضات لرؤية الزي السعودي التراثي الذي لبسته المرأة لتنصرف بعد ذلك عنه إلى الموضة الغربية، مثل: كريستيان ديور، وفيرساتشي، وجيور دانو وغيرها من بيوت الازياء العالمية.

ولمس كل من حضر عرض الازياء التراثية الذي نظمه أخيراً فريق منسوجات، وهو تجمع شكلته أربع سيدات سعوديات لاحياء التراث السعودي في مدينة جدة، أن الانظار تعلقت باعجاب شديد، وكأن حال الحضور يقول «أين نحن من هذه الأثواب الجميلة، لقد كانت أمهاتنا وجداتنا أكثر أناقة منا». والحقيقة تقال، فإن العرض الذي رعته الأميرة سلطانة البراهيم حرم الأمير فيصل بن عبد المجيد بن عبد العزيز كان مميزاً بتنوعه وانتقاله من الحدود الشمالية إلى الجنوبية مستعرضاً أيضاً الزي الذي تميزت به كل قبيلة، مبرزاً أخيراً أن المرأة السعودية كانت «ذواقة» بالفعل في زيها وثوبها.

ولوحظ أن اهتمام جمهور السيدات تركز حول معرفة تاريخ النسيج القديم وانتماء كل زي للقبيلة التي تختص بتصنيعه وطغت على العرض دقة المشاركات من الفتيات في تنظيم العرض وما يتلاءم مع الاكسسوارات المزينة كعمامات الرأس والقبعات الخزفية والسلاسل الفضية والعقود الثمينة.

واستهل العرض بزي قبيلة «الجحادلة» الواقعة في جنوب مدينة جدة، والتي فضلت استخدام القماش الخام المصنوع باللون الأحمر والبني ويوجد بعض التطريز في لباسهم المنسق بالأشكال الهندسة. ولوحظ أن هذه القبيلة هي أول من استخدم ما يسمى بـ«الوزرة» أو ما تسمى حالياً «البلوزة» و«التنورة» ولوحظ أن معظم الملابس المحاكة لهذه القبيلة يتم تبطينها بقماش قطني.

تلى ذلك عرض زي قبيلة «هذيل» التي كان معظم أزيائها مصبوغاً باللون الأزرق مزركشا بطريقة «التصوير»، فيما غلب التطريز على ملابس «وادي محرم» في الطائف من حيث ابراز الخيوط الذهبية والقطن الملون.

أما قبيلة «بني سعد» فقد طرزت أثوابها بألوان زاهية على القطع الجانبية وفي مساحة الظهر فيما استخدمت قبيلة بني مالك الأصفر كلون رئيسي بالإضافة إلى التطريز بالخرز الزجاجي اللامع. وفي الناحية الأخرى بدا زي «منطقة الباحة» عبارة عن مجموعة من الأزياء القديمة التي تعود لهذه المنطقة. اما منطقة الحجاز فقد استحوذت ازياؤها المطرزة بالخيوط الذهبية والفضة الأصلية على ألباب الحاضرات، خاصة الثوب المسمى «الزبون» الذي ترتدي السيدة تحته بنطالاً وسديرية ذات قبة عالية مشغولة بطريقة القص والنسل. أما قبيلة «بني يام» فزينت ملابسها بالأقراط الفضية المعدنية المعلقة في الصوف الملفوف في عصابة رأسها وغلب على لباس المناطق الوسطى والشرقية الفخامة لاستخدامها التطريز المكلف بالترتر على قماش التل من الواجهة الامامية.