مصمم ديكور سعودي يستوحي تصميماته من وحي المعمار النجدي

فوزي عبد العزيز الصالح: ما نراه في أسواقنا من ديكورات داخلية ليس أكثر من تقليد وتنعدم فيه جماليات التراث السعودي

TT

يقول المهندس فوزي الصالح احد ابرز مصممي الديكور الداخلي في السعودية إن «ما نراه في السعودية من اعمال الديكور والتصميم الداخلي هي في غالبها تقليد عن مدارس الديكور الخارجية ولا تجوز تسميتها تصميماً لأن التصميم ابداع ولأن أصل الفكرة يجب ان يبدأ من الداخل وليس كاستيراد من الخارج».

ويشدد الصالح وهو من أوائل المصممين في مجال الديكور الداخلي السعودي الذي يشارك في معارض فنية خارجية في لبنان والبحرين على وجوب اعطاء الفرصة للمصممين السعوديين ومنحهم الثقة، وان يتولاهم القطاع الخاص بالدعم وليس إبعادهم من اول خطأ، وفتح المجال لهم للمشاركة في المعارض الخارجية من اجل التعريف بانتاجهم وتراث وطنهم وايضا تطوير ابداعاتهم وافكارهم.

ويشير المهندس الصالح في حديثه لـ«الشرق الأوسط» الى انه اذا لم يفتح المجال والسوق أمام ابداعات هؤلاء فلن يكون هناك تصميم «والابداعات السعودية كثيرة وكبيرة ولكنها مترددة لعدم منح الفرصة لهم في تأكيد شخصيتهم ومحدودية الامكانيات ايضا لديهم».

وقال الصالح مدير مجموعة ديوان للتجارة والديكور حول رؤيته لمعارض البناء التي تقام بين فترة واخرى، انه من المفروض في كل معرض بناء ان يكون هناك قسم خاص للمصممين في الديكور المنزلي لفتح المجال أمام الشباب المبدع.

واقترح اقامة معارض دولية بمساندة القطاع الخاص وتخصيص جائزة سنوية للمصممات والمصممين السعوديين.

ويعتقد «أن هذه المعارض ستشكل حركة اقتصادية نشطة في هذا المجال ومجالات اخرى مساندة». وقال: «اننا في السعودية نملك تراثاً غنياً بفنه والابداعات التي تضفي عليه جمالية عالية».

وزاد: «نستطيع تصدير تراثنا الجميل الى الخارج وليس هذا بمشكلة لجمالية التراث الخاص بنا وباستطاعتنا عمل هذا التراث وهذا الفن بتصميم عال وخطوط عالية وجديدة وبالتالي يصبح تصنيعا تجارياً يطلب في انحاء العالم».

ويرى الصالح أنه بالامكان ادخال بعض الخطوط التراثية النجدية الى بعض الخطوط والتصميمات العالمية وتطوير هذه الخطوط لتصبح موضة عالمية.

وعن مشاركته في معرض البحرين ضمن مجموعة مصممين عالميين، وكان هو العربي الوحيد في هذا التجمع لأجل عرض نماذج لابرز المصممين العالميين في مجال التصميم الداخلي والزخرفة، يقول: انها مشاركتي الأولى ولا شك انها افادتني كثيراً في التصميم للديكور والزخرفة الداخلية، واستفدت من رأي الخبراء الاقدم مني في هذا المجال، اضافة الى انني عرضت العديد من التصميمات التي تأخذ طابعها وملامحها من التراث النجدي القديم.

كما تحدث لـ «الشرق الأوسط» عن مشاركته في معرض لبنان (فرانكو ليبانون ساد 95) الذي ينظم من وزارة الثقافة الفرنسية ويقام في فرنسا، ولأول مرة يقام في خارجها وكان في لبنان بالتعاون مع وزارة الثقافة اللبنانية.

ويحلل الصالح أعماله بأنها من وحي الاشكال المعمارية النجدية القديمة، اذ ان معظم الخطوط والنقوش مستوحاة من العمارة القديمة في نجد حين كان السعوديون يقتدون بهذه الرسومات والزخرفة التي كانت موجودة منذ زمن.. «مثلاً عرض الباب الكبير هو نفسه صورة للطراز القديم واضفنا اليه لمسات صناعية حديثة.. كذلك الرسومات التي اخذنا بعضها وطورنا البعض الآخر في نمط خاص بنا فأوجدنا المفروشات المكتبية الحديثة، فحافظ الكرسي والمكتب والطاولة والصالون على طابعها التراثي القديم مع لمسات من التجديد في المواد وغيرها. واضفنا الى الخشب الجلد والحرير والستانلس ستيل واحيانا النحاس لتتلاءم ومتطلبات العصر.

واضاف: كانت مشاركتي ناجحة ومميزة ووجدت الكثير من التشجيع للفن الذي عرضناه واقبالاً كبيراً برغم كثافة المشاركين الذين زادوا على 400 مصمم ومبتكر وفنان وحرفي من 40 تخصصاً من فرنسا ولبنان.

وعن مشاريعه المقبلة، يقول المصمم الصالح ان هناك نية لإقامة معرض لاعمالي في روما بايطاليا في الربع الأول من العام المقبل.

وقال: انه وجد تشجيعاً كبيراً من الامير محمد بن نواف سفير السعودية في روما الذي شجع الفكرة ودعمها.

واشار الصالح الى انه في حالة نجاحه فإنه سينقل المعرض الى باريس ثم لندن وربما كمحطة رابعة الى نيويورك.

=