السعوديات يقبلن على الايشاربات الملونة

للخروج من رتابة الأسود

TT

«أن تكوني محتشمة لا يعني أن لا تكوني أنيقة» مقولة أثبتتها الكثير من السيدات والفتيات السعوديات، اللاتي بدأن يتحررن من رتابة الأسود المعهودة في زي المرأة الخليجية عامة والسعودية بشكل خاص، من خلال اختيار أغطية الرأس الملونة، ليجمعن بذلك أناقة المظهر وحشمة الحجاب.

وأكثر من يحاول الانعتاق من السواد ويعانق هذه الموجة، الجيل الجديد من السعوديات في منطقة الحجاز بغرب المملكة، في حين تتمسك الأغلبية في بقية المناطق وخاصة الوسطى والجنوبية باللون الأسود. وتجدر الإشارة إلى أن ما شجع على هذا الاتجاه ايضا، المحلات المتخصصة في بيع الحجاب، التي طرحت انواعا جميلة ومرحة منها، إلى جانب مصممي الأزياء، الذين بدأوا يتفنون في طرحها للمرأة العربية بالذات، ولا نقصد هنا المصممات العربيات فقط، بل ايضا دور الأزياء العالمية، مثل لوي فيتون وكريستيان ديور، اعترافا منها بأهمية هذه السوق، واحتراما لثقافتها. أما المصممة حياة خشيم فترى بأن الفضل ايضا يعود إلى العربيات القادمات من الشام ومصر وشمال أفريقيا اللاتي جلبن هذه الموضة وسوقنها إلى السعوديات تدريجيا، إلى جانب الشهرة التي حققتها بعض الإعلاميات اللواتي جمعن بين الاناقة والتقاليد، مثل الإعلامية منى أبو سليمان، والفنانة المصرية منى عبد الغني، ومذيعة الأخبار خديجة بن قنة وغيرهن. وتشير حياة خشيم إلى أن اختيار «الطرحة» أو الإيشارب المستطيل ليس عملية عشوائية تخضع للطول والعرض فحسب، بل يجب ان تخضع لبعض القواعد الذهبية على رأسها مراعاة ان يكون انيقا ومتناسبا مع ميزانيتها، وإذا كانت هذه الميزانية تسمح، فمن الممكن أن تقتني مجموعة من الإيشاربات ذات ألوان ونقوش مختلفة، على أن تتناسق مع لون الحذاء وحقيبة اليد والإكسسوارات التي ترتديها، وبهذه الطريقة «تضمن مظهراً متجدداً كل مرة بتكلفة قليلة. لكن الاهتمام بالاكسسوارات والإيشاربات لا يعني عدم الانتباه إلى الجلباب أو العباءة، سواء من حيث تصميمها أو نوعية قماشها، فكل قطعة وكل اكسسوار يمكن ان يزيد أو ينقص من أناقة المظهر ككل». ولأن الفكرة الاساسية من تحول المرأة من الأسود إلى الألوان الزاهية هي إضافة الإشراق على وجهها، فإن اختيار الألوان التي تناسب لون البشرة مهم جدا. وتوضح خشيم «غالبية النساء العربيات يتمتعن ببشرة سمراء يناسبها الأبيض والبيج والبني بدرجاته، فضلا على الألوان الفاتحة. أما البشرة البيضاء فتناسبها الألوان القوية أكثر». واللافت في هذه الظاهرة، اي ظاهرة الاتجاه للطرحة الملونة، ان أكثر الألوان التي تقبل عليها السعوديات «الألون المحايدة مثل الأبيض والأسود أو القريبة منها كالكحلي والبني» حسب رأي المصممة خشيم. فالأبيض يدل على شخصية محبوبة، ومتزنة ليست لديها مشاكل، علاوة على التميز والرقي والوقار، بينما يدل الأسود، على التألق والأناقة وقد يدل على الغموض، أو الانطواء والتكلف، كما يعطي الشعور بالأمان والحماية كونه يخفي عيوب الجسم ويجعله أكثر نحافة.

وحياة خشيم ليست وحدها من يؤكد على أهمية الألون، فحسب دراسة أجراها العالم «سيجمان مارتن» المتخصص في دراسة الألوان وتأثيرها على نفسية الإنسان، فهي لا تؤثر على الشكل فحسب، بل ايضا على المزاج وعلى علاقتنا بالآخر وكيف يرانا، بل اصبح من الممكن التعرف على بعض ملامح الشخصية من خلال الألوان التي نرتديها.

فاللون الأحمر، مثلا، يدل على شخصية قوية ونشطة وديناميكية، ولذلك تنصح أي سيدة تشعر بالإرهاق بارتداء طرحة حمراء من شأنها ان تمنح وجهها الرونق والنشاط اللذين يفتقدهما. يبنما يضفي اللون الأصفر على لابسته الرزانة والحكمة، وينعكس إشعاعه على وجهها فيعطيها الإشراق أيضا.

اللون البنفسجي بتدرجاته يعطي فكرة ان الشخصية رومانسية وتميل للفنون والإبداع، فيما يدل البرتقالي على طاقة هائلة واندفاع وفرح طفولي، وقد يشي بإنسانة اجتماعية من الدرجة الأولى، والأزرق على الحساسية المفرطة والمحافظة، وصفاء السريرة، كما ينم عن حب كبير للحياة، بينما يدل الأخضر على بساطة المرأة التي ترتديه، وعلى كونها متسامحة ومتفهمة وكثيرة العطاء. أما الألوان الترابية والبني بدرجاته فتدل على شخصية هادئة وصلبة ومتمكنة من عملها ولا تهتم كثيراً برأي الآخرين.