الوشم في المغرب: الصغار يقبلون عليه والكبار يتخلصون منه

TT

من الظواهر التي أصبحت تلفت انظار المارة في شوارع مدينة الرباط وكبريات المدن المغربية، الرسومات المنقوشة على أجساد المراهقين من الجنسين. ومثل أمزجتهم المتقلبة تأتي هذه الرسوم متناقضة لا جامع بينها وتتراوح ما بين السياسة والرياضة والفن، وجوه لشخصيات: رونالدينو، تشي غيفارا، بريتني سبيرز، عمرو دياب، بوب مارلي، وأحيانا وجوه مخيفة من وحي أفلام الرعب، أو الحشرات والحيوانات المفترسة، وإن كانت برودة الطقس هذه الأيام تخفي رؤية هذه الرسومات على أجساد المراهقين، نظرا لاضطرارهم إلى ارتداء ملابس سميكة تقيم قرس البرد، في انتظار موسمي الربيع والصيف لاستعراض هذا النوع الجديد من الوشم المعروف في أوساط الشباب بـ «التاتواج» وهو يختلف عن الوشم المنتشر في أوساط الشباب في الغرب كونه يزول بسرعة بعد مضي أيام قليلة. وهذا امر لا بأس به لكن المشكلة تكمن في أن من يمارسون رسم هذا النوع من الوشم، ليسوا بمحترفين، وإنما مجرد مجموعة من الشباب يتمتعون بموهبة في فن الرسم، يتجولون في الأحياء الشعبية بأدوات بسيطة، عبارة عن مواد ملونة وقارورات كحول مركز، وقطن طبي، ورسومات على أوراق لاصقة، ويجرون عمليات الوشم غالبا في الشوارع أو تحت ظلال الأشجار. وبطلب من الزبون يضع الرسم المناسب في الذراع أو العنق أو الساق، ولا تستغرق العملية سوى دقائق معدودة يدفع مقابلها مبلغا متواضعا قد لا يزيد عن خمسة دولارات.

والمفارقة انه في الوقت الذي يقبل فيه الفتيان والفتيات على وشم أجسادهم، تعرف المستشفيات والمصحات المغربية، خاصة في السنوات الأخيرة، إقبالا متزايدا من نساء ورجال هم في الغالب ريفيون من كبار السن، حتمت عليهم التقاليد القبلية في الماضي وشم وجوههم وأياديهم بلون اخضر، من اجل التخلص من آثاره التي خف توهجها واصبحت ذابلة. في الغالب يشجعهم على ذلك أبناؤهم وأحفادهم الذين يعيشون في المدن، وقد يساعدونهم على حجز مواعيد للخضوع لعمليات جراحية تدخل في إطار ما يعرف بالجراحة الإصلاحية. ويقوم قسم الجراحة بمستشفى ابن سينا بالرباط بتقديم شتى المساعدات في هذا المجال. فرغم أن هذا النوع من الجراحات ما زال مكلفا، إلا أن المستشفى يراعى إمكانات الأشخاص ذوي المداخيل المتواضعة، وتجرى لهم عمليات مقابل مبالغ رمزية.

ويقول الدكتور طارق فهمي، الاختصاصي في جراحة التقويم والتجميل: ان اغلب زبائنه هم من الميسورين بيد أن بينهم زبائن من ذوي الدخل المتوسط يقصدونه من أجل التخلص من الوشم، ولأسباب إنسانية تجرى لهم العمليات بأقل تكلفة، خاصة أن من بين هؤلاء شبان وشابات مقبلون على الزواج، ويرغبون في التخلص من آثار الوشم الذي قد يقلل من حظوظ النساء في الزواج، خاصة في المدن وتورطن فيه في الصغر بسبب التقاليد.

* ... وجميلات الغرب يفضلنه على الكاحل والقدم

* بدءا من النجمة تشارليز ثيرون التي استعرضته خلال مهرجان كان، إلى بنيلوبي كروز وكورتني لوف وغيرهن، فإن الملاحظ ان أغلبية الجميلات يفضلنه في جزء معين من الساق أو الكاحل، ربما لأن هذا الجزء يحل مشكلة محيرة بالنسبة لهن، وتتمثل في رغبتهن في التمتع بهذه الصرعة وفي الوقت ذاته، يخفن منها ومن احتمال إصابتهن بالملل منها، وبالتالي فهن بتركيزهن على هذا الجزء يتحايلن على المشكلة، لأنهن يستطعن إخفاء وشمهن أو إبرازه متى أردن. فليست كلهن يتمتعن بجرأة أنجلينا جولي، التي تعتبر من النجمات النادرات، إذا استثنينا نجمات الروك اند رول، اللواتي يعتبرن الوشم أكثر من مجرد صرعة أو نزوة، بل جزءا من التعبير عن الذات.