المدفأة.. اكسسوار يتوهج بالدفء و الجمال

TT

لم يعد دور المدفأة يقتصر على كونها مصدراً للحرارة والتدفئة فحسب، ذلك انها اصبحت تشكل قطعة زينة تضفي بوهجها الأخاذ سحرا مميزاً على أي بيت. وكلما كان تصميمها مميزا وبتقنية عالية، كلما أضافت للديكور الداخلي جمالا. الملاحظ ان تصاميم هذا الاكسسوار الذي اصبحت معظم البيوت العصرية ترحب به، تواكب إيقاعات العصر وتطوراته السريعة، شكلا ومضمونا، وإن كان معظمها يجمع بين الاصالة والحداثة، فنرى مثلا ان دور بيت النار (Foyer)، وهو القطعة الرئيسية في المدفأة، لم يتغير الا فيما يتعلق بمحاولة درء الاخطار التي قد تنتج عن النار والاستفادة من كل الطاقة الحرارية التي تنبعث من الحطب. فبعدما كانت لا تتعدى 25 بالمائة في بيت النار المفتوح، اصبحت مائة بالمائة في الشكل المقفل بباب زجاجي يسهل فتحه وإقفاله، علماً ان الباب الزجاجي هذا لا ينتقص من رونق منظر النار ونحن نستمتع بدفئها وبمظهر المطر او الثلج يتساقط في الخارج. كما ان الجلوس امام المدفأة المغلقة لا يؤذي خلافاً للمدفأة المفتوحة، الأمر الذي يفسح المجال لوضع قطع الاثاث الى جانبها من دون اي خوف، شرط الالتزام بالمواصفات الفنية لعملية التركيب.

ويتجسد التغيير الحقيقي في تصاميم الحجر الخارجي الذي يحيط بالمدفأة، والذي بات متنوع الالوان والاشكال ليلبي مختلف الاذواق وليناسب الاطار العام للمكان. فهناك القرميدي المقطع او الرخام او الغرانيت اي الصوان المنقوش، وجميع الانواع تتميز بألوانها الكلاسيكية التي تعكس لمسة من الفخامة وتسهل عملية الاختيار بما يناسب الوان الجدران ونوع الأثاث وأسلوب الديكور، أي ما إذا كان كلاسيكيا أو حديثا.

وكل هذا ادى الى احتلال المدفأة مكانة في نفوس الشباب الميال لتصميم بيوتهم بأنفسهم أو على الأقل الإشراف عليها، وأيضا ركناً اساسياً من اركان أي بيت، موفرة خصوصية تتفاوت بين تصميم وآخر وبين حجم وآخر. لذا يقول خبراء الديكور انه بالإمكان الاستفادة من الحائط الذي توجد به المدفأة ببناء في زاوية من زواياه خزانة صغيرة برفوف خشبية او زجاجية توضع عليها مقتنيات تزينية، مع استخدام الزاوية الاخرى لتركيب افريز رخامي يزين بنبتة او بمصابيح وتحف فنية. وبالإمكان ايضاً وضع هذه الادوات نفسها على سطح المدفأة الحجري مع عدد من اللوحات الصغيرة. وفي حال أراد صاحب البيت الاستفادة من كل مساحة الحائط، فلا مانع من تصميم مكتبة على جوانب المدفأة لتوضع فيها الكتب وقسم آخر مخصص للتلفزيون.

اما فيما يتعلق بأسس اختيار المدفأة واستعمالها، فلا بد من تركيب بيت النار المقفل، لأنه بالاضافة الى فوائده التي ذكرت سابقاً فهو يبعد خطر تطاير الرماد ويخفف من استهلاك الحطب ويبقى النار مشتعلة طوال الليل والنهار، لا سيما اثناء النوم على ان يترك الباب مغلقاً لأن الحرارة تخرج من الفتحات الخاصة وليس منه. من الضروري أيضا عند تركيب المدخنة الخارجية مراعاة شروط السلامة التي لا يمكن اغفالها على الإطلاق، وبالتالي يستحسن ان يستعان في تركيبها بفني متخصص، مع الاشارة الى الابتعاد قدر الامكان عن استعمال مشتقات الخشب في القسم العلوي للمدفأة.

اما اختيار قوة بيت النار فيعود بالدرجة الاولى الى حجم الغرفة، ثم الى موقع المنزل ودرجة العزل التي يتمتع بها مع الاخذ في الاعتبار التمديدات الخاصة التي تساعد على تجديد الهواء في الغرفة، لا سيما ان اشتعال الحطب يتسبب في استهلاك كمية كبيرة من الاوكسجين. اما فيما فترض استعمالها فيفضل استخدام خشب الزان والسنديان والليمون والكستناء والجوز والصنوبر والابتعاد عن خشب الزيتون والسرو لأنهما ينفثان كمية كبيرة من الدخان.