أزمة «الفراخ البلدي» في مصر تحولت إلى مشكلة تؤرق المتزوجين

«أحسن هدية للمدام فرختين من عم عبد السلام»

TT

«تذكرة داؤود» من أشهر الكتب الطبية الشعبية المتداولة على نطاق العالم العربي. وفي مصر يعتمد العديد من الناس على نصائح هذا الكتاب، خصوصا انه يحتوي على وصفات علاجية لعدد من الأمراض. الطريف ان الكثير من النصائح التي جاءت فيه تدور حول فوائد الدجاج، فمثلا ينصح الأمهات حديثات الولادة بأكل «دجاجة بلدي» يوميا لمدة أربعين يوما، حتى تنتهي فترة النفاس وغيرها من النصائح المماثلة. وأهمية الدجاج لا تقف عند هذا الحد، فهناك اعتقاد كبير بأن تناول شوربة الدجاج يزيد من إدرار الحليب، لهذه الاسباب يتمسك السواد الأعظم من المصريين بهذه الوصفات.

لكن ظهور عدوى إنفلونزا الطيور أصابت الكثيرين في مقتل.

يقول الزوج خالد حسن إنه يعاني لكي يحصل على «دجاج بلدي» خال من فيروس الانفلونزا: «كنت قد اتفقت مع صاحب محل للفراخ بتجهيز 30 فرخة يرسلها إليَّ يوميا علي خمس مراحل لتغذية زوجتي الحامل، ولكن مع الأسف قامت الحكومة بإغلاق جميع محلات الفراخ، والآن اقترب موعد ولادة زوجتي، وتصر حماتي علي ضرورة إحضار «الفراخ البلدي» ليتم تجهيزه قبل الولادة، ولا أعرف ما العمل. لقد أصبح الأمر صعبا».

أزمة بيع الطيور في مصر لم تقتصر علي السيدات فقط، بل بلغ تأثيرها الرجال حديثي الزواج ـ فحسب تذكرة داؤود ـ وفي الجزء الخاص بالقدرة الجنسية للرجال، ينبغي تناول الزوج جوزا من الحمام وقدرا كبيرا من شوربة الحمام يوميا في الأسبوع الأول، ثم تناول الحمام ثلاث مرات في الأسبوع، مع العلم ان الدراما المصرية كرست هذا الاتجاه في أعمال كثيرة، الامر الذي رسخها اكثر في عقول البعض. لكن، ونتيجة لوباء إنفلونزا الطيور بات البحث عن مصادر بديلة للعرسان والمرضعات على حد سواء، أمرا ضروريا. فقد انتشرت بعض الأكلات الشعبية البديلة كشوربة (النابت) وهي عبارة عن (فول) مسلوق يقدم كشوربة للسيدة حديثة العهد بالولادة، بالإضافة إلي العدس (أبو جبة) المسلوق والذي يقدم مع شوربة الخضار والليمون والثوم، عدا عن شراب الحلبة بالعسل الأسود الذي يقدم للمرضع كونه يفيد في إدرار اللبن وتغذية الأم. أما الرجال فقد استعاضوا عن الحمام بالأطباق البحرية رغم ارتفاع ثمنها مثل (الاستاكوزا) و(البطارخ) المملحة والجمبري، بعد ان فقدوا الأمل من الدجاج. لكن الخوف ان يتحولوا إلى نباتيين بعد ارتفاع اسعار اللحوم والأسماك. ولأن شر البلية ما يضحك فقد انتشرت العديد من النكات والطرائف حول انفلونزا الطيور مثل: « فيروس الإنفلونزا أحب مصر ولن يخرج منها أبدا» و«فيروس انفلونزا الطيور مصري، كان يعمل في الخارج وسرعان ما عاد إلى أحضان بلاده في عشش الفراخ»، و«أحسن هدية للمدام فرختين من عم عبد السلام». وعم عبد السلام هو أشهر بائع فراخ بمنطقة «تريومف» بمصر الجديدة.