الإكسسوارات منفذ المرأة الخليجية لإبراز أناقتها

TT

المرأة في الغرب يمكن ان تعبر عن شخصيتها وتميزها في كل المناسبات والأماكن من خلال أزيائها، سواء تعلق الامر بالتصاميم او بالألوان، لكن المرأة العربية وخصوصا في الخليج لا تمتلك نفس القدر من الحرية خصوصا في الأماكن العامة، فهي مطالبة بارتداء العباءة السوداء طوال الوقت. ولأنها تحب الموضة وتتميز بالذوق، فإنها تعوض عن هذا الأمر بالاكسسوارات التي أصبحت تعرف رواجا منقطع النظير في الخليج بشكل خاص، حسب ارقام المبيعات التي تحققها محلات ديور وفيندي وبيربيري ولوي فيتون وغيرهم من الأسماء الكبيرة التي فتحت فروعا لها في كل من السعودية والإمارات العربية والكويت لتلبية هذا التعطش لكل ما هو جديد. فالاكسسوارات على ما يبدو تمثل وسيلة مثالية للمرأة الخليجية للتعبير عن شخصيتها ومكانتها من جهة ولمواكبة الموضة من دون اثارة حفيظة احد من جهة أخرى. ورغم ان العديد من دور الازياء العالمية انتبهت منذ زمن إلى اناقة المرأة الخليجية وحبها لكل ما هو جميل ومتميز، فإن العديد من العامة قد يستغربون عند ما يسمعون أن المرأة السعودية، مثلا، واحدة من أكثر النساء العربيات اناقة، الأمر الذي يؤكده دائما خبراء الجمال والأزياء نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر مصفف الشعر اللبناني، بسام الفتوح ومصمم الأزياء العالمي إيلي صعب.

سبب الاستغراب يعود إلى أنهم يربطون دائما بينها وبين العباءة السوداء التي تشبه اي عباءة اخرى، ويعتقدون انها لا تغير موديلاتها، أو لا تحتاج إلى دراية وأسلوب خاص لاختيارها. والحقيقة التي لا يعرفها هؤلاء ان العباءة بالنسبة للخليجية مثل المعطف بالنسبة للمرأة الغربية، تخفي تحتها أفخم الماركات الأوروبية وآخر صيحات الموضة من باب الاحترام للتقاليد والأعراف. لكن هذا لا يمنع انها تعوض عن عدم قدرتها على التباهي بمظهرها الانيق على الملأ، من خلال الاكسسوارات، خصوصا وان جزءا من متعة المرأة عندما تتأنق هي إثارة إعجاب صديقاتها أو غيرتهن. فبعد ان كانت المجوهرات هي المنفذ الوحيد لها في الماضي للتعبير عن اسلوبها ومكانتها الاقتصادية والاجتماعية فضلا عن شخصيتها، اصبحت الاكسسوارات بدءا من حقيبة اليد إلى الحذاء إلى النظارات الشمسية والإيشاربات أكثر ما تقبل عليه في السنوات الأخيرة. وهذا ما أكده لنا أحمد رفاعي بمؤسسة BURBERRY قائلا «إن المرأة السعودية تعشق الفخامة والأناقة وهذا واضح من زبوناتنا اللواتي يعرفن جيدا آخر الصيحات في عالم الموضة، وقد يقضين ساعة في المحل ينسقن بين الحذاء والحقيبة والعباءة». بيد ان الملاحظ انها، باستثناء شريحة قليلة، لا تختار حقائبها على اساس عملي أو احذيتها على اساس الراحة اولا، بل العكس، فكلما كانت الحقيبة مثيرة تضج بالألوان والحذاء مرصعة بالأحجار أو بالنقوشات، وكذلك الامر بالنسبة للإيشاربات، اكتملت أناقتها بعباءتها السوداء التي تتحول بالنسبة لها إلى قطعة كانفاس تضيف إليها ما تشاء. وقد يصل عدد حقائب وأحذية المرأة السعودية إلى عدد يفوق عدد ملابسها كحال ريم صديق 22 عاما التي خصصت خزانة إضافية لحقائبها وأحذيتها وعباءاتها وتقول «كثيرا ما أتسوق وأذهب إلى متنزهات ترفيهية ولا بد طبعا من ارتداء العباءة، لكني لكسر حدة الأسود وروتينه، ألجأ إلى ارتداء الإكسسوارات والخواتم والحقائب». والطريف ان الشاب السعودي، ايضا بدأ يعرف الفتاة الأنيقة من حقيبتها وحذائها حتى انه صار خبيرا في الماركات التجارية، ويميز بين ما هو مقلد وما هو أصلي. وربما يكون هذا هو السبب في منع بعض الأسر بناتها من ارتداء ما هو لافت، مثل اللون الأحمر وما شابهه، أو التطريزات الكثيرة المغزولة بالخيوط والترتر والخرز، بل حتى الحذاء ذي الكعب العالي جدا ممنوع مع العباءة في الشارع ويقتصر لدى البعض على المناسبات الخاصة فقط.

ولأن العديد من الفتيات لا يمتلكن الإمكانيات لشراء الماركات العالمية الأصلية فهن يلجأن إلى المقلدة التي أصبحت متوفرة بشكل كبير، بحيث لا يزيد سعر الحقيبة مثلا على 70 دولارا بينما يكون سعرها الأصلي أكثر من 1000 دولار. وهذا ما يؤكده البائع توفيق رشدي بأحد المراكز التجارية قائلا: «ما يميز المرأة السعودية عن غيرها أنها تراعي تنسيق عباءتها مع حقيبة يدها وحذائها من حيث الشكل، أما الجودة فتأتي في المرتبة الأخيرة من اولوياتهن».