خطوات بسيطة لإتقان لعبة الانسجام في الحفلات

TT

تثير بعض الدعوات الاجتماعية قلقاً لدى البعض منا، لعدة اسباب نذكر منها اننا، ورغم معرفتنا بصاحب الدعوة إلا اننا قد لا نعرف احدا من المدعوين او ربما نكون بعيدين كل البعد عن اجواء الدعوة مهنياً واجتماعياً، وبالتالي قد نجد انفسنا معزولين عن باقي الحضور، لا نعرف كيف نتصرف أو كيف نتغلب على ذلك الشعور القوي بالغربة والاحراج. ويزيد الامر سوءا اذا كان عدد المدعوين محدودا، إذ نشعر بأن كل الانظار موجهة الينا، وكأنها تسأل عمن نكون، وما علاقتنا بالمناسبة وما الى ذلك من مشاعر تزيد من حرجنا وتوترنا. ولأن الرجل أكثر تأقلما مع الوضع من المرأة، تقول الاختصاصية زيزي طويل أن بعض هذه الهواجس في محلها «فالفتاة في مقتبل العمر، ما بين 17 و24، تشعر بالترقب والتوتر من فكرة وجودها في مكان يجمعها بأناس لا تعرفهم، وقد تعتقد أن هذا الإحساس يشير إلى عيب في شخصيتها، ولكنه في الواقع ليس سوى قلة خبرة اجتماعية، بدليل ان الوضع يختلف بالنسبة للمرأة الناضجة، خصوصا إذا كانت صاحبة انتماء مهني، يبرر وجودها ويدعمه خلال المناسبة».

وتنصح طويل المرأة بالاستعداد للحفلة نفسيا إلى جانب الاهتمام بإطلالتها عبر اختيار الزي المناسب لنوع الحفلة، وكذلك تسريحة الشعر والماكياج البسيط حتى لا تبدو كـ«عروسة المولد»، لأن المظهر الانيق والمريح، يعطي صاحبته الثقة بالنفس، شرط ان تدعم هذه الثقة بالاطلاع على الأخبار والأحداث المتداولة، حتى لا تبدو بعيدة عن الأجواء الاجتماعية والفنية وربما السياسية والثقافية، وتستطيع المشاركة في مناقشة أي موضوع.

وتفرض أصول الضيافة ان تقدم صاحبة الدعوة مدعوتها «الوحيدة» إلى عدد من الضيوف الذين قد تكون لهم نفس اهتماماتها وهواياتها، حتى تزيل عنها بعض التوتر وتبدد إحساسها بالرهبة والغربة.

وتلفت طويل نظر أي مدعوة بأن «لا تستخدم عبارات بلغة لا تجيدها اجادة تامة حتى لا تضع نفسها في موقف حرج إذا أجابها أحد الحاضرين بتلك اللغة، لأنها سترتبك حينها وينكشف جهلها. والأهم أن تبقي نغمات صوتها منخفضة يسمعها الآخرون بوضوح دون إزعاج، على أن لا يكون صوتها مخنوقا لا يفهم كلامها أحد».

والمعروف ان بعض الفتيات مصابات بمرض الثرثرة، يطلقن العنان لأنفسهن دون أن ينتبهن إلى أن من يتكلم كثيراً يخطئ كثيراً. وبالطبع سوف يصل الحديث إلى الثرثرة عن هذه وتلك، ويتحول الحديث الى نوع من النميمة. ورغم ان بعض الناس قد يحبون الاستماع إلى تلك الأحاديث لفترة، إلا انهم سرعان ما يملون منها. كذلك قد تعمد الضيفة الى البوح بهمومها الخاصة لغرباء لا تجمعها بهم اي صداقة او معرفة سابقة، مما يعطي انطباعاً سيئاً عنها. في هذه الحالات من الافضل ان تكتفي الضيفة بالتطرق الى الامور العامة التي لا تضعها في خانة التصنيف السلبي.

وفي المقابل نجد مدعوات يؤثرن السكوت طوال الجلسة أو الانزواء بعيداً عن الضيوف، وعن هؤلاء تقول طويل «أن السكوت ليس لائقاً، ومن الأفضل ان تحاول المدعوة أن تتحدث عن الأشياء التي تعرف عنها أكثر من غيرها، وإذا سألها أحدهم عن شأن ما، قد لا تعرفه، لن يعيبها ان تعترف بذلك لأن ليس في ذلك ما يشكل اهانة لكرامتها، فالإنسان لا يولد عالماً بكل الأمور. أما الانزواء بعيداً عن الضيوف فهذا فمن شأنه أن يلفت الأنظار بصورة قد تسيء إلى صاحبته أكثر مما ينفعها. فقد يظنون أنها مغرورة، فلماذا لا تبادر بالذهاب إلى عدد منهم وتعرفهم بنفسها وتشاركهم في الحديث مشاركة لطيفة؟ على أن تكون مداخلتها لائقة مع ابتسامة ناعمة، مفتاح الوصول إلى قلوب الناس».

من ناحية أخرى، يجب أن تنتبه الفتاة إلى الطريقة التي تمشي أو تجلس بها لأن ذلك يعكس جانباً كبيراً من شخصيتها، وما يدور في ذهنها، إذ لا يجب مثلا أن تجلس منحنية او مرتخية، أو تشبك ساقا بالأخرى أو تقوس قدميها، فتبدو كطفلة غريبة خائفة؛ بل عليها أن تجلس «جلسة معتدلة توحي بالثقة وليس الغرور، وان تمشي مستقيمة بطريقة توحي بالحيوية».

وتشدد طويل على الاعتدال في كل شيء، فليس هناك أفضل من البساطة كأسلوب اجتماعي تمارسه الضيفة على صعيد الصوت والملابس والماكياج».

أما عندما يحين وقت الطعام، فإن طويل ترى أنه ليس من اللائق أن تبادر الضيفة إلى الجلوس حول الطاولة بمفردها، وأجدر بها ان «تترك صاحبة الدعوة تحدد لها المقعد الذي ستجلس عليه، على ان تتجنب أن تصطدم الملعقة أو الشوكة بطبقها أو تلوح بهما في الهواء عند حديثها، كما عليها الا ترفع الطبق من فوق مائدة الطعام مهما كانت الأسباب، أو تنكب على الاكل بنهم. فلتجعل رأسها أعلى من مستوى كتفيها قليلاً وهي تأكل، ثم ترفع الملعقة إلى فمها بلطف، مع الحرص ان لا تلطخ شفتيها بالطعام حتى لا تثير اشمئزاز الناظرين إليها». وتضيف طويل: «من بين الأسئلة الكثيرة التي تحير الضيفة الطريقة التي ستقدم بها هديتها إلى صاحبة الدعوة، وأنا ارى ان البداية تكون باختيار نوع الهدية، أي أن تكون عبارة عن شيء ستستفيد منه صديقتها صاحبة الدعوة، وبعد ذلك تغلفه بطريقة فنية مبتكرة لتبدو أنيقة، على ان تقدمها لها لدى وصولها إلى الحفل».