التين.. ألوانه مختلفة وفوائده مشتركة ومتعدّدة

TT

كان الفيلسوف اليوناني افلاطون ينصح الرياضيين بتناول ثمار التين خلال استعداداتهم لخوض المسابقات الاولمبية، كونه افضل مصدر للطاقة والدفء، لذا كان الريفيون ولا يزالون يسعون لتخزينه في فصل الصيف بغية الاستفادة منه كطبق حلوى او طعام مغذ يتميّز بفوائده الصحية الكاملة في الشتاء.

تحتوي ثمرة التين الطازجة او المجففة على مصادر طاقة ضرورية لجسم الانسان، وتكمن قيمتها الغذائية في المواد السكرية العالية التي تحتوي عليها مع عنصري الحديد والكالسيوم، اضافة الى الفوسفور والفيتامينات «أ» و«ب» و«ك» وكمية ضئيلة من فيتامين «ج»، ويشكّل الماء نسبة 80 في المائة من وزنها. ونظرا لغناه بالكالسيوم فهو يساعد على بناء العظام والاسنان، كما قد يؤدي نقصه في الجسم الى بطء في نمو الاطفال وهشاشة العظام لدى البالغين بشكل عام وترققها لدى النساء بشكل خاص. لكن تجدر الإشارة إلى انه فاكهة غير مناسبة للمصابين بمرض السكري او من يعاني من السمنة لان كل 100 غرام من التين الطازج يعطي الجسم 70 سعرة حرارية، وإن كانت ثمارها مفيدة جدا للرياضيين وكل من يمارس الاعمال التي تتطلب جهداً جسدياً يحرق السعرات الحرارية، مع العلم ان المجفف منه يحتوي على نسبة سكر اعلى من تلك الموجودة في الطازج، اذ تصل الى حوالي 60 في المائة من وزنه. وقد اكتشف الإنسان منذ زمن ان التمتع بهذه الثمرة اللذيذة لا يقتصر على فصل الصيف فقط، بل من الممكن حفظه وتجفيفه لتناوله في فصل الشتاء، كما تفنن في طرق عديدة لتقديمه بدءا من طبخها في بعض الأطباق، خصوصا الحلويات، إلى حفظها كمربى.

وقد اشتـهر اللبنانيـون بتحضير المربى منذ زمن بعيد، اذ كانـت النساء يحضّرن منه كميات كبيرة لحفظها واكلها في فصل الشتاء، وهو ما يسمّى «مربى التين» او «التين المعقّد» نظراً لتماسكه الشديــد بعد طبخه. وكان يعتبر الغذاء المثالي للفلاحين خلال يوم عمل طويل وشاق، الا ان تراجــع الاهتمام بطبخ التين في البيوت اللبنانية لحفظه ضمن المؤونة الشتوية، لم يحل دون امكـان الحصول عليه، وذلك بعدمــا عمدت الشركات المتخصّصة الى طبخه وتعليبه وتوزيعـه على المحــلات التجارية، لكن إذا كنت من هواة تحضير أطباقك على طريقتك وتحت عينيك، فإليك هذه الوصــفة: