عيادات تجميل تعيد عقارب الزمن إلى الوراء.. قلبا وقالبا

TT

لم يعد خافياً على أحد أن عيادات التجميل والتقويم الصحي في العالم لم تعد مقتصرة على النساء، فالحقائق التي تكشفها هذه العيادات بالارقام تؤكد أن الرجل اصبح منافسا قويا للمرأة في هذا المجال. فهو يراجع هذه العيادات احياناً بصورة علنية واحياناً بصورة سرية، بل اصبح ايضا متسوقا جيدا لمستحضرات العناية بالبشرة والشعر، وأحيانا في ألوان الماكياج. وليس أدل على ذلك من لاعب الكرة البريطاني ديفيد بيكهام، ورئيس الوزراء توني بلير الذي تم الكشف انه يخصص ميزانية من راتبه لشراء مستحضرات تجميل، وإن كان أغلبها للتسمير، فهي تنافس ميزانية زوجته نفسها. لكن الرجل، الذي يرفض مستحضرات الماكياج رفضا باتا في حين لا يرى مانعا من استعمال مستحضرات العناية بالبشرة والشعر على أساس أنها أمر مشروع يدخل في نطاق العقل الجميل في الجسم الجميل، لا يرى مانعا في التوجه إلى منتجعات صحية اصبحت تتيح له الاستجمام والراحة إلى جانب تدليل نفسه بكل ما توفره له إمكانياته المادية. وما تجدر الإشارة إليه ان هذه المنتجعات تعرف إقبالا اكبر من رجال الأعمال، لأنهم أكثر من يحتاج إليها نظرا لضغوطات العمل الكثيرة، ما يجعلهم اكثر عرضة للتوتر والمشاكل الصحية والنفسية، وهي مشاكل تنعكس بصورة سلبية على بشرته، بشكل خاص، ومظهره بشكل عام، ومن ثم تؤثر على أدائه في العمل، في وقت اصبح فيه الرجل ايضا مطالبا بالوسامة والأناقة إلى جانب الثقة والقوة. وهذا ما تؤكده خبيرة التجميل والصحة، هيذر بيرد، التي افتتحت عيادة خاصة بالصحة والجمال في منطقة نايتسبردج الراقية، الواقعة وسط لندن. الزائر إلى هذه العيادة سيكتشف سريعا انها ليست مكانا للتجميل فقط، فهي مختبر حقيقي متطور للكشف عمّا أصاب أو يصيب أجسامنا من أذى أو إرهاق وضعف نتيجة المتاعب اليومية، مع العلم بانها لا تقتصر على الرجل فحسب، بل ايضا تخاطب المرأة.

المركز، أو المنتجع الصحي كما يحلو للبعض ان يتعامل معه، يركز على معالجة المشاكل الصحية التي تصيبنا من الداخل وتنعكس سلباً على المظهر الخارجي، مثل امراض القلب وارتفاع نسبة الدهون بالدم والضغط والسكري والضغط النفسي والكآبة، أي كل ما نسميه امراض العصر. وحسب قول مؤسسته هيذر بيرد: «هذه الامراض لا تؤثر فقط على بشرة الوجه أو شكل الجسم وانما تؤثر ايضا على طريقة التفكير والطاقة البدنية والجنسية» لذا يصبح لزاما تركيز الانتباه على كل جوانب الصحة وليس المظهر الخارجي فقط.

العناية هنا تبدأ بجملة من الفحوصات للكشف عما يجري بداخل الجسم من تحولات وتغيرات قد لا نعرف أننا نتعرض لها اصلا، لعدم وجود أي اعراض واضحة، ولا ننتبه لها إلا بعد ان تتفاقم الأمور، ويصبح العلاج ضروريا عوض الوقاية. ومن هذه التغيرات التي يتعرض لها الجسم، زيادة في نسبة الدهون في الدم أو زيادة في السكر أو ضغط الدم أو خلل في الهرمون الذي يؤدي إلى السمنة.