العيب ليس فيك بل في المصممين

TT

الاتهام الموجهة دائما إلى صناع الموضة أنهم يتجاهلون المرأة البدينة ولا يولونها اي اهتمام، وزاد عليه في الآونة الأخيرة بانهم متحجرون في حقبة الخمسينات، بمعنى أنهم ما زالوا يصممون لمثيلات مارلين مونرو وصوفيا لورين، اي المرأة كبيرة الصدر، نحيلة الخصر وعريضة الأرداف، مع تغيير بسيط وهو تنحيفهم لهذه التصاميم، بشكل كبير الأمر الذي يؤكد انهم جاهلون أو يتجاهلون مقاس أغلبية نساء العالم.

فقد وجد باحثون من ولاية نورث كارولينا بالولايات المتحدة، أن مقاسات مثيلات مارلين مونرو وصوفيا لورين وغيرهما، تقلصت بشكل كبير، وأن غالبية النساء يتميزن حاليا بشكل مختلف تماما، هو أقرب إلى الكمثري أو المستطيل منه إلى الخصر النحيل. وتضيف الدراسة ان 8% من النساء فقط يتمتعن بهذا الشكل، شكل مارلين مونرو وصوفيا لورين.

كما جاء في الدراسة التي اخضعت لها حوالي 6000 امرأة، واستغرقت حوالي عامين، ان 46% يتميزن بشكل مستطيل، بخصر أقل من 23 سنتيمترا، أي أنحف من الصدر والورك. بينما حوالي 20% منهن يتميزن بشكل كمثري، بأوراك أكبر بحوالي 5 سنتيمترات أو أكثر من الصدر. و14% يتميزن بشكل مثلث، أي عريض عند الصدر وضيق عن الأوراك. وتضيف الدراسة انه اصبح لزاما على صنّاع الموضة، ان يدركوا هذا الأمر ويبدأوا في تغيير استراتيجيتهم، إذا كانوا يرغبون فعلا في مخاطبة الأغلبية. ورغم ان بعض دور الأزياء والمصممين بدأوا يجرون تغييرات، ولو بخطوات حثيثة، مثل ليز كليبورن، ودونا كاران التي استفادت وأفادت من عقدة معاناتها الشخصية من الأرداف العريضة في تصاميمها، إلا ان الغالبية لا يردون او يهتمون. وتؤكد المصممة البريطانية، كاثرين هامنيت، هذا الرأي بقولها ان المرأة التي يزيد مقاسها على 10، شبه متجاهلة من قِبل صناع الموضة «والسبب حسب رأيي أنه الغباء، فهم يتقيدون ببعض الخطوط من دون تفكير، وفكرة ان المرأة البدينة ليست الأمثل ما هي إلا وهم وخرافة. السؤال الذي يجب ان نطرحه على أنفسنا لا علاقة له بالبدانة، بل بالصحة، فكل شخص يتمتع بالجمال بغض النظر عن شكله ومقاسه».

ورغم ان الدراسة اجريت في الولايات المتحدة واخضعت لها أمريكيات، فإن نفس المشكلة تعاني منها البريطانيات، اللواتي اثبتت دراسة اجريت العام الماضي ان خصرهن زاد بنسبة 15 سنتيمترا عما كان عليه في الخمسينات، بسبب تغير نمط التغذية وأسلوب الحياة الأمر الذي أثر على شكل المرأة، وجعلها خارج لعبة الأزياء والموضة الحالية.