البذلة الرجالية .. تأثير قوي ومظهر وجيه

TT

في الثمانينات ظهرت عبارة «أزياء القوة» لأول مرة، وتدل على ملابس رسمية غالية الثمن بتصميم صارم من شأنها ان تجعل من يلبسها يبدو قويا وحازما وواثقا من نفسه، والأهم من ذلك يوحي بالثقة لكل من حوله. وليس غريبا ان ترتبط هذه العبارة بعهدي كل من الرئيس الاميركي الراحل رونالد ريغان، ورئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر. لكن رغم مرور أكثر من عشرين عاما، فإن الفكرة ما زالت حية في زمن أصبح فيه المظهر من المقاييس المهمة التي يتم بها الحكم على الإنسان. وفي حالات كثيرة إذا كان مظهرك يعكس انك مليونير، فهذا قد يفتح المجال امامك لكي تصبح حقا مليونيرا، خصوصا في بعض الوظائف، التي تتطلب مظهرا رسميا وجادا يوحي بالثقة. فالوظائف الكبيرة تتطلب تصاميم قوية وخامات مترفة. صحيح ان هذا الأمر عرف بعض التحرر في أواخر التسعينات، في عهد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، الذي أباح الزي «الكاجوال» في اماكن العمل، خاصة في أيام نهاية الأسبوع، إلا ان بعض الوظائف ما زالت تؤمن بأن الزي يزيد من الثقة بين المؤسسة والزبون ويقويها. وحجتها على ذلك: ما عليك إلا ان تطرح على نفسك سؤالا بسيطا: هل تثق بائتمان موظف يلبس بنطلون جينز ونعلا مهما كانت أناقته، وحتى لو كان بتوقيع المصمم جيورجيو ارماني، على ثروتك؟ من جهة أخرى، هناك وظائف وميادين لا تتطلب كل هذه الرسمية، بل قد تنظر إلى كل من يختار بذلة وربطة عنق بشكل دائم، بنوع من الشك والريبة، مثل الميادين الإعلامية بما فيها هوليوود، حيث ينظر إلى أي شخص، باستثناء رؤساء الاستديوهات طبعا، يلبس ازياء رسمية على أنه ممل ويفتقد الخيال والإبداع اللذين تحتاجهما المهنة. لكن لا شك أن دخول الانترنت، وشركات الدوت كوم، التي كان اغلب اصحابها من الشباب، رسخت الإقبال على الملابس «الكاجوال» و«السبور»، واحتفى العديد منهم بهذا التوجه، الذي لا يتطلب الكثير من الجهد، فقط بعض الخيال والتنسيق، بل احيانا لا يحتاج حتى إلى هذين العنصرين، لأن العمل يكون في أغلب الاوقات عبر الموقع ومن دون مقابلة شخصية وجها لوجه. لكن مع فشل بعض هذه المؤسسات وتعرضها للإفلاس او البيع، يبدو ان موضة الملابس «الكاجوال» في أماكن العمل فقدت بريقها ومصداقيتها، بدليل ان التوجه الجديد هو البذلات. لكن الجميل في هذه البذلات انها تخلصت من كلاسيكيتها بشكل كبير، واكتسبت مظهرا شابا. فالرجل ليس مقيدا بواحدة غامقة اللون مقلمة بخطوط طولية طوال الوقت، فالخامات تغيرت والقصات تطورت والألوان تنوعت ما دام سمة الاناقة هي الغالبة. ومع قدوم الصيف يمكن اختيار ألوان خفيفة تنعش الجسم وتمنحه القدرة على الحركة، وفي الوقت ذاته «ثقيلة» من حيث قيمتها، فهي أولا توحي بالقوة وثانيا وأخيرا بالأناقة، لأن التصميم رائع وعصري، والأقمشة خفيفة لا يبدو فيها الرجل وكأنه مكبل فيها. هذا عدا عن الاكسسوارات التي أصبحت متنوعة بشكل بدأ ينافس اكسسوارات المرأة من حيث اشكالها وألوانها، وليس أدل على ذلك ان الرجل ايضا اصبح بإمكانه اقتناء حقائب يد تتماشى مع اسلوب حياته وعمله وأزيائه، ولم يعد يخلو أي عرض ازياء منها بعد أن لم يكن يخطر وجودها على بال أحد في السنوات الماضية، بل كان العديد منا يتفكه على الإيطاليين الذين كانوا يحملون حقائب يد صغيرة بحجم معين، لكنها الآن اصبحت تأتي بأحجام كثيرة لا يضاهيها في التنوع سوى ألوانها وخاماتها. كما لم تعد تتعارض مع مظهر الرجل الرسمي، بل العكس بعض تصميماتها تكمل بذلته وتزيدها أناقة وعملية، ولا نقصد هنا فقط حقيبة (البريفكايز). بالنسبة لربطة العنق، من المستحسن أن تكون بنفس لون القميص، لكن هذه ليست قاعدة ثابتة، إذ بالإمكان اختيار ألوان قوية ومقلمة مع بذلة رسمية. أما إذا كنت تريد أن تخلف تأثيرا قويا، فيمكن اختيار ربطات بنقوشات جريئة وعصرية. فالفكرة هي ان ترتدي ازياء قوية تخلف تأثيرا يعكس قوتك في مجال العمل على شرط الا تتضارب مع لون البذلة ونوعيتها.

الاكسسوارات مهمة، وبدونها لا تكتمل الصورة تماما، بدءا من ازرار الأكمام (الكبك) إلى دبوس ربطة العنق. صحيح انها من الاكسسوارات التي ليس لها اي دور عملي، إلا انها تثير الانتباه بشكل إيجابي إذا تم اختيارها بعناية. بالنسبة للعطر يجب اختيار عطر كلاسيكي يدل على ذوق بدل الإثارة إلى حيث الاستفزاز. إذا كانت تريد ان تتقن هذا المظهر اكثر، فهناك منديل جيب الجاكيت، لكن من الافضل ان يكون من القطن ومن نوعية جيدة، كذلك الأمر بالنسبة لساعة اليد التي يجب ان تنافس البذلة في أناقة تصميمها وترف خاماتها واسمها. والأهم كلما كانت غالية كلما أعطتك الثقة بالنفس وأوحت بالثقة في نفس الزبون. او لم يقولوا ان المال يجلب المال؟ في حالتك فأنت لن تحقق الأرباح لك ولشركتك فحسب، بل ايضا ستنتقل من نجاح إلى آخر، لأننا نعيش في زمن يلعب فيه المظهر دورا أساسيا وتعطي فيه الأزياء قيمة ومكانة لصاحبها. فلا بأس أن تنسى أو تتناسى فكرة الجوهر وأهميته، فهو وحده لا يكفي وتحتاج إلى تغليفه وتقديمه بشكل جذاب حتى يظهر للوجود.