الوقاية قبل الانطلاق

رحلات الصيف.. بين البحر والطبيعة

TT

الصيف هو فصل الرحلات والبحر والمتعة والمرح بامتياز، وهو عطلة الأطفال وفرصتهم للتزود بالهواء النقي وأشعة الشمس، إضافة إلى ان وجود أطفال في الأسرة لا يعني نهاية الاستجمام والإجازات الطويلة بالنسبة للكبار، وكل ما في الأمر ان يستعد الآباء للعطلة بطريقة جيدة ومدروسة لتفادي أية مشاكل والاستمتاع بالعطلة على أحسن وجه. فالقاعدة الذهبية، انه أينما كانت الوجهة التي سيختارها الأهل، لا بد أولا من تحضيرّ العدة اللازمة لتفادي الحوادث والاصابات التي قد يتعرض لها أبناؤهم.

لوازم البحر لا تختلف كثيرا عن تلك المفترض تأمينها لتمضية يوم كامل في أحضان الطبيعة، انما يبقى خطر الشاطئ، لا سيما التعرض المباشر لأشعة الشمس أكبر من ذلك الذي قد ينتج عن التنزه في البرية، لذا من الضروري أن يعتمر الطفل القبعة الواقية ويستعين بنظارات شمسية تتوفر على كل المواصفات الصحية، طوال فترة اللعب على الشاطئ أو في الحديقة، مع الابتعاد عن الأنواع التجارية التي لا تراعي المواصفات الضرورية لحماية العينين. كذلك يستحسن أن تحضر الأم لطفلها نظارات واقية من الماء أثناء السباحة كي تبعد عنه خطر الحساسية التي تسببها الميكروبات الموجودة في حوض السباحة.

أما ثياب الطفل فيفترض أن تكون خفيفة وقطنية فضفاضة بألوان فاتحة تمنع أشعة الشمس من اختراق أنسجتها. وفي الوقت الذي يمكن فيه ارتداء الملابس المنقوشة ذات الألوان المتعددة على الشاطئ، فإن تجنبها في النزهات البرية افضل لأن النحل ينجذب الى الألوان الداكنة والرسوم الكثيرة. ولا يمكن حماية الطفل من دون الحديث عن الدور الذي تلعبه الكريمات الواقية والمضادة للشمس على أن يكون مقاوما للمياه وأن يحتوي على أكثر من 15 spf، مع العلم أن استعماله لا يعني عدم تعرض الطفل لضربة الشمس، ففي أحيان كثيرة تكون الأشعة أقوى بكثير من أي مستحضر، لذا يفضل تحديد أوقات خروح الطفل الى البحر قبل الساعة الحادية عشرة وبعد الساعة الرابعة بعد الظهر، على أن يوضع له الكريم بطبقة كثيفة كي توفر له الوقاية الكاملة. وتكرر العملية نفسها كل ساعتين وحتى أثناء الجلوس تحت المظلة، لأن أشعة الشمس تنعكس من الماء والرمال أيضا. وقد أظهرت الدراسات العلمية أن التعرض لضربة الشمس مرة واحدة في مرحلة الطفولة يزيد نسبة الاصابة بسرطان الجلد، مع العلم أن الطفل يتلقى جرعات قليلة من الأشعة فوق البنفسجية في أي مكان خارج المنزل، لذا لا بد من أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار والاستعانة دائما بالواقي الشمسي ليس فقط على الوجه والجسم، بل ايضا على الشفاه. وتجدر الاشارة الى أن نسبة خطر تعرض الأطفال اصحاب البشرة السمراء الى المرض الجلدي تبقى أقل من غيرهم، لكن ذلك لا يعني السماح لهم بالجلوس تحت أشعة الشمس من دون وقاية.

في ما يتعلق بالأحذية التي على الأهل تأمينها لأطفالهم خلال رحلات الصيف فهي أيضا تختلف بين البحر والطبيعة، ففي حين يفترض أن ينتعل الطفل الصندل المطاطي المفتوح على الشاطئ وفي أحواض السباحة درءا للأخطار التي قد تنتج عن الانزلاق، يفترض تجنب هذه المواصفات أثناء وجود الطفل في أحضان الطبيعة والاستعاضة عنها بحذاء رياضي مقفل تماما وخفيف، لا يعيق تحرك الطفل ويبعد عنه لسعات بعض الحشرات.

والساعات الطويلة التي يمضيها الطفل باللعب والحركة هي بالتأكيد ستشعره بالتعب والارهاق، لذا لا بد من امداده بالسوائل بشكل مستمر، خصوصا الماء تجنبا للاصابة بالجفاف لأن معدل الماء الذي يطلبه جسم الطفل يوميا هو ثمانية أكواب، مع عدم اغفال أهمية العصير الطبيعي والابتعاد عن المشروبات الغازية التي تفوق أضرارها فوائدها. ويفضل الخبراء ايضا أن يتناول وجبة طعام خفيفة قبل السباحة بساعة على أن تتكون من النشويات والبروتين والخضار والفاكهة، أما بعد السباحة فينصحون بتناول وجبة غذائية متكاملة لتعويض السعرات الحرارية التي فقدها.

كذلك لا بد من التنبه الى حمام الطفل مباشرة بعد انتهائه من السباحة للتخلص من مادة الكلور التي قد تسبب تهيجا في الجلد وحساسية، مع تجفيف الأذنين بشكل جيد للتخلص من الفطريات الموجودة في المياه.

ولأن المفاجآت مع الاطفال لا تنتهي، لا بد للأم من تحضير حقيبة تلازمها كلما اصطحبت أطفالها الى نزهة بحرية أو برية، تتضمن أدوات الاسعافات الأولية الموجودة في المنزل من قطن وشاش ولاصق طبي ومواد معقمة وأدوية التهاب وأدوية مضادة للحرارة، وبهذا تكون على اتم الاستعداد لمواجهة أي حادث طارئ، مهما كانت بساطته.